تحول في العلاقات الاردنية السورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقا انهاها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى دمشق بعد قمة سورية اردنية وعشاء مشترك ارتبطت بملفات إقليمية وثنائية مشتركة ناقشت ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ودعوة سورية لحضور مؤتمر أنابوليس للسلام والعلاقات بين البلدين ، وشهدت تحولا لافتا في مسار العلاقات ، الانباء وان رددت نقلا عن مصادر اردنية بان الزيارة بالتنسيق مع السعودية ومصر الا ان الزيارة ، بحسب مصادر متابعة ، لم تكن لولا حلحلة في المواقف السورية تجاه انابوليس وتلقي سوريا وعدا اميركيا قاطعا عبر اطراف وسيطة بادراج قضية الجولان على اجندة المؤتمر او على الاقل في الافتتاح او الاختتام على ان يعقبه مؤتمر مفصل اخر.
وتعتبر هذه الزيارة مهمة جدا لانها تأتي بعد توتر العلاقات بين البلدين وبعد تأجيل اجتماعات اللجنة السورية الاردنية العليا مرتين وبعد اربع سنوات من اخر زيارة للملك الاردني وسط خلافات على مسائل كثيرة سياسية وأمنية ومائية .
وصدر في ختام القمة السورية الاردنية بيان مشترك في دمشق وعمان اكد فيه الزعيمان التزامهما بالعمل والتنسيق مع قادة الدول العربية لبناء موقف عربي موحد تجاه القضايا العربية والاقليمية بعيدا عن اى تدخلات خارجية وضمن اسس تؤكد على حماية المصلحة العربية العليا اولا ومصالح الدولتين فى مواجهة التحديات السياسية والامنية والتطرف والارهاب.
واعرب الزعيمان بحسب المصادر الرسمية ،عن حرصهما على تكثيف اوجه التعاون والتنسيق مع الزعماء العرب لانجاح مؤتمر القمة العربية المقرر عقده فى العاصمة السورية دمشق فى العام المقبل.
و شدد الزعيمان على اهمية ايجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الاسرائيلى يقوم على اساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية التى تضمن استعادة كافة الاراضى العربية المحتلة الفلسطينية والسورية واللبنانية.
واكد الزعيمان دعم الجهود العربية والدولية ومساندة الجهود الفلسطينية الرامية لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وذلك ضمن اطار العملية السلمية وحل الدولتين ، كما اكدا دعمهما الكامل للسلطة الوطنية الفلسطينية فى جهودها لاقامة الدولة الفلسطينية وبناء مؤسساتها داعين الشعب الفلسطينى الشقيق بكل مكوناته الى نبذ الخلافات وتوحيد الصف حماية لمستقبل القضية الفلسطينية ومصالحه الوطنية.
وحول الوضع فى لبنان نقل البيان تشديد الزعيمان على احترام البلدين الكامل لسيادة لبنان وادانة كافة الاغتيالات التى تمارس بحق الشعب اللبنانى ورفض اى تدخلات خارجية فى شؤون لبنان الداخلية. واكد الزعيمان ضرورة التوصل الى حل توافقي لبناني لتجاوز الاستحقاق الرئاسى فى اطاره الدستوري وبما يكفل استقرار لبنان الشقيق ويحفظ مصالحه الوطنية. واكد الزعيمان على اهمية الدور الايجابي الذي يمكن ان تلعبه سورية لضمان استقرار وامن لبنان والحرص على بناء علاقات طبيعية بين سورية ولبنان تقوم على الاحترام المتبادل وبما يحقق مصالح الدولتين واستقرارهما.
وفيما يتعلق بالشأن العراقي اعرب الزعيمان عن اهمية الدور العربى فى دعم وحدة وسيادة واستقرار العراق الشقيق وعن ان تكون الحلول الخاصة بالعراق نابعة بالدرجة الاولى من داخل العراق وبما يحقق تطلعات وامال الشعب العراقى بمعزل عن التأثيرات الخارجية التى لا تخدم المصالح العراقية. كما اتفق الزعيمان على تكثيف مساعى الدولتين لدعم جهود المصالحة الوطنية العراقية الشاملة والمساهمة فى انجاح العملية السياسية ونبذ كل اشكال الطائفية والعنف والارهاب.
