الفلسطينيون يستعدون لوضع ملف الأسرى على طاولة أنابوليس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رايس ستلتقي مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين
أولمرت: أنابوليس يتيح التفاوض مع الفلسطينيين
عباس يصل الولايات المتحدة للمشاركة في أنابوليس
خلف خلف من رام الله-واشنطن: على مدار سنوات مضت بقيت قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من أبرز الملفات والقضايا الحساسة والمعقدة في المفاوضات، ولكن حكومات تل أبيب نجحت دائماً بإخضاع هذه المسألة لابتزازها ومعاييرها فقط، متجاهلة معاناة ومآسي ألوف الأسرى وعائلاتهم.
والملف السابق أحرج المفاوض الفلسطيني دائماً لعدم قدرته على تحقيق اختراقات قوية فيه، فلم ينجح أي اتفاق بتحرير عدد كبير من الأسرى، بل تكتفي إسرائيل على فترات متباعدة بإطلاق العشرات من المعتقلين الفلسطينيين ضمن ما تسميه بوادر حسن نيه تجاه السلطة، وذلك وفق أسس تختارها أجهزة الأمن الإسرائيلية، وتتناقض مع كافة الشرائع الدولية والإنسانية.
ولعل الإحصائية التي أصدرتها اليوم جمعية "نفحة" للدفاع عن حقوق الأسرى والإنسان اليوم، وتوضح خلالها أن إسرائيل اعتقلت 300 فلسطينياً منذ بداية الشهر الجاري، تنسف ما تسميه تل أبيب بوادر حسن النية التي ستفرج بموجبها عن ما يقارب 450 أسير بعد عدة أيام فقط، وهو الأمر ذاته، الذي دفع صحيفة هآرتس العبرية في افتتاحيتها يوم الخميس الماضي لشن هجوم على الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن السجون الإسرائيلية باتت بنكاً للبادرات الطيبة، مؤكدة بأنها ورقة استغلال لا أكثر.
ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر انابوليس، تتطلع عيون اسر المعتقلين الفلسطينيين إلى المؤتمر بحذر، يراهن البعض على قدرة القيادة الفلسطينية الحالية في بث الروح مجدداً في ملف الأسرى ووضعه بقوه على طاولة المفاوضات، بينما يشعر آخرون بخشية من تعنت الحكومة الإسرائيلية فيما يخص هذه القضية وهو ما قد يؤدي لإحباط أي تفاهم يخص الملف.
ومن جانبها, تتعامل القيادة الفلسطينية بتأني في انتقاء تصريحاتها حول توقعاتها لنتائج (انابوليس) والثمار التي قد تقطف منه، كما أنها تبذل جهوداً جمة لتنسيق مواقفها مع الدول العربية، في محاولة لإيجاد مظلة تعمل تحتها وتدعمها في استرداد حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة.
وقد تسلم الدكتور رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية اليوم وثيقة أعدتها مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين، وفصائل منظمة التحرير، بالتنسيق مع مؤسسة الرئاسة، موجهة إلى الرئيس محمود عباس، قبيل انعقاد مؤتمر انابوليس للسلام، تؤكد على أهمية قضية الأسرى هذا الشهر.
وقال الحسيني خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الرئاسة إن قضية الأسرى والمعتقلين هي في قلب وعقل الرئيس محمود عباس، وقضية مركزية للشعب الفلسطيني، وهي إحدى الثوابت الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها، مثلها مثل قضية القدس واللاجئين والحدود وغيرها من الثوابت الفلسطينية، وبيني الحسيني أنه سينقل الوثيقة مباشرة إلى الرئيس عباس، مؤكدا أنه لا سلام شامل إلا بتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال.
ولكن هناك خشية فلسطينية من أن يكون قرار إسرائيل بإطلاق سراح نحو 450 أسيراً عشية مؤتمر انابوليس خطوة استباقية لوضع العصا في دولاب المطالبة بإطلاق سراح الأسرى بالشروط الفلسطينية. وهذا ما ظهر جلياً بالتقارير الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، مبدية تخوفها من إمكانية نجاح السلطة الفلسطينية في إقناع الإدارة الأمريكية في الضغط على تل أبيب لإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى.
وبدوره أكد عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني في تصريحات أطلقها مؤخراً "على ضرورة إعلان موقف واضح من المعايير الإسرائيلية المرفوضة جملةً وتفصيلاً فيما يخص قضية الأسرى. وقال قراقع: "يجب أن نتخذ موقفاً واضحاً حتى من المفاوضات التي من شأنها أن تتجاوز الأسرى، فهؤلاء جنودنا وقد شاركوا بكافة المعارك الوطنية وبقرارات من قياداتهم الذين بعضا منهم يشارك في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وبالتالي فإن أي سلام لا يمكن أن يكون كذلك دون أن يضمن إطلاق سراح هؤلاء الجنود الذين من بينهم من بمقدوره أو لديه الاستعداد أن يشارك في عملية السلام ويطبقها".
وأرجأت إسرائيل الإفراج عن ما يقارب 450 أسيراً فلسطينياً عشية مؤتمر انابوليس، وتحدثت مصادر فلسطينية عن ذلك جاء بطلب من الرئيس عباس ووجهه إلى أولمرت، لكي يؤجل إطلاق سراح الأسرى حتى يتسنى له استقبالهم بعد عودته من المؤتمر الدولي الخميس المقبل.
وحسبما أوضح وزير شؤون الأسرى الفلسطيني اشرف العجرمي فأن مصلحة السجون الإسرائيلية نشرت قائمة تتضمن 432 أسيراً فلسطينيا تنوي الإفراج عنهم. وأوضح العجرمي أن 250 منهم تنتهي محكومياتهم بداية العام القادم، أما الباقون فهم من ذوي الأحكام الخفيفة، وانتقد العجرمي رفض إسرائيل تفعيل اللجنة الثنائية المعنية بوضع معايير مشتركة للإفراج عن الأسرى.
كما يستدل من تحليل مركز أحرار لدراسات الأسرى الفلسطينيين نشر الأسبوع الماضي، أن أسيراً واحداً من بين الـ441 المنوي الإفراج عنه هو من الأسرى الذين اعتقلوا قبل انتفاضة الأقصى بعام واحد أي عام 1998، وكان ومن المقرر أن يفرج عنه عام 2010، وان باقي الأسرى جميعهم من أسرى انتفاضة الأقصى، الأمر الذي يعني خلو القائمة من أي أسير قديم.
كما عبر ذوو الأسيرات في السجون الإسرائيلية عن تذمرهم من قائمة الأسرى التي صادقت الحكومة الإسرائيلية على الإفراج عنهم، ولم تشمل حتى أسيرة واحدة، موضحين أن هذه القائمة تؤكد عدم جدية إسرائيل في عملية السلام.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 11 ألف أسير يقبعون في 30 سجناً ومركز توقيف من بينهم 900 أسير من المرضى والجرحى يعانون من إهمال طبي متعمد ومن بينه هذه الحالات 150 حالة صعبة 34 منها ثابتين في مستشفى الرملة بإعاقات دائمة ورغم وجودهم في المستشفى يعانون من الإهمال الطبي المتعمد.
بوش يؤكد مجددا التزامه باقامة دولة فلسطينية
في غضون ذلك، اكد الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا "التزامه الشخصي" باقامة "دولتين ديموقراطيتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب في امن وسلام".وقال بوش في بيان صادر عن البيت الابيض ان "الاسرائيليين والفلسطينيين ينتظرون منذ فترة طويلة تجسيد هذه الرؤية على ارض الواقع"، داعيا جميع المشاركين في مؤتمر انابوليس الى "مضاعفة جهودهم لكي يصبح هذا الحلم حقيقة".
ودعا بوش الى عقد مؤتمر انابوليس قرب واشنطن املا في احياء عملية السلام المجمدة منذ سبع سنوات.ويلتقي بوش الاثنين رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس كلا على حدة ثم الى مائدة عشاء تقيمها وزارة الخارجية مساء اليوم نفسه، وكذلك الثلاثاء قبيل افتتاح المؤتمر.
هذا و التقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني.واجرت رايس لقاء ثنائيا مع ليفني الى مادبة غداء في منزلها الخاص في مجمع ووترغيت بعد ساعات من وصول الوزيرة الاسرائيلية ورئيس الوزراء ايهود اولمرت الى واشنطن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان اللقاء سيتناول الوثيقة المشتركة وقضايا اخرى عالقة.لكنه اضاف ان عدم التوصل الى حل الخلافات المتعلة بالوثيقة "لن يكون مفاجئا"، وان بامكان الوفدين العمل على ذلك الثلاثاء.