أخبار

مشرف يحكم قبضته على باكستان في ظل حال الطوارئ

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

افتخار محمد شودري شوكة اقتلعها النظام من خاصرته
مشرف يحكم قبضته على باكستان في ظل حال الطوارئ

اسلام اباد:انتشر رجال شرطة ووحدات شبه عسكرية اليوم الاحد في محيط مراكز السلطة في باكستان غداة اعلان الرئيس برويز مشرف حال الطوارىء في البلاد التي شهدت ايضا اعتقال عدد من شخصيات المعارضة.واجمعت الصحف الباكستانية الصادرة الاحد على التنديد بهذه الاجراءات الاستثنائية متهمة مشرف باعادة البلاد الى زمن الديكتاتورية.

وعنونت صحيفة دون (الفجر) الناطقة بالانكليزية "الانقلاب الثاني لمشرف"، بعد الانقلاب الاول الابيض الذي استولى بواسطته على السلطة في تشرين الاول/اكتوبر 1999.وكتبت الصحيفة التي اسسها محمد علي جناح الاب المؤسس لباكستان التي اضحت دولة نووية تعد 160 مليون نسمة غالبيتهم من المسلمين "لقد عدنا اذا الى البداية. الى 12 تشرين الاول/اكتوبر 1999. كل الانجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية ذهبت سدى".

حالة الطوارئ
وعلى الرغم من الزلزال الذي احدثة اعلان مشرف حال الطوارئ السبت بدافع حماية الوحدة الوطنية في مواجهة الارهاب الاسلامي وتصرف المحكمة العليا كما قال، فان الهدوء خيم على البلاد الاحد.

ومن المقرر ان تصدر هذه المحكمة، وهي اعلى مرجعية قضائية في البلاد، في غضون الايام المقبلة قرارها بشأن مدى شرعية الانتخابات التي جرت في السادس من تشرين الاول/اكتوبر وفاز فيها مشرف بولاية رئاسية جديدة.

وعمدت الشرطة الى شن حملة واسعة من الاعتقالات شملت عشرات المعارضين.وقامت السلطات بوضع عمران خان، بطل الكريكت السابق الذي اضحى احد اشد معارضي الرئيس الباكستاني قيد الاقامة الجبرية وكذلك فعلت بشخصيات عدة من المعارضة وبمحامين مقربين من القاضي افتخار محمد شودري الرئيس السابق للمحكمة العليا الذي اقاله مشرف مساء السبت.وقال خان ان "مشرف يسعى الى التمسك بالسلطة بالوسائل كافة".واعتقل ايضا من منزله في مولتان (وسط) صباح الاحد جواد هاشمي القائم وكيل رئيس حزب رئيس الوزراء السابق المنفي نواز شريف.وبالموازاة انتشر عناصر من الشرطة ووحدات شبه عسكرية اليوم الاحد في محيط القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا في العاصمة.وفتحت المحال التجارية ابوابها الا ان الشوارع خلت من المارة والسيارات.

وكان مشرف اعلن مساء السبت في خطاب الى الامة ان "عدم التحرك في هذه المرحلة يعتبر انتحارا بالنسبة الى باكستان ولا يمكنني ان اترك هذا البلد ينتحر"، مطالبا "اصدقاءه" الغربيين بتفهم قراره الذي استقبله العالم بقلق. وهاجم مشرف النظام القضائي معتبرا ان "نظام الحكم شبه مشلول والمحاكم تهين كل الموظفين الحكوميين العاجزين عن اتخاذ القرارات".

واعتبرت الولايات المتحدة قرار حليفها الرئيس في "الحرب على الارهاب" اعلان حال الطوارئ "مخيبا جدا للامال".

ومن بين المخاطر التي تتهدد البلاد والتي اعلن مشرف انها دفعته الى الاقدام على ما اقدم عليه الهجمات الانتحارية التي حصدت منذ تموز/يوليو 420 قتيلا وكان اسوأها الهجوم الذي استهدف رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو وادى الى مقتل 139 شخصا في كراتشي (جنوب) في 18 تشرين الاول/اكتوبر.

واورد القرار الرئاسي الذي نص على فرض حال الطوارىء ان "بعض اعضاء الهيئة القضائية يعملون ضد السلطة التنفيذية والتشريعية في مجال مكافحة الارهاب والتطرف ما يضعف من فعاليتها لمواجهة هذا التهديد".

قبضة حديديّة
كانت الحكومة سارعت السبت الى تعيين حميد دوغار على رأس المحكمة العليا خلفا للقاضي افتخار محمد شودري.وعلق مشرف العمل بالدستور وفرض سلسلة من القيود على وسائل الاعلام، ومنع صدور اي وسيلة اعلامية تذم بالرئيس او بحكومته او بالقوات المسلحة.وسارع السبت الى محاصرة المباني التابعة للمحكمة العليا في اسلام اباد واقالة القاضي شودري مجددا.

ويعتبر الرئيس السابق للمحكمة العليا في باكستان افتخار محمد شودري الذي ابعد السبت من منصبه للمرة الثانية هذا العام اثر اعلان حال الطوارىء، شوكة في خاصرة نظاممشرف.وكان شودري (58 عاما) تسلم منصبه في صيف 2005 لكن مشرف اقاله في التاسع من اذار/مارس الفائت بتهمة سوء استخدام السلطة وارتكاب اخطاء مهنية. غير انه عاد الى هذا المنصب في تموز/يوليو اثر تظاهرات دعم له في كل انحاء البلاد.واعتبرت المعارضة ان ابعاد شودري كان مناورة من مشرف حين اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في السادس من تشرين الاول/اكتوبر، وكذلك الانتخابات التشريعية المقررة في كانون الثاني/يناير 2008 والتي اعلنت الحكومة الباكستانية اليوم الاحد عن احتمال "تغيير" موعدها.

واعلنت الحكومة الباكستانية اليوم الاحد ان موعد الانتخابات التشريعية المقررة في كانون الثاني/يناير قد "يتغير". وقال نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عظيم ان "الانتخابات ستجري لكن المواعيد قد تتغير بسبب حال الطوارىء في البلاد". وتقدمت المعارضة بطعن امام المحكمة العليا بحجة ان الدستور يمنع مشرف من الترشح للانتخابات مع بقائه قائدا للجيش من جهة، وان اعادة انتخاب الرئيس ينبغي ان تتم من جانب المجالس الاقليمية المنبثقة من الانتخابات التشريعية المقبلة وليس تلك المنتهية ولايتها من جهة اخرى.اذا، كان يمكن المحكمة الا تصادق على انتخاب مشرف، الامر الذي اراد النظام تفاديه مهما كان الثمن.

وكان شودري اتخذ قرارات لم ترق للسلطة التنفيذية مثل الغاء خصخصة اول مجموعة باكستانية للتعدين. كذلك، امر القوى الامنية بالعثور على عشرات من "المفقودين" الذين يعتقد ان اجهزة تابعة للنظام اعتقلتهم.وفي نهاية اب/اغسطس، وجه هذا القاضي المعروف بنزاهته صفعة جديدة الى الرئاسة الباكستانية عبر سماحه بعودة رئيس الوزراء السابق نواز شريف الى البلاد.وكان مشرف نفسه اطاح بشريف في انقلاب ابيض في تشرين الاول/اكتوبر 1999.لكن شريف ابعد مجددا الى المملكة السعودية فور وصوله الى باكستان في العاشر من ايلول/سبتمبر.وكان مشرف اقال عام 2000 ثمانية عشر قاضيا، بينهم رئيس المحكمة العليا، لانهم رفضوا اداء اليمين بعد استيلائه على السلطة.

قتال على الحدود
وفي المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان يخوض الجيش قتالا مع متمردين اسلاميين مقربين من حركة طالبان وتنظيم القاعدة، بدأت دائرته بالاتساع الى شمال غرب البلاد.كما هاجم مشرف في خطابه المحكمة العليا التي اتهمها بالانحياز.

من جهتها عادت من دبي الى باكستان السبت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو التي دخلت في مفاوضات مع مشرف بغية تقاسم السلطة بينهما. ونددت بوتو بالعودة الى نظام "ديكتاتوري" ولكنها اعترفت بالمقابل بان البلاد "على شفير اللااستقرار".اما نواز شريف المقيم في المنفى فطالب باستقالة عدوه اللدود مشرف.

ومن ناحيته اعتبر الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة لاهور (شرق) رسول باش رئيس ان اعلان حال الطوارئ سيؤدي، بعيدا عن حل الازمة، الى "خلق ظروف مؤاتية للمتمردين وللعمل المسلح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف