أخبار

بغياب السفير المصري واشنطن تحتفي بذكرى زيارة السادات للقدس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: في غياب لافت للسفير المصري في واشنطن نبيل فهمي، أحتفل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى Washington Institute for Near East Policy يوم الأربعاء الماضي بالذكرى الثلاثين لزيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات للقدس في 19 نوفمبر 1977. ويذكر أن السفير المصري السابق أحمد ماهر كان قد أفتتح نفس الاحتفالية عند ذكراها العشرين في نفس المعهد منذ عشر سنوات.

والاحتفال الذي جاء في صورة ندوة أدارها روبرت ساتلوف Robert Satloff مدير المعهد وشارك فيها بكلمة افتتاحية مختصرة روبرت دانين Robert Danin نائب مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، إضافة إلى باقة مختارة ممن شاركوا في رحالة الرئيس السادات التاريخية أو عاصروها، أو من المؤرخين الذين تخصصوا في البحث في هذه الحادثة التاريخية الدرامية. ووزع المعهد على الحضور نسخة من خطابي الرئيس السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين مترجمة إلى اللغة الإنجليزية على الحضور. وفي الوقت الذي يسارع فيه الدبلوماسيون الأميركيون لوضع اللمسات الأخيرة على شكل وطبية مؤتمر انابوليس لسلام الشرق الأوسط المزمع عقدة خلال أيام قليلة، جاءت الذكري الثلاثين لزيارة السادات للقدس لتوفر فرصة لاسترجاع دروس وأهمية أهم خطوة في تاريخ عملية السلام العربية الإسرائيلية، وما استدعته هذه الخطوة التاريخية من قيادة شجاعة صارمة تكسر قواعد اللعبة المعمول بها والمألوفة من اجل خدمة مصالح دولته وشعبه.

السادات وزيارته للقدس وتشبيه البعض له برسول السلام، وتشبيه البعض الآخر له بالخائن والعميل كان محول الندوة التي انقسمت إلى جزأين، الأول تناول الإطار التاريخي لزيارة السادات للقدس، وتحدث فيها المؤرخ الأميركي كينيث شتاين Kenneth Stein وهو رئيس وحدة دراسات إسرائيل المعاصرة بجامعة إموري بمدينة أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا، والسفير الأميركي السابق في مصر نيكولاس فيليوتس Nicolas Veliotes وعمل أيضا ضمن فريق الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية في منتصف السبعينات .

والثاني تناول موضوع السادات والطريق للسلام "الزيارة"، وشارك فيها الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري للشئون السياسية، ومن الجانب الإسرائيلي إلياكيم روبينشتاين Elyakim Rubinstein عضو المحكمة الدستورية العليا ومستشار سابق لوزير الخارجية الإسرائيلي.

حضر الندوة مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام العربية منهم قناة الجزيرة القطرية، وصحيفتا الأهرام وروزا اليوسف المصريتان، وقناة الحرة المدعومة أميركيا، والعديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية. كذلك حضر الندوة مجموعة من خبراء الشرق الأوسط والمهتمتين بعملية السلام العربية الإسرائيلية.

ثناء على زيارة السادات
أثني المسئول الأميركي دانين على أهمية وتاريخية زيارة السادات للقدس وأثرها على مصالح مصر وإسرائيل القومية، إضافة إلى مصالح الولايات المتحدة في منطقة شرق البحر المتوسط. وشبه المسئول الأميركي أثار الزيارة لأثار وصول رائد الفضاء الأميركي أرمسترونج والهبوط على سطح القمر. وذكر المسئول الذي عاد لتوه من زيارة لمصر وإسرائيل أن علينا اقتباس الدروس من زيارة السادات التاريخية للقدس في هذا الوقت من تاريخ الشرق الأوسط.

أهمية وتاريخية الزيارة
أما كينيث شتاين فذكر أن مقارنة زعامات الشرق الأوسط اليوم بزعامات الشرق الأوسط في أواخر سبعينات القرن الماضي تظهر غياب القيادة الحقيقةReal Leadership عن الساحة العربية الإسرائيلية.

وذكر المؤرخ الأميركي أن مصالح مصر القومية كانت هي الدافع الأساسي وراء اتخاذ السادات قرار السفر للقدس، وأرد السادات من هذه الزيارة توظيف الولايات المتحدة لخدمة هدفه. إلا أن المؤرخ الأميركي عاد وذكر أن السادات كان مستعجلا في كل شيء. ورأى السادات أن العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة هي أكثر أهمية من العلاقات مع إسرائيل. وتخيل السادات أن الولايات المتحدة قد تصبح محاميا لطرفي النزاع. وأستشهد المؤرخ الأميركي بوقائع تاريخية تؤكد ملل السادات من ربط المفاوضات والمحادثات السرية بين الجانب المصري والولايات المتحدة وإسرائيل عن طريق قناة المغرب وقناة رومانيا، وان قرار زيارة القدس أتخذ للإسراع بعملية التسوية.

أما السفير الأميركي السابق في مصر نيكولاس فيليوتس فقام بشرح الوضع في واشنطن قبيل زيارة السادات للقدس، وركز على دور أصدقاء إسرائيل في الكونجرس وخارجه على دعم نظرية الشك في دوافع السادات لزيارة القدس.

وفي الجزء الثاني تحدث كلا من الدكتور أسامة الباز وإلياكيم روبينشتاين عن علاقاتهما بالسادات ومناحم بيجين، وعن تفاصيل اللحظات الخيرة قبل الزيارة.

عن معهد واشنطن
يوصف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عادة في واشنطن بأنه موال لإسرائيل وللجنة الشئون العامة الأميركية الإسرائيلية المعروفة بمنظمة إيباك. وكان الهدف الأصلي من تأسيس هذا المعهد هو نشر الأبحاث المؤيدة للموقف الإسرائيلي والداعمة لأمن الدولة اليهودية. ويقدم المعهد العديد من الندوات عن الأحداث الجارية بالشرق الأوسط، ولا تقتصر الموضوعات التي يطرحها على العلاقات الإسرائيلية-العربية كما كان الحال قبل أوائل التسعينيات، إذ تغطي المناقشات بالمعهد العديد من القضايا بالشرق الأوسط مثل الأمن بالخليج والإعلام العربي والإصلاح السياسي بدول المنطقة.

ومن أبرز الشخصيات المصرية التي استضافها المعهد خلال السنوات القليلة الماضية رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف ووزير الخارجية احمد أبو الغيط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف