إيران تحد من سلطة مجلس الأمن القومي على النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يوسف عزيزي - طهران:التحرك الذي تشهده الساحة السياسية الإيرانية هذه الأيام، يظهر أن الشعور بالقلق من الخطر الناجم عن التهديدات الغربية والأميركيةتجاوز التيارات والقوى السياسية الإيرانية الناقدة لحكومة الرئيس أحمدي نجاد ليشمل السلطات العليا للبلاد.
لا أشك أن قرب موعد الانتخابات التشريعية - المقررة في مارس/آذار القادم - وعزم الدول الغربية لإصدار قرار ثالث لفرض عقوبات جديدة على ايران والتهديد بشن هجوم عسكري ضد ايران تعد من العوامل الاساسية لشعور القوى السياسية - بما فيهم المعتدلين في السلطة - بهذا الخطر الداهم.
وقد تحدثت صحيفة / اعتماد/ عن تحركات جديدة للرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني و محمد خاتمي مؤكدة: "فقد طُلب من هؤلاء الرجال المجربين سياسيًا ان يقوموا بدور اكبر في الملف النووي الايراني". فلم تذكر الصحيفة الجهة التي طلبت ذلك من رفسنجاني و خاتمي لكن مصادر عليمة قالت للايلاف ان الامر يعود الى القيادة العليا للبلاد.
الساسة النوويون الجدد
وأشارت الصحيفة الى اقصاء بعض المقربين لعلي لاريجاني (المسؤول السابق للملف النووي و المعروف باتجاهاته البرجماتية)و احلال المقربين من الرئيس احمدي نجاد، مكانهم وقالت: إن ذلك أدى الى نقل الاستشارات المتعلقة بالملف النووي من المجلس الاعلى للامن القومي الى مراكز ومؤسسات اخرى.وتعني الصحيفة بهذه المراكز، المجلس الاستراتيجي للسياسة الخارجية الذي يرأسه وزير الخارجية السابق كمال خرازي و مركز الدراسات الاستراتيجية التي يرأسه مسؤول النووي السابق د. حسن روحاني.
فحضور ساسة مقربون لرفسنجاني وخاتمي، كخرازي وروحاني، والمستشار الدولي لمرشد الثورة علي اكبر ولايتي ووزير الدفاع في حكومة خاتمي، علي شمخاني و حسين موسويان (المتهم بالتجسس) في هاتين المؤسستين يظهر ان القيادة العليا للبلاد قررت ان تستفيد من تجارب هؤلاء، وان تحد من السلطة المطلقة للمجلس الاعلى للامن القومي الذي اخذ يصبح يومًا بعد يوم تحت هيمنة الرئيس محمود احمدي نجاد.
وأكدت اعتماد المقربة من الاصلاحيين: "إن هذا القرار اُتخذ بعد ان اصدر احمدي نجاد تعليماته لفريقه الدبلوماسي ان يؤكد على السياسات السابقة".وفي اشارة الى الاختلاف الفكري بين " الساسة النوويين الجدد" والفريق النووي الحكومي وقرب تقديم سولانا تقريره لدول 5+1، أكدت الصحيفة إن الساسة النوويين الجدد سيسعون الى "البحث عن حلول لإجتياز هذه المرحلة وأن يقللوا من احتمال إصدار قرار ثالث ضد ايران، وذلك باستغلال النقاط الايجابية لتقرير البرادعي".
وقال حسن روحاني امس في اجتماعفي طهران وبالحرف الواحد:
"علينا استخدام الحزم والتدبير ولايجب ان نعطي الاعداء الذرائع ولانستفزهم بالتصريحات غير الدقيقة، بل يجب ان نفرق بينهم بالتدبير وأن نستغل هذه الفرقة".
وكما اكد روحاني أن ايقاع الفرقة و الانقسام في صفوف الدول التي تفاوض ايران حول ملفها النووي سيكون أهم تكتيك يتخذه المفاوض النووي الايراني في مسارهذا الملف المعقد.
هل تمر ايران بظروف خاصة؟
هذا وقد انتقدت الصحف المحافظة شعاري " الظروف الخاصة في البلاد" و" إنقاذ الوطن" الذين يطرحهما هذه الايام الاصلاحيون و المعتدلون.وقد نفت صحيفة /رسالت/ المحافظة أن تمر ايران بمثل هذه الظروف الخاصة متهمة الاصلاحيين باستخدام هذا الشعار من اجل أغراض تتعلق بالانتخابات التشريعية المقبلة.
ووصفت صحيفة / كيهان/ المتشددة الناقدين لسياسات الحكومة في المجال النووي ب" الذين يقفون على الهبة النيران وهم يحذرون و بهيجان ان البلاد تمر بظروف خاصة و متأزمة و أن الاوضاع خطيرة و البلاد تتعرض للخطر ويجب ان نشكل ائتلاف واسع لانقاذ البلاد تحت شعار انقاذ الوطن".واضافت كيهان:" أن درك هؤلاء صحيح بأننا نعيش في الوضع الاحمر لكن الوضع متأزم لهم وليس للشعب أو البلاد".
ويعزو المراقبون الدور المناط مؤخرًا للساسة المعتدلين في الملف النووي الايراني - حتى لوكان ثانويًا - الى توسيع دائرة الاستشارات المتعلقة بالملف لمنع المتشددين من القيام بخطوات غيرمحسوبة يمكن أن تؤدي الى أضرار هائلة بالبلاد.