أخبار خاصة

محمد بن راشد يربط النجاح بالمعرفة والحرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أطلق حزمة من مشروعات التعليم والثقافة :
محمد بن راشد يربط النجاح بمعركة المعرفة وتوفير الحرية

تاج الدين عبد الحق من دبي: بحزمة من المشروعات والبرامج الثقافية وبالتأكيد على الرابطة الوثيقة بين النجاح في اكتساب المعرفة وبين مناخ تسوده الحريات، إفتتح الشيخ محمد بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء فيها حاكم دبي اليوم مؤتمر المعرفة الاول، وستكون هذه المشروعات هي باكورة عمل مؤسسة محمد بن راشد المكتوم، التي أعلن عن تأسيسها في مايو من هذا العام وخصصت لها وقفية بقيمة 10 مليارات دولار لدعم برامج ومشروعات المعرفة في العالمين العربي والاسلامي. وقد استبق الشيخ محمد في الكلمة التي افتتح بها اعمال المؤتمر الذي يستغرق يومين المشككين في جدوى المؤتمر وقدرته في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجهها قضية المعرفة في العالمين العربي والاسلامي بالقول إنه سمع هذه الشكوك وان بعضهم وصف مبادرته من اجل النهوض بالمعرفة كمن يحرث في البحر. وقال أحد الإخوان قال لي: يا محمد أنت في هذه المؤسسة مثل الذي يحرث في البحر، فالتحدي ضخم، وثغرة المعرفة في معظم الدول العربية والإسلامية من دون قاع... والكلام عن بناء مجتمعات المعرفة كثير... لكن العمل قليل... فلماذا تتعب نفسك في هذا الأمر؟

وأشار الشيخ محمد الى الصعوبات التي تواجه جهود احداث نقله معرفية، وقال إنه خلال الدراسات الأولية لمسنا مخاوف من صعوبات قد تواجهها مشاريع المؤسسة جراء تعقيدات وحساسيات الأوضاع العربية... وجراء حدود وهمية يفترضها البعض لأدوار الدول والمجتمعات والمؤسسات.... وجراء محاولات سابقة لم يُكتب لها النجاح... وجراء تسلل أمراض البيروقراطية إلى كثير من مؤسسات إنتاج المعرفة. واكد الشيخ محمد تصميمه على النجاح في دفع قضية الثقافة والمعرفة الى واجهة العمل. وقال كما نجحنا في ميادين عديدة متجاوزين أسئلتها وهواجسها ومخاوفها، سننجح في هذا الميدان، متوكلين على الله أولاً، ومستلهمين روح الإمارات وخبرتها وتراثها في الإنجاز.

محمد بن راشد يفتتح مؤتمر المعرفة الأول بدبي ومؤمنين بأن الإنسان مفطور على الخير والإيجابية والعطاء للصالح العام. وأن المجتمعات العربية والإسلامية تستحق نوعية حياة أفضل... وحين تتوفر للناس بيئة تحتضن أشواقهم للإنجاز والتقدم، وأنظمة عمل تتوفر على النزاهة، والشفافية، وتكافؤ الفرص، فإنهم سيبدعون وينتجون ويعطون أكثر من المتوقع منهم، ويصلون إلى حدود لم يصلها أحد قبلهم. وحدد الشيخ محمد الاسس التي تستند عليها فلسفة مؤسسة محمد بن راشد والتي سيتم من خلالها الانفاق من الوقفية المخصصة للمعرفة فقال انها تقوم على رؤية واضحة وهدف محدد وعلى اساس من التخطيط والتنظيم وحسن ادارة الموارد . وذكر الشيخ محمد بأن فلسفة المؤسسة تقوم ايضا على اساس التكامل بين منتجي المعرفة وعلى اساس ان المعرفة والحرية وجهان لعملة واحدة وعلى اهمية توفير بيئة منفتحة للابداع والتجريب والابتكار .

وتناول الشيخ محمد آليات عمل الموسسة وقال بأن المؤسسة لن تقبل في تنفيذ كافة مشاريعها وبرامجها بأقل من أفضل الممارسات العالمية، في الإنتاجية والجودة ومعدلات التنفيذ. مشيرًا الى عمل المؤسسة سيتركز على التخطيط والمتابعة والتحفيز، وستنفذ مشاريعها وبرامجها بالشراكة مع مؤسسات المعرفة، ومنتجي المعرفة، وستتابع التنفيذ وفق أعلى معايير الأداء الدولية.وقال ان المؤسسة تتبنى وتساعد وتمول المشاريع والمبادرات والبرامج ذات الجدوى المعرفية. وبالتالي هي ليست جمعية خيرية ولا صندوقاً للهبات والعطايا. مشيرًا الى ان تمويل المشاريع المعتمدة سيرتبط بمعدلات الإنجاز ومستوى الجودة وتحقيق النتائج المحددة سلفًا. وقال ان المؤسسة ليست منافسًا لأي من المؤسسات الأخرى، وهي منفتحة على الجميع، ومستعدة للتعاون مع كافة العاملين في حقول المعرفة.

وقال الشيخ محمد بن راشد إن التحديات التي نواجهها في العالمين العربي والإسلامي... هي تحديات بقاء، وليس فقط تحديات إصلاح وتطوير... مشيرًا الى ان مركزنا المعرفي هو الذي سيقرر إلى حدٍ بعيد قدرتنا على تجاوز هذه التحديات..وضرب الشيخ محمد بالبطالة مثلا وقال لنأخذ تحدي البطالة نموذجًا، حيث أن نسبتها في المنطقة العربية الأعلى في العالم.فالتحدي المطروح علينا جميعًا ليس فقط إيجاد وظائف للعاطلين عن العمل اليوم، إنما إيجاد ثمانين مليون فرصة عمل خلال السنوات العشر المقبلة. وتساءل كيف سنواجه هذا التحدي؟وإذا كانت معدلات النمو الاقتصادي في الفترة الماضية قد عجزت عن خلق وظائف كافية، فكيف ستكون الحال مع انتقال العالم من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة؟كيف سنواكب هذا الانتقال ونسبة الأمية المرتفعة ما زالت من أعلى النسب في العالم، ونسبة الإنفاق على البحث العلمي من أقل النسب في العالم.... والفجوة بين مهارات الخريجين والعمال المؤهلين وبين المهارات المطلوبة في سوق العمل ما زالت على اتساعها. وقال الشيخ محمد مجيبا على تساؤلاته لا توجد حلول سحرية أو وصفات جاهزة... إما أن نصنع المعجزات بأيدينا، ونبدع الحلول بأنفسنا، وإلا فالمنطقة على موعد مع عشرات ملايين الشبان المحبطين والغاضبين... ولكم أن تتخيلوا نتائج ذلك! واضاف خيارنا الوحيد في الحكومات وفي القطاع الخاص وفي مؤسسات المجتمع المدني، هو العمل... والعمل بسرعة وتنظيم ودراسة وتخطيط... داعيًا ان ينهض كل منّا بمسؤوليات موقعه، أيًا كان هذا الموقع، ويحسن إدارة إمكانياته مهما كانت الإمكانيات، وقال عندها نكون قادرين على سد النواقص، وتجاوز العقبات، والانتصار على التحديات، وتحقيق التنمية الشاملة والدائمة.

وأعلن الشيخ محمد في ختام كلمته جملة من المشروعات التي تعمل مؤسسة محمد بن راشد ان تكون باكورة عملها للنهوض بالمعرفة والتي سيتم المباشرة بها فورًا. وتشمل هذه المشاريع تقرير المعرفة العربي حيث ستصدر المؤسسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريراً سنوياً متخصصاً في شؤون المعرفة.وسيوفر التقرير مؤشراً عربياً، لقياس حال المعرفة في الدول العربية، من أجل مساعدة المسؤولين على تقييم الأداء، وتطوير الخطط... وإذكاء روح المنافسة في ميدان تطيب فيه المنافسة.

وتشمل مشاريع المؤسسة برنامجا لتحسين جودة التعليم الجامعي حيث ستعمل مع برنامج الأمم المتحدة للجودة والاعتماد، وصولاً إلى مؤسسة عربية مستقلة، تضاهي أهم المؤسسات الإقليمية في العالم المتقدم، وتعمل بمعايير دولية وخبرات دولية. كما تشمل المشاريع ً:شبكة أبحاث عربيةتمول الأبحاث وتفتح قنوات فعالة للتعاون بين العلماء والدارسين العرب. وستبدأ الشبكة بمشروعين هما: شبكة الإدارة العامة، والمجلس العربي للعلوم الاجتماعية.وتشمل ايضا ً:شبكة معلمي المدارسوستطلق هذه الشبكة برامج لتدريب المدرسين، وستربط بين أساتذة المدارس في العالم العربي، ليتمكنوا من عرض وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب، والتعرف على المناهج والتشارك في البحوث ودراسة الحالات والنماذج. كما تشمل كذلك انشاء شبكة تدريب طلاب الجامعاتتعمل على تحقيق التواصل بين طلاب الجامعات الباحثين عن فرص التدريب العملي، والشركات العربية الباحثة عن الخريجين الواعدين.

