بدء اجتماع الفرصة الأخيرة لتحديد وضع كوسوفو

بادن: بدأ البان كوسوفو والصرب بعد ظهر الاثنين اجتماعا يعتبر الفرصة الاخيرة للاتفاق على مستقبل الاقليم قبل موعد العاشر من كانون الاول/ديسمبر المحدد لانهاء المفاوضات، بإشراف الوسطاء الروسي والاميركي والاوروبي في بلدة بادن الصغيرة جنوب فيينا.

ويتمثل الجانبان في الاجتماع على اعلى مستوى خلال المفاوضات الماراتونية المغلقة المقرر ان تستمر ثلاثة ايام، في قصر فيكرسدورف، كما كانت عليه الحال خلال الجولتين الاخيرتين في فيينا وبروكسل. ولم تحقق تلك الجولتان تقدما في المفاوضات الرامية الى تحديد وضع كوسوفو الاقليم الواقع جنوب صربيا والذي يشكل الالبان 90% من سكانه ويطالبون باستقلاله.

وتبدو فرص التوصل الى اتفاق في بادن ضئيلة قياسا على تصريحات الوفدين اللذين يتمسكان بمواقفهما. واكد الرئيس الصربي بوريس تاديتش الذي يمثل بلاده الى المفاوضات رفض بلغراد استقلال اقليم كوسوفو الذي تديره الامم المتحدة منذ 1999. ويرافقه في المفاوضات رئيس الوزراء فويسلاف كوستونيتشا.

ويمثل بريشتينا وفد برئاسة الرئيس فاتمير سيديو ورئيس الوزراء اجيم تشيكو. وقال رئيس وزراء كوسوفو المنتهية ولايته اجيم تشيكو ان هدف بريشتينا "اعلان الاستقلال بالاتفاق مع شركائنا الدوليين بحلول نهاية السنة". واضاف قبيل بدء المباحثات "قمنا بكل ما في وسعنا لنؤكد للجميع اننا اتخذنا كافة التدابير الضرورية لكي يصبح اقليم كوسوفو مستقلا".

وقال قادة البان كوسوفو انهم سيعلنون استقلال الاقليم من جانب واحد في حال لم يتم التوصل الى اتفاق قبل العاشر من كانون الاول/ديسمبر المهلة المحددة لانتهاء المفاوضات. ويشارك في وفد كوسوفو كذلك زعيم الحزب الديمقراطي هاشم تاجي الذي يتوقع ان يتولى رئاسة الوزراء بعد فوز حزبه في انتخابات 17 تشرين الثاني/نوفمبر التشريعية. وقال تاجي لدى وصوله الى بادن ان سكان كوسوفو "يستحقون ان يكونوا مستقلين".

واضاف "نحن مستعدون لاتخاذ قرارنا بعيد" العاشر من كانون الاول/ديسمبر، و"المجتمع الدولي، والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي (..) مستعدون للاعتراف بنا كدولة مستقلة". ورجح اجيم تشيكو اعلان الاستقلال بحلول نهاية السنة. ويكرر المسؤولون في بريشتينا منذ اشهر تصريحاتهم التي يؤكدون فيها انهم سيعلنون الاستقلال بعيد العاشر من كانون الاول/ديسمبر الموعد الذي حددته الامم المتحدة لإنهاء المفاوضات وتسليم وسطاء الترويكا تقريرهم الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

واعلن تاجي كذلك انه عندما يصبح رئيسا للوزراء "سيصبح كوسوفو بلدا للجميع يحترم حقوق الاقليات"، في اشارة الى الاقلية الصربية التي تشكل 10% من سكان الاقليم البالغ عددهم مليونين. وقال تاجي ان كوسوفو المستقل وحده سيكون "قادرا على ضمان السلام والاستقرار للمنطقة، وهذا يعني اقامة علاقات حسن جوار". ويتمسك المسؤولون الصرب بدورهم بمواقفهم التي تقوم على رفض استقلال كوفوسو والقبول بحكم ذاتي واسع للاقليم الذي يعتبرونه مهدا للتاريخ والثقافة الصربية.

وقال كوستونيتشا "لن نسمح باقتطاع شبر واحد من ارضنا". واكد تاديتش لدى وصوله الى الفندق "لن نقبل باستقلال كوسوفو"، واضاف "الكرة الان في ملعب الوفد الكوسوفي"، مع قوله "حضرنا بنية حسنة ورغبة في التوصل الى حل وسط". واعلن الزعيم الصربي الاحد قبل مغادرته بلغراد ان وفده "سيلجأ الى كافة السبل السياسية والقانونية لحماية البلد". واضاف ان الصرب "لا يمكنهم ان ينكروا انهم سيواجهون مخاطر جسيمة" بسبب تداعيات احتمال اعلان استقلال الاقليم.

واكد وسيط الامم المتحدة ولفغانغ ايشنجر الاثنين ان بادن هي الفرصة الاخيرة امام بلغراد وبريشتينا للاتفاق. واجاب ايشنجر بالنفي على سؤال ان كانت هناك امكانية لانشاء اطار جديد للتفاوض بعد بادن. ويعتبر ممثلو كوسوفو والاميركيون والاوروبيون موعد 10 كانون الاول/ديسمبر حاسما للتوصل الى تسوية. لكن الصرب والروس يرفضون وضع سقف زمني للمفاوضات طالما لم يتم التوصل الى اتفاق يقبله الطرفان.