معركة الشرق الأوسط الحالية والمقبلة بعيون الصحف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن، وكالات: خصصت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء عددًا كبيرًا من صفحاتها لتناول تغطيات واسعة لمؤتمر أنابوليس الخاص بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى موضوع عودة النازحين العراقيين من سورية. ونبدأ من مؤتمر انابوليس الذي انطلقت فعاليتاته يوم امس الثلاثاء. كتب ايان بلاك من مدينة انابوليس في صحيفة الغارديان تحت عنوان "الخطابات والواقع ومعركة بوش المقبلة حول الشرق الاوسط"، يقول إن المحللين يرون ان تحقيق السلام في الشرق الاوسط يتوقف الى حد بعيد على مستوى الانخراط الاميركي في المفاوضات، وإلزام الاطراف المتفاوضة بتعهداتها، وردم الهوة بينها عند ظهور الخلافات بين اطراف التفاوض. وتقول الصحيفة إن هذا المؤتمر هو الاكبر من نوعه منذ مؤتمر السلام في الشرق الاوسط الذي عقد في مدريد عام 1991 لكن الذي يميز هذا المؤتمر مشاركة السعودية لاول مرة في مؤتمر علني الى جانب اسرائيل. وترى الصحيفة ان هذه المشاركة تكتسب اهمية خاصة لما تتميز به السعودية من وزن عربي واسلامي.
اما صحيفة الاندبندنت، فقالت ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت قد اعلنا في اول ايام المؤتمر عن عزمهما على التوصل الى اتفاق سلام بينهما وحل جميع القضايا الخلافية بين الجانبين خلال عام من المفاوضات التي ستبدأ خلال النصف الاول من الشهر المقبل. وتقول الصحيفة ان هذه المهمة لا تبدو سهلة حيث اخفق المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون في الاتفاق حتى على اعلان مبادىء حول القضايا الخلافية بين الطرفين حول الحدود والقدس والمستوطنات ومصير اللاجئين قبل افتتاح اعمال مؤتمر انابوليس، على الرغم من جلسات المفاوضات الطويلة.
وتقتطف الصحيفة من كلمة الرئيس بوش في افتتاح اعمال المؤتر قوله ان " معركة الشرق الاوسط يتم خوضها الان" وتقول ان نتائج هذ المعركة تتوقف على مدى التزام الولايات المتحدة بالضغط على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني فيما اعلن بوش التزامه التام بالتوصل الى تسوية نهائية قبل مغادرة البيت الابيض نهاية عام 2008.
وفي صفحة الرأي كتب مارك ستيل في الاندبندنت حول دور رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي يتولى الان منصب ممثل اللجنة الرباعية وقال انه تم الاعلان عن خطة خارطة الطريق لتحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قبل اسابيع قليلة من غزو العراق عام 2003، فيما بدا وكأن الغزو والحرب بمثابة الاعمال التمهيدية التي تسبق تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. ويرى ستيل ان بوش يسير باتجاه الحرب على ايران بينما تنطلق اعمال مؤتمر انابوليس.
اما صحيفة الفايناشيال التايمز التي كتبت ايضًا حول المؤتمر فنقل مراسلها عن مراقبين للمؤتمر قولهم ان من بين الاهداف الاساسية التي تسعى ادارة بوش لتحقيقها من اطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيلين واقامة دولة فلسطينية الحد من النفوذ ايران وحلفائها في المنطقة.
وتنقل الصحيفة عن مندوب الولايات المتحدة السابق في الامم المتحدة جون بولتون تحذيره من عواقب فشل المؤتمر بقوله "اذا فشل المؤتمر لن يعود الشرق الاوسط الى ما كان عليه قبل بدء المؤتمر وستواجه الولايات المتحدة وجميع الدول المشاركة في المؤتمر اوضاعا اسوء ما هي عليه الان". وتشير الصحيفة الى ان الرئيس الايراني احمدي نجاد اتصل بكل من الرئيس السوري بشار الاسد وملك السعودية عبد الله و حذرهما من " مؤمرات العدو الصهيوني" واكد لهما ان مؤتمر انابوليس سيفشل. وتضيف الصحيفة ان عدم ارتياح الدول العربية من تنامي النفوذ الايراني كان من دوافع مشاركتهم في المؤتمر وحرصهم على مشاركة حليف ايران العربي سورية.
وتنقل الصحيفة عن بعض المراقبين العرب رأيهم ان اطلاق المفاوضات بين سورية واسرائيل حول مرتفعات جولان السورية المحتلة سوف يسهم في اضعاف التحالف الايراني-السوري واعادة سورية الى الصف العربي.
بدورها نقلت "الحياة" من كواليس القمة: لوحظ أن الوثيقة المشتركة موقعة باسم منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً عن الشعب الفلسطيني، وأنها تشير إلى "تصميم الجانبين على مواجهة الإرهاب والعنف سواء أكان من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي." ويشكل التوصل إلى الوثيقة تطوراً مهماً بعد السباق الماراثوني في الأيام التي سبقت المؤتمر من أجل التوصل إليها. كما علمت الصحيفة أن بوش تدخل شخصياً من أجل إنجازها. وكان مسؤول أميركي أكد لـ "الحياة" أن الجدول لا يتضمن اجتماعات منفصلة بين الوفد السوري والجانب الأميركي، وان النقاش سيكون في إطار جلسة العمل المخصصة لمناقشة السلام الشامل.