وتشمل برامج ومشاريع المؤسسة ايضًا برنامجًا للبعثات يستهدف نخبة المهنيين العرب الشبان الراغبين في دراسة الماجستير في أكثر الجامعات تقدمًا في العالم. برنامج للرواديستهدف خريجي الجامعات المتفوقين والراغبين في مواصلة الدراسات العليا في إحدى الجامعات العربية الأكثر تقدمًا في مجال تخصص الخريج. وتتضمن البرامج برنامج الماجستير الإلكتروني للنساء يخدم النساء الطموحات اللواتي تحول التزاماتهن العملية والعائلية دون الالتحاق بالمعاهد والجامعات لاستكمال الدراسات العليا.كما يشمل: برنامج المهارات القيادية العربية لبناء القدرات في مجال قيادة المؤسسات والأفراد والمجموعات، وهو مفتوح للطامحين والمؤهلين من الشبان العاملين في القطاعين الحكومي والخاص. وبرنامج رواد الأعمال الذي سيتم تنفيذه مع الجامعات الراغبة في إكساب طلابها مهارات إطلاق أعمالهم الخاصة.

وستنظم المؤسسة مسابقة بين أفكار المشاريع الجديدة، وستدعم كل فكرة تثبت جدواها. ويشمل أيضًا برنامج حاضنات الإعمال في الجامعات ويستهدف البرنامج تشجيع الطلاب على الابتكار، وتسهيل تطبيق الابتكارات الجديدة في الحياة العملية. وتضمنت قائمة المشروعات عددًا آخر من البرامج في حقول المعرفة المختلفة.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر امين عام جامعة الدول العربيةعمرو موسى الذي اثنى على مبادرة الشيخ محمد بن راشد المكتوم مشيرا الى اهميتها في تحسين واقع التخلف المعرفي الذي يعاني منه العالم العربي حيث قال ان هناك ما يزيد عن 71 مليون نسمة من الاعمار التي تزيد عن 15 عاما تعاني من الامية الابجدية مشيرا الى ان الامية المعرفية اكثر من ذلك بكثير . وقال موسى لقد ابتلي العالم الإسلامي كله بتيارات تكاد تجره عنوة إلى قرون مضت، بينما العالم كله يكاد يقفز قرونًا إلى الأمام. فطغت الشكليات والتفاهات والترهات على فكر أصبح يحتاج إلى إعادة تشكيل، ليقوم على توازن واتزان: الحفاظ على التراث وصيانة مبادئ الدين الحنيف وقواعده، مع إعداد الفرد... إعداد الإنسان في المجتمعات الإسلامية والعربية خصوصًا ليتمكن من المنافسة والفوز في سباق التقدم والإنطلاق نحو المستقبل... ولهذا سلاح واحد هو التعليم الجيد، والعلم المتقدم، والمعرفة بكل آفاقها.

وتحدث في الجلسة امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة التربية والثقافة والعوم العربية ومساعدة برنامج الامم المتحدة الانمائي المخصص للدول العربية. وقد انتقل المؤتمر الى مناقشة الموضوعات العديدة المدرجة في جدول اعماله والتي وتشمل محاور المؤتمر محاولة الاجابة على عدد من الاسئلة الصعبة تشمل التساؤل عن اين وصلت جهود اصلاح التعليم العام في الدول العربية؟ واين موقع تراثنا العلمي والفكري في عصر العولمة؟ وما المطلوب لاكسابه الفعالية؟ وهل يمكن للمشتغلين بالتراث ان تتعدى جهودهم من مخاطبة النفس الى مخاطبة العالم؟ والتنوع الثقافي في المجتمعات العربية كيف نحوله من فتيل ازمات الى مصدر غنى؟ وألم يحن الوقت لتطوير وحدة الثقافة العربية وتأكيد ابعادها الانسانية من خلال العمل لاستيعاب التنوع الثقافي والثقافات الفرعية؟ وكيف نذهب بالتنوع الثقافي الى مستوى القيمة المضافة بدل ان يكون قيمة سالبة؟ وكيف نحقق نسبة تعلم 100% في الوطن العربي؟ وأين نحن من قضية الترجمة والتعريب؟ وهل تعيق حقوق الملكية جهود الترجمة والتعريب؟ وما هو حال التعليم في العالم العربي؟ وهل الجامعات الخاصة إضافة نوعية ام سد قصور التعليم الجامعي الحكومي؟ وما هو واقع النشر في العالم العربي؟ وكيف يمكن تطوير صناعة النشر العربية؟ وأين نحن من الثورة الرقمية وما هو حجم تفاعل الثقافة العربية مع تطبيقاتها؟ وكيف نجسر الهوة بين التعليم وسوق العمل؟ وكيف نفعل البحث العلمي ومراكز الدراسات العربية؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف