أخبار

التفاؤل سلعة نادرة... والفشل في بداية الطريق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أنابوليس بعيون إسرائيلية وفلسطينية
التفاؤل سلعة نادرة... والفشل في بداية الطريق

مؤتمر الحوار العربي الياباني متفائل بمؤتمر أنابوليس

اولمرت غادر اسرائيل متوجها الى اجتماع انابوليس

خلف خلف من رام الله: يعتبر التفاؤل سلعة نادرة في فلسطين وإسرائيل عند الحديث عن مؤتمر انابوليس الوشيك، فعندما عقدت قمة كامب ديفيد في عام 2000 ملأ التفاؤل الأجواء، ولكن ذلك التفاؤل لم يطل، وتبدد في الأجواء سريعًا. ومنذئذ وحتى اليوم تبدل القادة في الجانبين، وتغيرت الكثير من المعادلات والوقائع على الأرض.

ولكن المفاوضات بقيت عالقة في مكانها في جمود عميق، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب، ليس آخرها تعنت قادة تل أبيب، واندلاع انتفاضة الأقصى بتاريخ 28/9/2000. ومنذ ذلك الوقت، عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مصادرة المزيد من الأراضي وعززت الاستيطان حول القدس، وأقامت جدار الفصل العنصري الذي يلف الضفة الغربية كإخطبوط، ولا بد من التذكير أيضًا باحتلال الجيش الإسرائيلي للمدن الفلسطينية في آذار/مارس 2002، وإيجاد الحواجز التي تمزق الأراضي الفلسطينية للعديد من الكنتونات.

لا ثقة في الوسيط الأميركي

يتضح من استطلاع للرأي العام الإسرائيلي نشرته صحيفة يديعوت اليوم الجمعة واعده مركز داحف، ود. مينا تسميح أن 56% من الجمهور الإسرائيلي المستطلع لا يثق بالولايات المتحدة الأميركية كوسيط نزيه في المفاوضات، بينما قال 41% أنها وسيط ذات ثقة.

ولكن للفلسطينيين تجارب عديدة مع واشنطن، جعلت الثقة فيها تكاد تكون معدومة، وهذا ما عبر عنه الحاج محمد زغلول، والذي تابع قائلا لـ "إيلاف": "الذي تريد إسرائيل وأميركيا سيمشي في نهاية المطاف، وتجاربنا في المؤتمرات والقمم عديدة مع الاحتلال".

ويضيف الحاج السبعيني وهو جالس بقرب موقد من النار في منزله الواقع في محافظة سلفيت في الضفة الغربية: "في البداية علينا أن نتحاور معأنفسنا، ثم محاورة الخارج" في أشارة منه إلى حالة الاقتتال والتجاذب السياسي بين حركتي فتح وحماس". وقال الحاج زغلول بكلمات خرجت من فمه كالرصاص: "لن يكون هناك سلام ما زالت أميركا تتحكم في العالم".

ولا يبتعد رأى خالد جمال كثيرًا عما سبق، فقد كان التشاؤم واضحًا في كلماته حينما تحدث عن مؤتمر انابوليس، قائلاً: "عقدوا سابقًا مؤتمرات كثيرة، ولكن لم نرَ نتائج، وإذا كانت واشنطن تريد تحقيق السلام، فهي قادرة على الضغط على الاحتلال، دون عقد مؤتمرات وغيره".


وكان استطلاع للرأي أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال ونشرت نتائجه بداية الشهر الجاري بين أن ما لا يقل عن 62% من الفلسطينيين الذين استطلعت آراؤهم يتوقعون فشل مؤتمر انابوليس، مقابل 35% توقعوا نجاحه ولم يعط الباقون أي رأي.

تشاؤم إسرائيلي

وإسرائيليًا، يخيم التشاؤم على الساحة، فقد بين استطلاع للرأي نشرت صحيفة معاريف نتائجه اليوم الجمعة أن 53% من الإسرائيليين يعتبرون أن رئيس وزرائهم أيهود أولمرت يهدف من ذهابه لمؤتمر انابوليس لتحسين مكانته فقط.

كما بين الاستطلاع الذي نشرته يديعوت أن 27% من الإسرائيليين لا يؤيدون انعقاد مؤتمر انابوليس، فيما يؤيد ذلك 69%، وفيما إذا كان المؤتمر سينجح في دفع السلام الإسرائيلي - الفلسطيني إلى الأمام، قال 22% إنه سيدفعه إلى الأمام، بينما رأى 71% عكس ذلك.

ما بعد المؤتمر..أهم

إلى ذلك، يرى الصحافي الفلسطيني ربيع دويكات أن مؤتمر انابوليس ليس مهماً، بل المهم ماذا سيحدث بعده، موضحًا بأنه إذا كانت هناك خطوات استكمالية وعزم لدى واشنطن على متابعة هذه الخطوات على الأرض، فأعتقد أن سيكون بالإمكان وضع حجر الزاوية لتسوية دائمة، وبالتالي فمن المهم أن يوضح المؤتمر، ما الذي سيتوجب فعله، بعد مغادرة الزعماء والقيادات انابوليس.

ويتابع دويكات: "ولكن إذا بقيت مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في المفاوضات مقتصرة على التوجيه، وعدم التدخل في لب الصراع، فلا اعتقد أن تل أبيب ستقدم شيئًا للطرف الفلسطيني، لأنها لو أرادت ذلك لفعلته منذ زمن". واستدرك قائلاً: "ولكن انشغال الرئيس الأميركي في الموضوع العراقي، وبحثه عن مخرج للمأزق الذي يعيشه جنوده هناك، يجعلنا نضع التفاؤل حول التوصل لتسوية في الصراع جانباً".

فشل في بداية الطريق

يأتي هذا في وقت لم ينجح الفريقان المفاوضان لإسرائيل والسلطة الفلسطينية في الوصول إلى صيغة متفق عليها للبيان المشترك الذي سيعرض في أنابوليس، على الرغم من أن الفجوات بين الطرفين تقلصت. وحتى سفر الوفد الإسرائيلي إلى المؤتمر، لا يخطط للقاءات أخرى بين الطرفين. وبحسب صحيفة يديعوت الصادرة اليوم، فإن صياغة البيان المشترك بين الجانبين ستتواصل في واشنطن أيضا، ولكن إذا لم تنتهِ حتى يوم الأحد المقبل - فستكتفي الأطراف ببيانات منفنصلة.

قضايا عالقة تبحث عن حلول

وتشكل قضايا الحل النهائي مأزق في المفاوضات، وبخاصة مسألة اللاجئين، والحدود والمياه والاستيطان، والأسرى، لا سيما وأن القيادة الفلسطينية غير قادرة على المغامرة والتنازل عن حق عودة اللاجئين الذي يطالب غالبيتهم بالعودة لبيوتهم ومنازلهم وممتلكاتهم التي هجروا منها عام 1948، وعام 1967، ويقول الحاج صالح الخطيب: "لن نتنازل عن حقوقنا مهما جرى، ونحن نطالب بعودتنا لبيوتنا التي طردتنا منها العصابات اليهودية، ويضيف الخطيب: "لن تقبل أي تعويضات، ولا حلول وسط، فذرة تراب من أراضي لا تسويها أموال العالم".

وتعتبر قضية اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين أضخم قضية لجوء في العالم وأوسعها انتشارًا، حيث أشار المسح الشامل في كتاب لمركز (بديل) نشر هذا العام إلى أنه في الفترة الممتدة من 2006-2007 وصل تعداد اللاجئين إلى نحو 7 ملايين لاجئ، إضافة إلى 450 ألف مهجر فلسطيني، أي ما نسبته 70ِ% من مجمل تعداد الشعب الفلسطيني (10.1 مليون فلسطيني).

وبحسب مركز بديل فلا يزال الوضع القانوني لحوالى 400 ألف فلسطيني إضافي "غير واضح" ومن المرجح أن يكونوا لاجئين أيضًا. وأشار المركز إلى أن عمليات التهجير القسري بحق الفلسطينيين؛ سواء كانوا لاجئين أو غير لاجئين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إسرائيل وفي بعض البلدان المضيفة لا سيما العراق ولبنان لا تزال مستمرة.

ويطالب الفريق الإسرائيلي المفاوض حاليًا نظيره الفلسطيني بالموافقة على الاعتراف بيهودية إسرائيل، وهو أمر سيقود تلقائيًا لتنازل الفلسطينيين عن حقوق اللاجئين، وكذلك سيؤدي لفقدان العرب في الأراضي المحتلة عام 1948 لحقوقهم وممتلكاتهم، وربما طردهم أيضًا، لا سيما وأن الاعتراف بهودية إسرائيل يعني أنه من حق اليهود فقط العيش بها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف