أخبار

المعارضة الباكستانية تتخطى الخلافات وتنظم صفوفها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اسلام آباد، وكالات: تحاول أحزاب المعارضة الباكستانية التوصل إلى موقف موحد بشأن قضية إعادة القضاة الذين نحاهم الرئيس برويز مشرف وتضع حاليًا الشروط النهائية لمشاركتها في الإنتخابات العامة التي تجري في الثامن من يناير كانون الثاني. وأعلنت رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو ورئيس الوزراء السابق نواز شريف زعيمًا المعارضة انهما سيقدمان للرئيس "ميثاق مطالب" لضمان اجراء انتخابات حرة والا "تحركا باتجاه" المقاطعة.

ويمكن أن تؤدي مقاطعة حزبي المعارضة الرئيسيين وحلفائهما الاصغر الى الاضرار بمصداقية الانتخابات واطالة أمد عدم الاستقرار في الدولة النووية التي تلعب دورا هاما في الجهود الاميركية لمحاربة تنظيم القاعدة واعادة الاستقرار الى دولة افغانستان المجاورة. وقال احسان اقبال المتحدث باسم حزب شريف المشارك في صياغة المطالب "معظم القضايا أقرت بتوافق الاراء. وسيبت في باقي القضايا اليوم. اليوم هو الجلسة الختامية وسنكمل قائمتنا." وقال اقبال دون تفاصيل "اتفقنا على ان نسمو فوق خلافاتنا الصغيرة ونعمل على ضمان اجراء انتخابات حرة ونزيهة."

وصرح مشارك اخر في المحادثات بأن الجانبين يحاولان حسم خلافاتهما بشأن مسألة اعادة 37 قاضيا فصلهم مشرف بعد ان اعلن حالة الطوارئ في البلاد في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني. وقال المسؤول الحزبي الذي طلب عدم نشر اسمه "انا واثق من اننا سنصل الى حل حبي لهذه المسألة."

وأعلنت بوتو ان حزبها سيشارك في الانتخابات الباكستانية على مضض وان احتفظ بحقه في الانسحاب او الاحتجاج على نتائج غير نزيهة. وكشفت بوتو بالفعل عن برنامجها الانتخابي وبدأت حملتها الانتخابية في مطلع الاسبوع. اما شريف الذي قام بجولة في مناطق عدة من شمال باكستان والتقى بمؤيديه هذا الاسبوع فقد دعا الى مقاطعة الانتخابات ما لم تتم اعادة القضاة المفصولين الى مراكزهم.

ورغم شكوكه في الانتخابات قيد شريف اسمه كمرشح لكن اللجنة الانتخابية في باكستان منعته يوم الاثنين من خوض الانتخابات بسبب سجله الجنائي لكن شريف لم يستبعد مشاركة حزبه في الانتخابات. وعادت بوتو الى باكستان في اكتوبر تشرين الاول بعد ثماني سنوات قضتها في المنفى اما شريف الذي أطاح به مشرف عام 1999 ونفاه العام التالي فقد عاد الى البلاد في نوفمبر تشرين الثاني.

ويقول شريف الذي قضى سبع سنوات في المنفى ان أحكام الادانة التي صدرت ضده دوافعها سياسية. وكان شريف قد ادين بالخطف والارهاب وصدر حكم بسجنه مدى الحياة في عام 2000 لمحاولته اعادة طائرة كانت تحمل مشرف الذي كان قد طرده من قيادة الجيش وهو عائد من رحلة في الخارج في اكتوبر تشرين الاول 1999. وعجلت هذه الواقعة بالانقلاب الذي قاده مشرف ضد شريف. وبعد ذلك أدين شريف بتهمة الفساد وارسل الى المنفى في السعودية.

واستقال مشرف من قيادة الجيش وأدى اليمين كرئيس مدني لباكستان الاسبوع الماضي ووعد برفع حالة الطوارئ في 16 ديسمبر كانون الاول محققًا مطلبين من مطالب المعارضة. لكن مشرف استبعد اعادة القضاة وبعضهم ما زال تحت الاقامة الجبرية. ويطالب شريف باعادة تعيين القضاة المقالين لكن بوتو تطالب فقط باطلاق سراح الذين لا يزالون تحت الاقامة الجبرية على أن يقرر البرلمان الجديد هل يستعيدون وظائفهم. وقال جويد هاشمي وهو مسؤول كبير في حزب شريف "لا حلول وسط في هذه المسألة. نحن نقول ان هذا يجب ان يحدث قبل الانتخابات. وحزب الشعب الباكستاني يقول ان ذلك يجب ان يحدث بعد الانتخابات" مشيرا الى حزب بوتو.

واطلق سراح اكثر من خمسة الاف ناشط كانوا اعتقلوا بموجب حالة الطوارئ، لكن بعض القضاة وبينهم كبير القضاة السابق افتخار تشودري الذي تحدى محاولة مشرف طرده في مارس اذار ما زالوا قيد الاقامة الجبرية.

وقال محللون ان مشرف كان على خلاف مع السلطة القضائية وان الغرض الرئيسي من اعلان حالة الطوارئ هو تطهيرها من القضاة المعادين له وعلى رأسهم تشودري بعد ان خشي ان يقضوا بعدم شرعية اعادة انتخابه رئيسا في السادس من اكتوبر تشرين الاول الماضي. وحاول شريف لقاء تشودري في منزله في اسلام اباد يوم الخميس لكن الشرطة منعته. وردد عشرات من اتباع شريف شعارات مناهضة للرئيس الباكستاني ووطأوا بالاقدام صورا لمشرف. ويتوقع محللون ان يشارك حزبا شريف وبوتو في الانتخابات في نهاية الامر.

الجيش الباكستاني يسيطر على معقلين للإسلاميين

ميدانيًا، اعلن الجيش الباكستاني الخميس انه استولى على مدينتين تشكلان اخر معاقل المقاتلين الاسلاميين في وادي سوات السياحي (شمال غرب)، مؤكدا انه اصبح يسيطر على نصف هذه المنطقة تقريبا. ويشن الجيش الباكستاني منذ 15 يوما هجوما في هذه المنطقة التي سيطر مقاتلون اسلاميون يخضعون للزعيم الديني المولى فضل الله الذي تلاحقه السلطات، على ثلثي الوادي منذ تموز/يوليو. وقد حظرت حركته القريبة من القاعدة.

ووعد الجيش قبل ثلاثة اسابيع باعادة فتح هذا الموقع السياحي المهم امام الزوار قبل نهاية كانون الاول/ديسمبر بعدما توقف الكثيرون عن زيارته منذ عدة اشهر. وقال الجيش في بيان ان الجنود سيطروا الاربعاء على مدينة ماتا التي كانت لا تزال تضم مقر قيادة فضل الله الذي اطلق رجاله على مركز للشرطة اسم "مركز طالبان".
والخميس قام العسكريون بطرد المسلحين من اخر معقل لهم بالقرب من ماتا، بحسب البيان.

وبلغت الحصيلة التي اعلنها الجيش ومسؤولون محليون ل15 يوما من الهجوم الواسع في وادي سوات 250 قتيلا في صفوف المتمردين الاصوليين، و15 لدى الجيش و30 مدنيا. ولا يمكن التحقق من هذه الارقام من مصدر مستقل. وقال مسوؤل كبير في الاستخبارات طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الجنود قاموا ايضا بالافراج عن عشرات الاشخاص المعتقلين لدى الاسلاميين في مدرسة للبنات في ماتا تم تحويلها الى سجن.

واكد سكان محليون من وادي سوات لوكالة فرانس برس ان الجيش فرض هناك منذ اكثر من 15 يوما حظر تجول والقوات على الارض مدعومة بمروحيات قتالية استولت تقريبا على كل مدن وقرى الاقليم وكذلك على النقاط المطلة على القمم التي كانت في ايدي المتمردين حتى الان. وقال الناطق باسم الحكومة المحلية احمد اقبال ان مساعد فضل الله، المولى شاه دوران قد يكون قتل في معارك الاربعاء.

وكان تقدم المقاتلين الاسلاميين في هذا الوادي خارج معاقلهم التقليدية للمناطق القبلية الحدودية مع افغانستان، احد ابرز الاسباب التي قدمها الرئيس الباكستاني برويز مشرف لتبرير فرض حال الطوارىء في باكستان في 3 تشرين الثاني/نوفمبر. ويبعد اقليم سوات 120 كلم شمال اسلام اباد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف