أخبار خاصة

تقرير الاستخبارات الأميركية يقض مضاجع إسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تخشى حواراً دبلوماسياً بين واشنطن وطهران
تقرير الاستخبارات الأميركية يقض مضاجع إسرائيل

خلف خلف من رام الله: تنكب الصحف العبرية الصادرة منذ ثلاثة أيام على قراءة أبعاد وانعكاسات التقرير الاستخباري الأميركي الذي صدر مؤخراً حول نووي إيران، وبالتوازي مع انتقادات معظم الكتاب والمحللين الإسرائيليين لما جاء في طيات التقرير، يحاولون أيضا معرفة الأهداف الخفية لاستنتاجاته، واحتل صدر صحيفة معاريف الصادرة الجمعة تحليلاً معمقاً حول القضية، ويؤكد التحليل أن هناك خشية حقيقة في إسرائيل من أن تكون الولايات المتحدة تعتزم الدخول قريباً في حوار مع إيران في محاولة لتغليب الدبلوماسية على الضغط الدولي والتهديد العسكري. وتضيف الصحيفة: " والى ذلك تتبين الآن تفاصيل استثنائية بالنسبة للعناصر التي دفعت الاستخبارات الأميركية إلى التوصل إلى الاستنتاج المفاجئ في أن إيران أوقفت برنامجها النووي منذ العام2003 .

والتقدير الإسرائيلي يرى أن الكثيرين في الإدارة الأميركية يعتقدون بوجوب ممارسة السياسة التي نجحت حيال ليبيا، تجاه إيران ومنح آيات الله "معالجة قذافية". في هذا الإطار، يوجد تقدير -بحسب معاريف- بأن وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس ستقود اتصالات مع إيران.

وإلى جانب ذلك، تحدثت صحيفة يديعوت في تقرير لها عن احتمالات اندلاع الحرب بين إيران أو كوريا الشمالية من جانب، وأميركا وإسرائيل من جانب آخر، وبحسب الصحيفة فأن إطلاق صواريخ أرض - أرض تحمل رؤوس متفجرة نووية، كيماوية أو بيولوجية من إيران أو كوريا الشمالية يقض مضاجع الإدارة الأميركية. وتقول الصحيفة: "هذا الأسبوع اتخذ سلاح الجو الأميركي خطوة أخرى لمنع مثل هذه الإمكانية: لأول مرة نجحت طائرة في إسقاط صاروخ في أثناء إطلاقه من الأرض".

وتنكب الولايات المتحدة وإسرائيل منذ بضع سنين على تطوير أساليب لإسقاط صواريخ ارض - ارض فور انطلاقها وتفجير الصاروخ في ارض العدو. مطورو الطريقة استغلوا حقيقة أنه في مرحلة الإطلاق يصدر الصاروخ حرارة شديدة، تسهل على الجساسات اكتشافه.

وبحسب خبير إسرائيلي في إسقاط الصواريخ فان "التجربة التي أجراها الأميركيون تشير إلى أنهم يفهمون بأنهم في المستقبل سيتعين عليهم معالجة مثل هذه التهديدات". وأوضح بان الحديث يدور عن جهاز سيكون قيد الاستخدام في فترة الحرب فقط أو في فترة التوتر الشديد حين سترسل الطائرات مزودة بمثل هذه الصواريخ للتجول فوق أراضي العدو".

هذا في وقت ما زال يطرح سيناريو إقدام الولايات المتحدة الأميركية على تنفيذ ضربة عسكرية ضد إيران لطي ملفها النووي وإغلاق حلقة الجدل القائمة حوله منذ بضع سنين. ولعل طرح مثل هذا الخيار بدوره يرفع منسوب أهمية الاستبصار بقدرات واشنطن على تنفيذه من ناحية لوجستية وعسكرية، وكسر عوائقه التنفيذية المتوقعة وكذلك استقبال ردة الفعل في ظل توقع الكثير من المراقبين إلحاق كارثة في منطقة الخليج والشرق الأوسط في حال اللجوء لمثل هذا الخيار المدمر.

والحل العسكري كمصطلح وما يحمله من فضفاضة، يعتبر بحد ذاته، مادة دسمة للكثير من الكتاب والمحللين العسكريين الذين يربطون غالباً بين زيادة عدد حاملات الطائرات في المنطقة وقرب احتمالية توجيه ضربة كاسحة لمشروع إيران النووي، متجاهلين في جل تخميناتهم وكتاباتهم إمكانية إقدام واشنطن على تنفيذ (هجوم قاري) أي دون الاستعانة بقوات برية تعمل من أراضي دولة أخرى.

وبما أن القدرة العسكرية تنظم العلاقات الدولية، التي تحكمها سياسة القطب الواحد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي بداية تسعينات القرن الماضي، فلن تتردد واشنطن من مهاجمة طهران كخيار أخير إذا شعرت بأنها تهدد مصالحها ولن تخضع لشروطها.

ولكن الخلاف وتعدد الرؤى والمواقف حالياً بين الإدارة الأميركية ودول كثيرة في العالم كروسياً مثلاً يشكل كابحاً على الخيار العسكري ويعطي الخيارات الأخرى مزيداً من الوقت، وهو ما يدفع واشنطن أيضا للتمسك بالعقوبات الاقتصادية والدبوماسية خياراً تكتيكاً في الوقت الحاضر.

ولكن الولايات المتحدة الأميركية، لا تقف مكتوفة الأيدي بانتظار إعطاء العقوبات ثمارها، بل أنها تعمل على إجراء تعديلات وتحديثات على قدراتها في إفشاء القوة وتنفيذ هجوم عسكري قاري بالاستعانة بالطائرات والصواريخ عابرة القارات والغواصات الكبيرة، وهو ما أكده الخبير العسكري الإسرائيلي نوعام أوفير في بحث نشر حديثاً.

والهجوم القاري الذي طرحه أوفير كأحد الخيارات الإستراتيجية لدى واشنطن لإيقاف نووي إيران، قائم على مبدأ قصف صاروخي لمواقع محددة ومفصلة وهي بالغالب ستكون محصنة ومحمية وبعضها تحت الأرض، ولكن ستحدد وفق معلومات استخبارية دقيقة، وهذا الإجراء لن يمنع أيضا قوات برية أمريكية من مساندة مثل هذا الهجوم بمجرد إطلاق الإشارة لذلك. ولكن الخيار السابق بحد ذاته، يولد بدوره أسئلة عديدة، ومن أهمها، ماذا تمتلك الولايات المتحدة الأميركية من الأسلحة لتنفيذه؟.

عملياً، يمتلك سلاح الجو الأمريكي 21 قاذفة شبح طراز (بي-2 أي)، والتي تستطيع حمل 8 قنابل اختراق يزن كل واحد منها طنين. ويمكن أيضا للطائرات من هذا النوع حمل قنبلة الاختراق (موب) والتي يقارب وزنها 15 طناً، وعلى افتراض أن 14 طائرة فقط اشتركت في الهجوم، فأن 112 هدفاً إيرانياً محمياً ستتعرض للنيران في آن واحد، ويزيد فعالية هذه القاذفات سيطرة واشنطن على أجواء العراق وأفغانستان، بمعنى أن إيران ستجد نفسها مهاجمة من كافة الجهات.

وبالإضافة للقاذفات سالفة الذكر، تمتلك واشنطن صواريخ توماكهوك التي أدخلت للخدمة في حرب الخليج عام 1991، وأجري عليها منذ ذلك الحين، تطويرات وتحديثات، بحيث أصبحت تتمتع بقدرة اتصال ثنائية الاتجاه، وتتابع عبر الأقمار الاصطناعية بما يسمح تعديل مسارها، بحيث تظهر صورة الهدف في الثواني التي تسبق إصابته.

وباستطاعة هذا الجيل من الصواريخ أن يحمل في ذاكرته 15 هدفاً محتملاً، ويمكن إعلامه في الجو عن أي هدف جديد طارئ، وهذه الخصائص تسمح بإطلاق العديد من الصواريخ مع وضع فارق زمني بسيط تجاه هدف واحد، وفي حال تم الإعلان عن تدمير الهدف المحدد، يتم تعديل مسار الصواريخ المطلقة تجاه هدف آخر.

