الحميمية الروسية الإيرانية

موسكو: من المستحيل إرغام إيران على وقف محاولاتها للحصول على سلاح نووي. والواقع أن إيران تسير إلى تهيئة ما سيمكّنها من إنتاج قنبلة نووية. ولا تحتاج إيران إلى أي قنبلة نووية لكي تلقيها على أمريكا أو إسرائيل، لكنها تريد أن تشعر بأنه بمقدورها صنع القنبلة النووية لأن هذا يضعها في مصاف الدول الكبرى النووية.

ولا يمكن أن تتخاذل إيران وتتراجع عن تحقيق هدفها. ولا يخيفها شيء ولا الأحاديث عن نية الأميركيين بمهاجمتها، فهذا كلام باطل. فلقد أصبح الأميركيون في وضع لا يسمح لهم بمهاجمة إيران بعدما غرقوا في العراق. كما لا تخاف إيران من العقوبات الاقتصادية لأن العقوبة الوحيدة التي يمكن أن تتضرر منها إيران هي حظر تصدير النفط الإيراني، إلا أن روسيا والصين وأوروبا لن تقدم على فرض حظر كهذا.

وقال فلاديمير بوتين في اللقاء مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي إنه ليست لديه معلومات مفادها أن إيران تنوي صنع القنبلة النووية. وقال بوتين ذلك لأنه يعي أن محاولة حشر إيران في الزاوية الضيقة عبث لا طائل وراءه، فإيران ستجد المخرج منسحبة من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وقاطعة العلاقات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتمضي في طريقها بلا حسيب ورقيب. وبالتالي أفهم بوتين كل من يعنيه الأمر قبل بدء زيارته إلى إيران أنه لا يسافر إلى طهران لممارسة الضغط.

واعرب بوتين عن اعتقاده بان التهديد بفرض عقوبات جديدة على ايران وشن عمليات عسكرية ضدها يعتبر اجراء غير مجدي. وقال فى مؤتمر صحفى عقب المحادثات التى عقدها مع الرئيس البرتغالى أنيبال كازاكو سيلفا في لشبونة" مؤخرا كان يبدو حل المشكلة النووية لكوريا الشمالية مستحيلا غير أنه باستخدام الوسائل السلمية تمكنا من حل المشكلة أو اقتربنا من حلها" واشار بوتين فى الوقت ذاته الى ان روسيا تقف ضد "مخالفة قواعد وأحكام القانون الدولي التى تتحدث عن ضرورة منع انتشار الاسلحة النووية وغيرها من أنواع أسلحة الدمار الشامل".وذكر الرئيس الروسي أنه أكد هذا الموقف لجميع الدول المطلة على بحر قزوين بما فيها ايران خلال زيارته الى طهران مؤخرا.

ولا بد من القول إن الناس في روسيا لا يزالون يتعاطفون مع كل من يقف ضد أميركا مثل حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين أو أحمدي نجاد في إيران.ولا يمكن للروس أن ينظروا إلى إيران على أنها عدو، فمن المستحيل أن يتخيل المرء أن تقوم إيران بعمل ما عدواني ضد روسيا.