نواب عراقيون: مؤتمر اسطنبول لم يحقق الاهداف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قلق من التوتّر على الحدود وتركيا تعلن مواصلة التصدي للمتمردين الاكراد
نواب عراقيون: مؤتمر اسطنبول لم يحقق الاهداف المرجوة منه
بغداد- أنقرة - الفاتيكان، وكالات:اتفق نواب عراقيون من مختلف القوائم السياسية على ان مؤتمر اسطنبول الذي ختم اعماله امس السبت لم يحقق الاهداف التي عقد من اجلها كونه "جاء في وقت ومكان غير مناسبين" وانه لم يخرج "بحلول حقيقة"، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة التركية جميل شيتشيك الاحد ردًا على قيام متمردي حزب العمال الكردستاني بالافراج عن الجنود الاتراك الثمانية الذين وصلوا الى تركيا، ان بلاده ستواصل التصدي للانفصاليين.وقال شيتشيك لوكالة انباء الاناضول "سنواصل عملية التصدي لافة الارهاب التي قمنا بها منذ البداية بتصميم كامل (...) على الصعد العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية".
وتهدد تركيا بشن عملية عسكرية تستهدف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق كونه يستخدم هذه المنطقة قاعدة خلفية لتنفيذ هجمات على جنوب شرق الاناضول. وأعرب البابا بنديكتوس السادس عشر الاحد في ختام الصلاة في ساحة القديس بطرس عن "قلقه" ازاء التوتر على الحدود التركية-العراقية داعيا الى "حل سلمي" لهذه الازمة.
وكان البابا يتحدث غداة المؤتمر الوزاري الذي عقد في اسطنبول وتعهد العراق خلاله بالتحرك ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شماله في حين ما زالت تركيا تهدد بالتدخل عسكريا في كردستان العراق التي يستخدمها الانفصاليون قاعدة خلفية لهم. وقال البابا امام عشرات الاف المؤمنين "اود ان اشجع كافة الجهود لايجاد حل سلمي للمشاكل التي ظهرت اخيرا بين تركيا وكردستان العراق".واضاف "لا يمكنني ان انسى ان عددا كبيرا من الاشخاص لجأ الى هذه المنطقة هربا من الارهاب وانعدام الاستقرار اللذين جعلا الحياة صعبة في العراق".وخلص الى القول "من اجل مصلحة هؤلاء وبينهم عدد كبير من المسيحيين امل بان تسعى كافة الاطراف الى تسوية الازمة سلميا".
مؤتمر اسطنبول لم يحقق الاهداف المرجوة منه
وقال النائب محمود عثمان عن قائمة التحالف الكردستاني (53 مقعدا) ان "مؤتمر اسطنبول لم يحقق نجاحا بالمستوى المطلوب كونه جاء في وقت ومكان غير مناسبين". واضاف ان "تركيا اكثر من استفاد من المؤتمر بحيث خرج كل المؤتمرين مؤيدين لطروحاتها".
كما اعتبر النائب سليم عبد الله الناطق باسم "جبهة التوافق العراقية" (44 مقعدا) متحدثا لفرانس برس ان "مقرارات المؤتمر تحتاج الى بلورة حقيقية لكونها كانت اقرب للمجاملات من الحلول الحقيقية لحل المشكلة نهائيا فيما يخص حزب العمال".
ويضم البرلمان العراقي 275 عضوا.
بدروه وصف عزت الشاهبندر عضو القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، (25 مقعدا) المؤتمر بكونه "اجتماعا عقد وانتهى وليس له قيمة حقيقية لكونه لم يضع حدودا واضحة لاي اتفاق" بين الدول المشاركة. واضاف ان المؤتمر "لم يضع معالجة لمسالة تواجد عناصر ارهابية او انطلاقها من اي دولة".
وكان البيان الختامي لاجتماعات وزراء خارجية دول الجوار العراق والقوى الكبرى قد ندد ب"جميع اعمال الارهاب بكافة اشكالها في العراق مطالبا بوقفها على الفور ودعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الارهاب وضمنها جهود منع استخدام اراضي العراق قاعدة للارهاب ضد دول الجوار".
وشارك في المؤتمر، وهو الثاني من نوعه بعد مؤتمر شرم الشيخ في ايار/مايو الماضي، دول جوار العراق (ايران وتركيا وسوريا والسعودية والاردن والكويت اضافة الى مصر والبحرين) والقوى الكبرى ومجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية.
وطغت على المؤتمر اجتماعات اخرى جانبية بينها ثنائية ومتعددة الاطراف خصوصا تلك المتعلقة بنشاطات حزب العمال الكردستاني والازمة السياسية في لبنان، فضلا عن المواقف الايرانية المستجدة.
