واشنطن وإخفاقات باكستان في مكافحة الإرهاب
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن وإخفاقات باكستان في مكافحة الإرهاب
عبد الخالق همدرد من اسلام اباد: أصبحت الحرب على الإرهاب ولاسيما في مناطق القبائل الباكستانية على التماس مع الحدود الأفغانية أساس التعاون المتبادل بين أفغانستان وباكستان الجارتين وراعية تلك الجوار الولايات المتحدة الأميركية. وقد شهدت العلاقات الأفغانية الباكستانية برودة في أوقات مختلفة وبعض الأحيان آل الأمر إلى حشد القوات من الجانبين على الحدود حيث حدثت اشتباكات بينها. في حين ان الحرب الكلامية والتراشق بالاتهامات بلغت ذروتها مرارا واضطرت " الراعية " إلى إصلاح ذات البين بين الجارتين. ولا ينسى أحد أن الرئيس الأفغاني رفض مصافحة الرئيس الباكستاني في واشنطن العام الماضي حيث كانا في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأميركي جورج بوش. وحينها قررا عقد مجلس أعيان مشترك - جرغة - حسبما طلبت أميركا منهما . وقد دعيت تلك الجرغة في كابول قبل ثلاثة أشهر إلا أنه لم يمكن منحها شكل " الجرغة " فقط التقليدية ناهيك عن مضمونها. كانت الولايات المتحدة بدأت حربها على " الإرهاب " قبل ست سنوات بعد اجتياحها لأفغانستان إلا أنها لم تستطع إلى الآن القضاء على " طالبان " وعناصر القاعدة. ومن أجل ذلك بدأت تتهم باكستان بأنها لا تقوم بالكافي في منع تسلل طالبان إلى حدود أفغانستان. وسلكت الحكومة الأفغانية درب توجيه الاتهامات نفسه إلى باكستان؛ بيد أن باكستان أكثر من تكبد في تلك الحرب التي يراها المواطنون الباكستانيون والمعارضة الباكستانية أنها ليست في صالح باكستان بل إنها حرب المصالح الأميركية يتم استخدام باكستان فيها كوقود. وهذا ما يتضح من التضحيات التي قدمتها باكستان ولا تزال تقدمها على تلك الجبهة حيث خسرت أكثر من 700 عنصر من جيشها إضافة إلى إصابة المئات. وقد نشرت 100,000 جندي على حدود لم تشهد القوات النظامية عليها منذ استقلال باكستان. وترى أميركا أن باكستان تواجه الفشل على تلك الجبهة جراء عقد اتفاقيات مع المسلحين إلى جانب استخدامها للقنوات السلمية؛ فهي تريد أن تقوم باكستان بقصف مناطقها القبلية كما تقصف أميركا المدن الأفغانية بلا هوادة مبررة تواجد طالبان فيها. وقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها فشل باكستان في مناطقها القبلية بسبب الرقابة الأميركية الشديدة على المعدات العسكرية التي تقدمها إلى القوات الباكستانية في تلك المناطق إلى جانب قلة قطع الغيار لدى الباكستانيين وعدم توفيرها من قبل الأميركيين. وتقول الصحيفة إن المراقبة الأميركية الشديدة على المعدات العسكرية وفشل أميركا في توفير قطع غيارها لباكستان قد تسبب في تقليل قدرات باكستان لملاحقة طالبان والقاعدة. وأشارت إلى أن أميركا كانت تزود باكستان بمئات من النظارات الليلية قبل خمس سنوات. وكل واحدة منها تكلف 9,000 دولار أميركي من أجل اصطياد طالبان وعناصر القاعدة في الظلام. كما أن تلك النظارات كانت تتبعها رسالة برفع مستوى الهجمات على الإرهابيين. ومن ناحية أخرى تقوم الولايات المتحدة بفرض رقابة شديدة على استخدام تلك النظارات الليلية التي زودت بها القوات الباكستانية والأفغانية على الحدود حيث يتم جمعها كل ثلاثة أشهر للجرد ولمدة أسبوعين. ويذكر مسؤولون باكستانيون وأميركيون أن المسلحين ينتهزون تلك الفرصة ويتمتعون بتحرك حر خلالها دون أي خوف. ويضيف مسؤول باكستاني ذو علاقة بالعمليات العسكرية على الحدود الغربية أن " المسلحين يعرفون تلك الفترة بكل دقة ويستغلونها". ومن الجدير بالذكر أن تلك النظارات ليست إلا جزءا بسيط من المساعدات الأميركية العسكرية الهائلة لباكستان؛ بيد أن الإحباط الذي يظهره المسؤولون الباكستانيون بدأ يتسبب في توسيع هوة الخلاف بين القوتين العسكريتين - باكستان والولايات المتحدة - اللتين دائما تشيران إلى هدف مشترك وهو مكافحة الإرهاب. على صعيد آخر قامت إدارة بوش بتقديم نحو 11 بليون دولار إلى باكستان منذ عام 2001 م معظمها بشكل معدات عسكرية أو مبالغ مالية ضمن ميزانيات العمليات ؛ لكن يرى مراقبون يدرسون العلاقات الثنائية بين البلدين و مسؤولون رسميون أن الخيبة والإحباط يظهران بين المسؤولين العسكريين على الجانبين؛ لأن تلك المساعدات لم تكشف عن نجاح على ساحة القتال كما أنها لم تزد الثقة بين الطرفين. ويرى مسؤولون أميركيون أن باكستان لا تقوم بالدور الكافي لإشغال العدو. ويزيد الطين بلة تحدي المعارضة للحكومة إضافة إلى الوضع السياسي المضطرب في البلاد. كما أنه لا يتم استخدام المعدات الأميركية بشكل مناسب. وقد ذكر فريق من الباحثين الأميركيين زاروا مناطق القبائل أخيرا " أن الجيش ليس مؤثرا جدا. وهناك عناصر في الحكومة سبق لهم العمل مع طالبان في المناطق القبائلية في الماضي". كما أنهم يرون أن المساعدات الأميركية في حاجة إلى مراقبة جيدة حول استخدامها. وتجدر الإشارة إلى أن باكستان قد حصلت على أكثر من 150 مليون دولار شهريا لمكافحة الإرهاب حتى في زمن حصرت القيادة الباكستانية تحرك الجيش على ثكناتها تحت اتفاقيات وقف إطلاق النار مع المتمردين على حد قول مسؤولين أميركيين. أما بالنسبة إلى المسؤولين الباكستانيين فإنهم يرون أن المراقبة الأميركية الشديدة على المعدات العسكرية قد عرقلت طريق ملاحقة طالبان والقاعدة ومناصريها، فهم يشكون من النظارات الليلية ويقولون إنهم يحتاجون إلى قطع غيار لمروحيات أميركية الصنع عجزت عن الطيران. ومع اعترافهم بتباطؤ عملية طرد الإرهابيين من إقليم الحدود الشمالية الغربية يبدون غضبهم على التبذير والإسراف في صرف المساعدات الأميركية. ويرون أن باكستان تحتاج إلى مزيد من الدعم ما يشمل النظارات الليلية ومروحيات ومعدات أخرى تساعد في مواصلة الحرب على الإرهاب في المناطق الحدودية كما يقول محمد على دراني السفير الباكستاني لدى واشنطن. ويضيف دراني " هل محاولاتنا العسكرية تستمر على النمط المنشود؟ لا ". ويسأل " هل العراق يستمر حسب المأمول؟" ويضيف " سنواصل حربنا على الإرهاب لأنها في صالحنا؛ لكنها مهمة هائلة جدا " لأن مشاكل البلاد الأمنية متوجهة إلى أسوأ، حسب مقاييس مختلفة". فالسؤال من المسؤول عن الفشل في " الحرب على الإرهاب " ؟ أفغانستان ... أم باكستان ... أم الولايات المتحدة التي شنتها بكل قوة؛ لكنها فشلت في تقويم المعارضة لها والمقاومة التي ستواجهها في ساحة القتال؟
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف