خلافات أوروبية بشأن مستقبل كوسوفو

الياس توما من براغ :عكس اجتماع رؤساء حكومات تشيكيا وبولونيا والمجر وسلوفاكيا وسلوفينيا اليوم في مدينة اوسترافا التشيكية تباين المواقف بين هذه الدول بشأن الطريقة التي يتوجب التعامل بها مع ملف كوسوفو في حال إعلان الألبان الاستقلال من جانب واحد.

ففيما رأى رئيس الحكومة المجرية فيرنيس غيورتشاني بأنه لا يمكن إيقاف عملية استقلال كوسوفو وان ذلك يجب أن يحدث بمساعدة الاتحاد الأوروبي مشددا على أن الأمر ليس شانا أميركيا حذر رئيس الحكومة السلوفاكي روبرت فيتسو من اختلاف المواقف بين دول الاتحاد مشددا على انه سيكون بالنسبة إلى سلوفاكيا صعبا جدا الاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة في حال إعلانها الاستقلال من دون الاستناد إلى قرارات المنظمات الدولية المعنية في إشارة واضحة إلى الأمم المتحدة.

وقد اعترف رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك بوجود وجهات نظر متبانية بين قيادات دول مجموعة فيشيغراد معترفا بان الاتفاق على مستقبل كوسوفو سيكون المشكلة الأكبر.

وأشار إلى أن الاتفاق قد جرى بين قادة حكومات الدول الخمس على أن استقلال كوسوفو يجب أن يكون عملية منسقة ومدارة وان صربيا يجب أن لا تبقى بعيدة عن ذلك .

كما شدد رؤساء حكومات تشيكيا وبولونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا والمجر على أن مسألة مستقبل كوسوفو يجب أن يحلها الاتحاد الأوروبي مع الأخذ في الاعتبار مطالب صربيا.

وقد تزامن اجتماع رؤساء حكومات جدول مجموعة فيشيغراد بمشاركة رئيس الحكومة السلوفينية باعتبار أن بلاده ستترأس الدورة القادمة للاتحاد الأوروبي مع بدء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أيضا لبحث كيفية تعامل الاتحاد مع ملف كوسوفو بعد أن انتهت اليوم مهلة المئة والعشرين يوما التي منحها مجلس الأمن للصرب والألبان للتوصل إلى اتفاق دون أن ينجحا في ذلك رغم جهود ترويكا المفاوضات التابعة لمجموعة الاتصال الدولية.

ويرى نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوروبية ألكسندر فوندرا أن ملامح إرادة موحدة تتبلور الآن بين دول الاتحاد بالشكل الذي يجعل موقف الاتحاد موحدا إزاء الخطوات اللاحقة وان بروكسل ستعمد إلى الدخول في مفاوضات جدية مع برشينينا وبلغراد .

ونقلت وكالة الأنباء التشيكية عن فوندرا من بروكسل قوله إن الاتحاد الأوروبي سيتوجب عليه مساعدة برشتينا على حل وضعية الإقليم النهائية على المدى المنظور فيما سيدخل الاتحاد في محادثات جدية مع بلغراد وفتح الأفق الأوروبي أمامها بشكل موسع بما في ذلك منحها وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد.

وقد رفض اليوم نائب رئيس الحكومة الصربي ديليتش مقايضة كوسوفو بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مؤكدا أن صربيا لا يمكن لها ابدًا أن تقبل بهذا الحل فيما حذرت موسكو من الخطوات الأحادية الجانب لحل مشكلة كوسوفو.