وبالإضافة للقدرات الجوية، فأن سلاح البحرية الأمريكي يمتلك غواصات من نوع ترايدنت، وبإمكان غواصتا من هذا الطراز في حال وصلت الخليج سراً أن تطلق في غضون 6 دقائق فقط ما يقارب 300 صاروخ تجاه أهداف إيرانية محددة مسبقاً، وكثافة النيران هذه ستعيق مهمة الخصم في الدفاع عن نفسه، وبخاصة أن زمن الانكشاف لهذه الغواصات هو قصير نسبياً.

بعد مناقشة احتمالية إقدام الولايات المتحدة الأميركية على تنفيذ هجوم قاري ضد طهران، واستعراض المقومات العسكرية التي تحوز عليها لتحقيق ذلك، لا بد أيضا من استعراض العوائق والعراقيل، والتي بالطبع سيكون أولها أن واشنطن لا يمكنها استخدام صواريخ عابرة للقارات ولذلك سببين:

السبب الأول: الصواريخ العابرة للقارات الموجودة بحوزتها مزودة برؤوس نووية، وحتى إذا تمكنت من وضع رؤوس تقليدية. فالسبب الثاني أن هناك خشية كبيرة أن تكشف نظم الإنذار المبكر لدول كروسيا أو الصين هذا الإطلاق، ولكن ألا تعلم هل الحديث عن صاروخ تقليدي أو نووي. ولحل هذه المعضلة يمكن إخبار روسيا بالموضوع.

ولكن حساسية القضية وخطورتها قد تكشف العملية وتحبط أي احتمالية لنجاحها. وتشتمل حلول ممكنة أخرى على نصب صواريخ عابرة للقارات تقليدية في مواقع مفصولة عن مواقع الصواريخ الذرية أو إطلاقها في مسارات طيران مختلفة، ولكن صوت المعارضون في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى لفكرة تحويل الصواريخ العابرة للقارات لأداء مهمات تقليدية أقوى من صوت من يؤيدون ذلك.

ويعارض الكونغرس معارضة شديدة النفقة على برامج بحث وتطوير في المجال ويمنع أي محاولة لتخصيص أموال لذلك، وكذلك المشروعات التي تعرف على أنها فحوص جدوى. هكذا مثلا يتم صراع عاصف على طلب الأسطول الأمريكي تزويد عدد ما من صواريخ ترايدنت 2 برؤوس تقليدية.

وفي هذا المقام لا بد من التنويه أيضا إلى فقر المعلومات الاستخبارية لدى الولايات المتحدة الأميركية حول المواقع الإيرانية التي يطور فيها البرنامج النووي، وبخاصة أن بعض الخبراء يشيرون لاحتمالية وجود أهداف إيرانية مموهة لامتصاص أي ضربة عسكرية.

وأيضا على الولايات المتحدة قبل التفكير بهجومها ضد طهران أن تجيب على سؤال هام، وهو: "ما هي قدراتها على التعامل مع الردود المحتملة، وبخاصة أن طهران تحوز على الكثير من أوراق اللعب، فالسفن الحربية والقوات الأميركية في العراق في مرمى نيرانها، وكذلك قد تلجأ طهران لقصف إسرائيل، وهو ما سبق وهددت به. وكذلك قد تغلق مضيق هرمز وتعرقل عملية تصدير النفط، ما قد يؤدي لرفع أسعاره بشكل غير مسبوق. وهو ما سيشعل ضجة عالمية ضد الولايات المتحدة الأميركية.

وهناك سؤال هام أيضا يتوجب على الخبراء في الولايات المتحدة الإجابة عليه قبل تنفيذ مثل هذا الهجوم أو غيره، وهو هل العمل العسكري وحده، سواء أكان على حسب المخطط الذي وصف هنا أم على حسب مخطط آخر، سيستطيع أن يوقف سعي إيران إلى الحصول على القدرة النووية؟.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اصحاب الفيل
كريم البصري -

اعتقد ان اصحاب الفيل يتكررون في التاريخ ولكن بصور مختلفة اما النتيجة واحدة،وانا ارى ان اصحاب الفيل سيعاودون الكرة مرة اخرى مع ايران هذا البلد المسلم الذي ما ان سقط ستسقط معها اخر قلاع المقاومة للظلم والاستبداد الاممي وستصبح روما سيدة للعالم لوحدها وهذا ما لايتحقق انشاء الله،وسوف يفشلوا اصحاب الفيل لانهم علوا في الارض علوا كبيرا،