فيما جاء عنوان صحيفة "الشرق الأوسط" على الشكل التالي: أنابوليس: حل نهائي 2008.. والمفاوضات تبدأ فورًا بالحدود واللاجئين والقدسالسعودية تدعو إلى استئناف المحادثات على المسارين السوري واللبناني بأسرع وقت.. توتر إيراني ـ سوري وطهران تستضيف مؤتمرًا لفصائل المعارضة.. كوشنير: المفاوضات تحتاج إلى قليل من الرومانسية أبو مازن: مصير القدس عنصر أساسي في أي اتفاق.. بوش: سأكرس ما تبقى من رئاستي لحل الصراع..
ونقلت الصحيفة: ظهرت بوادر توترات إيرانية ـ سورية، إذ قالت مصادر إيرانية مطلعة لـ"الشرق الأوسط" إن طهران "منزعجة" من مشاركة دمشق في المؤتمر، وانه على الرغم من أن المشاركة السورية جاءت بمستوى متواضع، الا ان المسؤولين الايرانيين انزعجوا من قرار المشاركة، وحاولوا إثناء دمشق عن الحضور. وردا على انابوليس، دعت إيران الثلاثاء الى عقد مؤتمر في طهران بحضور فصائل المعارضة الفلسطينية.
من جهتها عنونت صحيفة "الخليج" الإماراتية: تفاهم مشترك" و"دولة يهودية" بلسان بوش ومحاضرة في السلام وطلب التطبيع بلسان أولمرت.. حفلة "أنابولس": حضر العرب وخاب أملهم
ونقلت عن مسؤول عربي شارك في مؤتمر أنابولس قوله إن العرب المشاركين في الاجتماع "يشعرون جميعا بخيبة أمل" بعد إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش "التفاهم المشترك" الذي تم التوصل اليه بين الفلسطينيين و"الاسرائيليين" لاطلاق المفاوضات حول تسوية نهائية للقضية الفلسطينية. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه من الصعب أن تؤتي هذه العملية التفاوضية بنتائج و"لا يوجد شيء يدعو إلى التفاؤل، والعرب عموما يشعرون بخيبة أمل". وأضاف "الأزمة الفعلية أنها معتمدة على خريطة الطريق، أي أنها معتمدة على مقاربة أمنية".
وتابع "اشترط التفاهم المشترك الذي أعلنه الرئيس بوش تطبيق أي اتفاق سلام بتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق، أي تفكيك الشبكات الإرهابية في الأراضي الفلسطينية، وهو ما يعني الدخول في حرب مع حركة حماس". وأكد المسؤول أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "لم يستطع تنفيذ الشق الأمني في خريطة الطريق فكيف يتمكن عباس الآن من ذلك".
أما صحيفة "النهار" اللبنانية فنقلت:تحدث وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امام الاجتماع، فدعا الى بداية سريعة للمفاوضات على المسارين اللبناني والسوري بعد اعلان معاودة المفاوضات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. وقال: "لقد جئنا لتأييد تدشين محادثات جدية ومتواصلة بين الفلسطينيين والاسرائيليين تتناول كل القضايا الجوهرية وقضايا الوضع النهائي... هذه المحادثات يجب ان تتبع بتدشين المسارين السوري واللبناني في اقرب وقت".
ولكن يبدو ان الرغبة العربية في معاودة المفاوضات على المسار السوري لا تلاقي الصدى المطلوب لدى واشنطن، اذ قال مسؤول اميركي رفيع المستوى لـ"النهار" ان الولايات المتحدة لا ترى ان المسار السوري سينضج في وقت قريب. وكان ثمة انزعاج في أوساط الوفود العربية من اشارة بوش في خطابه اكثر من مرة الى اسرائيل "دولة يهودية"، وذلك في رفض ضمني لعودة اللاجئين الفلسطينيين.
وكانت للوفد السعودي مواقف نقدية قوية من طروحات الدولة اليهودية عبر عنها سعود الفيصل والسفير السعودي في واشنطن عادل جبير في اليومين الاخيرين في واشنطن وفي أنابوليس. لكن عضواً في الوفد الاميركي قال ان الوزير السعودي صفق لدى انتهاء أولمرت من خطابه، معتبراً ان هذا اشارة مهمة من دولة مثل السعودية.
ورأى مراقبون ان ما حصل عليه الفلسطينيون كان اقل من توقعاتهم ومطالبهم، الامر الذي فسر التأخر في التوصل الى الوثيقة المشتركة في شأن الخطوات المقبلة. وكان سقف المطالب الفلسطينية مؤلفاً من عدد من المطالب الرئيسية التي تعرضت مع مرور الوقت للتعديل بفعل الرفض الاسرائيلي القوي. وابرز هذه المطالب، تحديد إطار للمفاوضات وجدول زمني لسنة او للفترة المتبقية من ولاية بوش للتوصل الى اتفاق سلام نهائي بحيث تأتي هذه الالتزامات في سياق "اعلان مبادئ" واضح يتضمن تحديد مرجعية المفاوضات بوضوح اكثر.
وفي وجه المعارضة الاسرائيلية لهذه المطالب، عاد الفلسطينيون الى التركيز على القضايا الاجرائية مثل ايجاد آلية دولية لرصد المفاوضات وتقويم أداء الطرفين والحكم عليه.
ومع ان الفلسطينيين لم يحصلوا على بعض مطالبهم الرئيسية بوضوح، الا انهم على سبيل المثال رأوا ان اشارات الاميركيين وحتى اولمرت في خطابه الى الرغبة او الأمل في تحقيق اختراق نوعي في المفاوضات في 2008 يقترب كثيراً من الجدول الزمني الذي كانوا يتوخونه.