زيارات أحمدي نجاد الداخلية ورقة رابحة لإنتخابه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
همدان (ايران): أثناء زيارة لمحافظة همدان وسط ايران العام الماضي، قطع الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خلال خطاب أمام حشود كبيرة اكثر من 50 وعدًا لبناء مدارس ومصانع جديدة وبنى تحتية محلية.وتكررت خطابات احمدي نجاد ووعوده في انحاء البلاد عندما قام بزيارات الى كافة المحافظات الايرانية الثلاثين اثارت جدلاً لا يقل عن الجدل الذي يثيره موقفه من الازمة النووية.وبالنسبة إلى الحكومة فإن الوعود المحلية تتماشى مع شعار احمدي نجاد بإحلال العدل في ايران بتوزيع ثروة البلاد على الفقراء.
إلا ان منتقديه يقولون ان الهدف من وعوده هو ضمان اعادة انتخابه مرة اخرى عام 2009، مؤكدين ان هذه الوعود تضر بالفقراء لأنها تسبب ارتفاعا في التضخم.وصرح مرتضى دادخاه اثناء زيارة الى محافظة همدان الجافة لتفقد التقدم ان "محافظة همدان هي واحدة من انجح محافظاتنا من حيث تطبيق القرارات".ومع تركز اهتمام العالم على الازمة النووية، بدأ احمدي نجاد زيارة هذه المحافظات مرة اخرى لمتابعة تطبيق وعودة قبل الانتخابات البرلمانية الحاسمة التي ستجري في 14 اذار/مارس.
ووعد احمدي نجاد سكان هلمند ببناء مشاريع بينها مصعنان كبيران للبتروكيميائيات ومسبك للفولاذ ومدرسة للتدريب المهني.وصرح ماسوميه بيهرافان مدرس الكمبيوتر في مدرسة مهنية في رازان شمال مدينة همدان عاصمة المحافظة "لقد ابلغونا ان الرئيس وضع حجر الاساس للمركز خلال زيارته للمحافظة".واضاف "انا سعيد بما فعله (الرئيس الايراني) واذا ما رشح نفسه مرة اخرى فساصوت له".
واضحت زيارات احمدي نجاد الى المحافظات اهم مزايا ولايته حيث يلقي خلالها خطاباته الحماسية ضد الغرب يختمها بمجموعة من الوعود للسكان.وفي غياب استطلاعات موثوقة للرأي، لا يزال من غير المعروف ما اذا كانت حملة احمدي نجاد المرهقة في المحافظات ستضمن له النجاح في الانتخابات البرلمانية وتساعد في اعادة انتخابه رئيسا عام 2009.
وكان انصار احمدي نجاد خسروا في الانتخابات المحلية التي جرت العام الماضي ومن المستحيل التكهن بما اذا كان الحضور (الكاريزما) الذي يتمتع به احمدي نجاد سيضمن انتخابه لمدة اربع سنوات اخرى.
الا ان الناقدين الاقتصاديين للرئيس انتقدوا الجولات في المحافظات وقالوا انها تزيد من التضخم في الجمهورية الاسلامية لانها تغرق الاقتصاد بالسيولة الاضافية اللازمة لتمويل مشاريع محلية.وطبقًا للبنك المركزي الايراني فقد ارتفعت نسبة التضخم الى15.8 في المئة في ايلول/سبتمبر مقارنة مع8.9 في المئة العام الماضي. ويقدر بعض الاقتصاديين المستقلين الرقم باكثر من 20 في المئة.وشهدت اسعار المواد الغذائية الرئيسية ارتفاعًا كبيرًا في الاسعار مما اضر بالفقراء خاصة في المحافظة التي وعد احمدي نجاد بمساعدتها.
وقال المحلل الاقتصادي سعيد ليلاز ان "الفقراء هم الذين يتعرضون لمعظم الضغوط".واضاف "وكل هذا سببه التناقضات الداخلية في السياسات الاقتصادية ونقص التخطيط والاتجاهات الشعبوية وعدم اخذ المستقبل في الاعتبار".ودافع دادخاه مساعد نائب الرئيس الايراني للشؤون التنفيذية علي سعيدلو، عن الانفاق الحكومية وقال ان ايا من الاموال لم تأتِ من الرئاسة، ولكن من الأموال المتوفرة المخصصة للمحافظات واموال الوزارة وقروض بالعملة الايرانية والاجنبية.وأضاف "لا يمكن للحكومة ان تنفق الاموال دون موافقة البرلمان. خلال هذه الزيارات في المحافظات، نحن نحسن فعالية الموارد الموجودة لدينا فعلاً".
ومن بين أكثر قرارات احمدي نجاد اثارة للجدل قراره دمج مؤسسة التخطيط الاقتصادي الايرانية في الحكومة من اجل زيادة السيطرة على الانفاق المحلي.وقال محمد جواد هاغشيناز مدير صحيفة "اعتماد مللي" الاصلاحية "ان ما فعله يخالف اساسيات التخطيط".وقال ان قرار حل مؤسسة الادارة والتخطيط اعاد التخطيط الى زمن الملوك الذين حكموا إيران حتى عام 1925.
واضاف ان تخطيط احمدي نجاد يستند على التخطيط المركزي ويعتمد على مجموعة من المستشارين".وتابع "في البداية، كانت زيارته للمحافظات مثيرة واستقطبت اهتمام الناس. ولكن ومع مرور الوقت وخاصة مع عدم تحقيق النجاح، قلت جاذبية هذه الزيارات".