فلسطينيون ويهود يدرسون معا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس: هناك انفصال في النظام التعليمي داخل إسرائيل، أي أن الطلاب اليهود يدرسون في مدارس و الفلسطينين من 1948 في مدارس أخرى، ولكن في مدرسة "يدا بيد" في القدس الغربية استطاعت الادارة أن تجمع اليهود والفلسطينين في نفس الصفوف .
وجاء المشروع بتمويل أوروبي وفي البداية اعتبرت الفكرة مستحيلة لاختلاف اللغة. العديد من الفلسطينين يرون أن هذه المشاريع ما هي إلا لتطبيع ولخدمة فكرة أن اسرائيل ديمقراطية و تحمي الاقليات وبعد التخرج سيلتحق اليهودي بالجيش و لربما الفلسطيني يصبح ناشط سياسي و يحدث الصدام المحتوم.
يبدأ مشروع مدرسة "يدا بيد" مع الطلاب من الحضانة، فمن الصعب التمييز بين الفلسطيني واليهودي، ولكنهم يتواصلون بشكل مثير.
آدم طفل يهودي في الحضانة، لكنه تعلم الأغاني العربية بمساعدة بمساعدة المعلمة وزملائه الفلسطينيين، وهو يغني أغنية "على دا العونة " أمام زملائه بلكنة فلسطينية متقنة.
البنات و الاولاد
زرت حصة الرياضيات لطلاب الصف السابع التي تُعلم باللغة العبرية والعربية، فحاجز اللغة تم تجاوزه في الصفوف الدنيا.
هنا الطلاب والطالبات يتشاركون ليس فقط على طاولة الدراسة بل أيضا عبر الصداقات التي تنشأ في هذه السن بينهم.
تجلس طالبة فلسطينية بجوار طالبة يهودية ومن الصعب التمييز بين الاثنتين.
تقول رشا الفلسطينية: "عندما أتيت إلى هذه المدرسة كنت خائفة فلم أكن أعرف أحدا ولكن مع الوقت تعلمت الكثير تعرفت على اليهود وتعلمت عن الحضارات الأخرى وقمت بتعليمهم عن حضارتي".
بجانب رشا جلست بنت يهودية ويبدو أن البنتين أصبحتا صديقتين , تقول اليهودية " لقد دخلت المدرسة وأنا صغيرة وكبرت في هذه المدرسة ولا أشعر بالفرق بين يهودي وعربي لأن الجو الموجود هنا علمني ذلك". وتضيف: "بالنسبة لي لا أنظر إلى رشا كعربية، وإنما أنظر لها كإنسانة عادية، كصديقة.
وتضيف:"أهلي يستوعبون الوضع ولكن الجيران يشعرون بالفرق ويحذروني ، ولكني أقول لهم إن هناك فرقا بين ما هو موجود وما نشاهد بالتلفاز. نحن دائماً نزور بعضنا البعض، وهناك حفلات في المدرسة نذهب إليها سوياً ".
جلس كل طالبين على طاولة واحدة وكان ظاهرا أن هناك فريقا للذكور وفريقا للإناث وذلك بإختيارهم وليس الطلاب اليهود في جانب و الفلسطينين في جانب أخر من الصف وقالت المعلمة إن ذلك طبيعي في سنهم.
الصراع أكبر من المدرسة
وكما هو معروف سيلتحق الطلاب اليهود بالجيش الإسرائيلي بعد التخرج. سألت المدير علاء الخطيب عن كيفية استعداد المدرسة لهذه المرحلة؟ أجاب: "نحن نريد أن يعرف الطالب اليهودي عندما يدخل الجيش على الأقل من هو العربي ويعرف من هو الفلسطيني وماهي الحقوق التي تمنح له وأن ينظر إليه كإنسان مساو له".
الاختلاف كبير بين الشعبين ويوجد صراع إتخذ أحيانا مسارا دمويا لا يمكن الاستهانة به وبخاصة عندما يتعلق التعليم بتاريخ الشعبين.
إدراة المدرسة هي أيضا مشتركة فيوجد مدير فلسطيني ومديرة يهودية، وذلك جزء من المساواة من وجهة نظر القائمين على المشروع.
مديرة المدرسة داليا بيريس قالت: " في يوم الاستقلال نحاول أن نقرب الطلاب من بعضهم البعض، وأن نجعل العلاقة بينهم في اطار المحبة، ولهذا نقوم بتعليم الطلاب عن يوم الاستقلال وعن يوم النكبة وعن النقاط الحدودية التي كانت موجودة بالسابق، ونعلمهم بأن التاريخ مختلف بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، والقضية لا تتمحور حول الأبيض والأسود وليست سهلة وهناك فروق بين الشعبين، وهذا التعليم مختلف عن المدارس الأخرى".
المدرسة متفائلة من أنها تستطيع ازالة الحواجز بالطريقة التعليمية ولكن المشروع يبقى محدودا ففي نهاية الدوام المدرسي لاحظت عراكا بين ولدين ومن ثم اتضح أن أحدهما فلسطيني و الثاني يهودي والمشكلة بينهما لم تكن سياسية. المحك الحقيقي سيكون بعد سنوات عندما تتضح الصورة ويعرف كلاهما إلى أي فريق ينتمي.
أحمد البديري
بي بي سي - القدس