و شدد الجانبان على حرصهما الكامل على تفعيل التنسيق والتشاور بين الدول العربية من اجل بلورة مواقف عربية موحدة لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية الراهنة مؤكدين ان مواجهة هذه التحديات تتطلب جهدا كبيرا من القيادات العربية لتوحيد مواقفها ونبذ خلافاتها والاتفاق على المسار المستقبلى للامة العربية لكى نضمن ان مصير العرب يقرره العرب.
واتفقا على استمرار عملية التواصل والتنسيق بين البلدين وعلى مختلف المستويات من اجل التأكد من انجاز كافة القضايا الثنائية التى تم الاتفاق عليها والتشاور والتنسيق الدائم بخصوص القضايا العربية والاقليمية وضمن اطار حرص الزعيمين على وحدة الصف والقرار العربى.واشار البيان ان الزيارة تأتى فى اطار حرص الزعيمين على تمتين وتوطيد اواصر التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين فى المجالات كافة والتوصل الى حلول عملية وجذرية للعديد من القضايا الثنائية الهامة اضافة الى دور البلدين فى تعميق التعاون العربى المشترك وتغليب المصالح العربية العليا وحمايتها فى مواجهة التحديات الاقليمية التى تشهدها المنطقة.
ونقل البيان تباحث الطرفان فى القضايا الثنائية بالنسبة للبلدين والاتفاق على حلول جادة وفاعلة لها خاصة تلك المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والمياه والحدود والمعتقلين والقضايا الامنية.
وكانالرئيس الاسد والملك عبد الله الثاني عقدا اجتماعا ثنائيا في قصر الشعب بدمشق واقام الاسد مأدبة عشاء تكريما للملك الاردني استكملا خلالها المحادثات التي بدأت في وقت سابق عقب وصول الملك الاردني الى دمشق. وكان الأسد وعبدالله اتفقا في اتصال هاتفي الشهر الماضي على تأجيل مفاجئ لاجتماعات اللجنة العليا السورية الأردنية المشتركة قبل ساعات من انعقادها, على أن تعقد في منتصف تشرين ثاني الحالي, ثم تم تاجيلها مرة اخرى لاسباب لم يعلن عنها .
وشابت العلاقات السورية الأردنية بعض التوترات بعد التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الأردني السابق هاني الملقي من لبنان وإسرائيل ضد سورية حول تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1559 .
كما زادت التوترات بعد تفجيرات عمان التي استهدفت ثلاث فنادق أواخر عام 2005 وتصريح الملك الأردني آنذاك أن منفذي التفجيرات دخلوا عبر الحدود السورية إلى الأردن، بالإضافة إلى اتهام سورية بتسهيل دخول أسلحة وعناصر من حركة حماس للأردن من أجل تنفيذ عمليات وهجمات ضد المسؤولين هناك. علاوة على خلافات مائية تتعلق بنهر اليرموك ومطالبات أردنية بكمية أكبر من مياهه وقررت سوريا الافراج عن عدد من المعتقلين الاردنيين مؤخرا بحسب بيانات لجمعيات حقوق انسان اردنية .
وأشار بيان الديوان الملكي الأردني اليوم إلى أن "الزيارة تأتي أيضا في إطار الحرص الأردني على أهمية مشاركة سورية في الجهود العربية الرامية لمجابهة مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية" .
وانقطعت اللقاءات على مستوى القمة بين سورية والأردن منذ مطلع العام 2004 , وكان الرئيس الأسد قام بزيارة الأردن مرتين فيما زار الملك عبد الله سورية ثلاث مرات.
وفرضت الأردن مؤخراً رسوماً إضافية على الصادرات السورية من السيراميك، وهو ما كبد الصادرات السورية مصاريف باهظة وطلبت غرفة صناعة دمشق من وزارة الاقتصاد والتجارة التدخل لمخاطبة الجهات الأردنية المختصة لإلغاء الرسوم الإضافية على الصادرات السورية من السيراميك او تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، واملت الغرفة من وزارة الاقتصاد والتجارة معالجة هذه الإشكالية مع الجهات المعنية الأردنية كي لا تتحمل الصادرات السورية المزيد من المصاريف.