الإفراج عن الجنود الاتراك الثمانية
افرج حزب العمال الكردستاني الانفصالي اليوم الاحد عن الجنود الاتراك الثمانية الذين احتجزهم في نهاية تشرين الاول/اكتوبر بعد توسط حكومة كردستان العراق وقد غادروا مطار اربيل على متن طائرة عسكرية تركية.وقال عبد الرحمن جادرجي مسؤول العلاقات الخارجية لحزب العمال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الاطلاق جاء نتيجة توسط حكومة اقليم كردستان العراق واحمد ترك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي في تركيا".واضاف "لقد اطلقنا سراحهم عند الساعة 30،07 بالتوقيت المحلي (30،04 تغ) وسلمتهم شخصيا الى عثمان حاجي وزير الداخلية في اقليم كردستان وكريم سنجاري وزير شؤون الداخلية في الاقليم ايضا".
من جهتها، اكدت حكومة اقليم كردستان العراق اطلاق سراح الجنود الاتراك.وقالت في بيان "بعد المحاولات الشخصية والمواقف الانسانية لرئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني وبالتعاون مع رئيس جمهورية العراق الفدرالي جلال طالباني ورئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان البرزاني اطلق اليوم الاحد سراح الجنود الاتراك الذين القي القبض عليهم من قبل حزب العمال الكردستاني".
وبدوره، قال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان في مؤتمر صحافي عقده في اربيل ان "الجنود الاتراك بصحة جيدة". وحول وجود صفقة للافراج عنهم، اكد حسين انه "ليس هناك اي صفقة".واضاف "نحن نتحرك ضمن المبادىء الانسانية، والمسؤولون الاكراد تحركوا منذ اليوم الاول من اجل الوصول الى اطلاق سراحهم من خلال اتصالات مع حزب العمال الكردستاني" مشيرا الى ان "عملية استلام الجنود جرت في منطقة على الحدود العراقية التركية".واعلنت رئاسة الاركان التركية عودة الجنود الاتراك الثمانية الذين اعتبروا رسميا في عداد المفقودين، الى صفوف المؤسسة العسكرية مؤكدة بذلك افراج متمردي حزب العمال الكردستاني عنهم.
وقالت رئاسة الاركان في بيان ان "ثمانية عناصر معنيين عادوا الى صفوف المؤسسة العسكرية في الرابع من تشرين الثثاني/نوفمبر 2007".
وكان الجنود الثمانية وقعوا في الاسر خلال هجوم شنه حزب العمال الكردستاني على موقع عسكري في الاراضي التركية قرب الحدود العراقية وقتل خلاله ايضا 12 جنديا.وقد ارتفعت حدة التوتر بين بغداد وانقرة خلال الايام القليلة الماضية بعد قيام عناصر حزب العمال الكردستاني بشن هجمات استهدفت القوات التركية.وصادق البرلمان التركي على قرار يدعم قيام الجيش التركي بعمليات ملاحقة لعناصر الحزب داخل الاراضي العراقية حيث يتمركز متمردو حزب العمال.
واعلن وزير الخارجية التركي علي باباجان السبت ان الخيار العسكري "يظل قائما بالنسبة لتركيا" في مواجهة المتمردين الاكراد المتحصنين في شمال العراق.وقال باباجان للصحافيين في حضور نظيره العراقي هوشيار زيباري في ختام المؤتمر الدولي حول العراق "ثمة وسائل عدة لمكافحة الارهاب، سياسية ودبلوماسية اضافة الى الحوار والخيارات العسكرية".واضاف "كل الخيارات تبقى قائمة بالنسبة الى تركيا"، مضيفا ان اللجوء الى احد تلك الخيارات او عدمه واللحظة المناسبة يظلان "قضية استراتيجية".
وهددت تركيا بالتدخل عسكريا ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق الذي يستخدمه المتمردون قاعدة خلفية لمهاجمة جنوب شرق الاناضول.وتتهم انقرة سلطات اقليم كردستان العراق بدعم انشطة المتمردين الاكراد وتأخذ على حلفائها الاميركيين عدم بذل جهود كافية ضد هؤلاء.
وخلال زيارة لانقرة الجمعة قبل التوجه الى اسطنبول للمشاركة في مؤتمر دول جوار العراق الذي اختتم السبت، التزمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مضاعفة الجهود لمساعدة تركيا في تجاوز مشكلة حزب العمال الكردستاني.وغادر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت اسطنبول متوجها الى الولايات المتحدة التي سيطلب من رئيسها جورج بوش اتخاذ "تدابير ملموسة" ضد المتمردين الاكراد في شمال العراق.وكانت السلطات الامنية في اقليم كردستان العراق قررت السبت اغلاق كافة مقار الاحزاب الكردية العراقية المتعاطفة مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي تسبب في تصاعد الازمة بين العراق وتركيا.