سمعة رايس معلقة على عملية السلام في المنطقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: وضعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس سمعتها على المحك بإنخراطها في عملية السلام العربية الإسرائيلية وهي مقامرة عالية المخاطر يقول الخبراء أن من الصعب إنجازها. ومن المتوقع أن تقوم رايس بأغلب المهام الصعبة لادارة الرئيس جورج بوش في المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي انعشت بمؤتمر استضافته الولايات المتحدة في انابوليس يوم الثلاثاء الماضي. لكن شاعت شكوك بشأن المدى الذي يمكن لرايس ان تذهب اليه للتوصل الى الاتفاق الذي يقول الطرفان انهما يريدان التوصل اليه خلال فترة 14 شهرا متبقية من رئاسة بوش. وقال تشارلز دانبار استاذ العلاقات الدولية بجامعة بوسطن "يبدو لي أن احتمالات النجاح بعيدة جدا." وأضاف دانبار وهو سفير أمريكي سابق لدى قطر واليمن "من الواضح أن هذه الجهود تبذل ليحقق الرئيس بوش انجازا. انه وقت بناء التركة."
وعادة ما تستخدم رايس التي لم تختبر مهاراتها التفاوضية بدرجة كبيرة حتى الان اسلوبا حذرا موزونا في تعاملاتها الدبلوماسية وهو ما يقول الخبراء انه قد لا يلائم عملية السلام في الشرق الاوسط. وقالت مارينا اوتاواي مديرة برامج الشرق الاوسط في مؤسسة كارنجي للسلام الدولي وهي مركز دراسات في واشنطن "لم نرها من قبل منخرطة في عملية من هذا النوع مما كان سيمكننا من الحكم على مدى ابداعها وقدرتها على التفكير خارج الاطار التقليدي."
ورايس نفسها مدركة تماما للتحديات المتعلقة بحل القضية التي راوغت من سبقوها. وفي نهاية الحرب الاسرائيلية اللبنانية العام الماضي شبهت رايس الوساطة في عملية السلام في الشرق الاوسط بفيلم (يوم خروج القنفد) الذي كان بطله يستيقظ صباح كل يوم جديد ليجد أحداث الاربع والعشرين ساعة الماضية تتكرر كما حدثت بالضبط يوما بعد يوم. وقالت رايس حسب نص حديث لها مع برنامج يو.اس.ايه توداي في أغسطس اب من العام الماضي "انه مثل يوم خروج القنفد... في اليوم التالي تخرج فتجد انها انهارت من جديد."
وفي ختام مؤتمر يوم الثلاثاء في انابوليس عددت رايس الصعوبات المعروفة مقدما في التعامل مع القضايا الاساسية التي يختلف عليها الجانبان وهي مصير القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين والامن وحدود الدولة الفلسطينية. وقالت رايس "من المؤكد أن القضايا التي يتعين حلها بين الطرفين تمثل تحديا كبيرا. لو لم تكن كذلك لكان السلام قد أقر منذ زمن بعيد. لكن كونها صعبة الحل لا يعني انها مستحيلة الحل."
وسعى المسؤولون الاميركيون بشتى الطرق لتخفيض سقف التوقعات قبل المؤتمر لكن رفع هذا السقف الان وأصبحت الانظار معلقة برايس. وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني للصحفيين في انابوليس "لدينا رئيس اميركي ووزيرة خارجية وضعا سمعتيهما على المحك من أجل ذلك (عملية السلام).
وعلى مدى العام المنصرم قامت رايس بثماني رحلات للمنطقة في محاولة لتمهيد الطريق للمحادثات الفلسطينية الاسرائيلية. ووعدت باستخدام كل ذرة طاقة لديها لرعاية التوصل الى اتفاق. واثناء جولاتها المكوكية سيكون السؤال المهم هو ما اذا كانت رايس ستحصل على تأييد بوش عندما يتعلق الامر باتخاذ قرارات صعبة خاصة القرارات التي لا تحظى بشعبية في اسرائيل حليف الولايات المتحدة الوثيق. وقال جون الترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "الجولات المكوكية ليست شرطا ضروريا لتحقيق النجاح. شرط النجاح الرئيسي في الدبلوماسية العربية الاسرائيلية هو الحصول على دعم مباشر من الرئيس."
وتجاهد رايس وبوش ليخلفا تركة لا يكون أبز ما يميزها غزو العراق وما اعقبه. والسلام الاسرائيلي الفلسطيني قد يغير هذه الصورة. ويقول ستيفين هيس من معهد بروكينجز "فيما يتعلق بترتيب القضايا العالمية من حيث الاهمية أين تضع (قضية) اسرائيل وفلسطين من (قضية) العراق... فلسطين. يا الهي هذه أكبر قضية في هذا القرن." وأضاف هيس الذي عمل في ادارتي الرئيسين السابقين دوايت ايزنهاور وريتشارد نيكسون وكان مستشارا للرئيسين السابقين جيرالد فورد وجيمي كارتر "هذا ما يمنحون جائزة نوبل للسلام من أجله."
ولكن يقول المحللون انه حتى اذا فشلت رايس فان العواقب لن تكون وخيمة على وزيرة الخارجية (53 عاما) التي ستنضم الى "حشد من الشخصيات البارزة" التي لم تنجح في ذلك من قبل. وقال دانبار "انها صغيرة وتتمتع بالصحة وامامها طريق طويل تحقق فيه الكثير خلال حياتها العملية."
التعليقات
no need
mafraq -no need for reputation, she is leaving next year