أزمة السعودية وسوريا: الإعلام الرسمي صامت

بهية مارديني من دمشق: تلاحقت مقالات تهاجم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وعرضه السياسي أمام قيادات فروع الجبهة التقدمية الوطنية الحاكمة في سوريا في الإعلام السعودي على مدى اليومين الماضيين، وسط تكتم الإعلام السوري الرسمي، إلا أن توضيحًا نشر اليوم في صيغة رسالة موجهة الى الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين حملت توقيع الدكتور فؤاد شربجي المدير العام لتلفزيون الدنيا الخاص والمدير السابق للاذاعة والتلفزيون الرسمي ومستشار وزير الاعلام .

وقال شربجي" ان هذا الهجوم على سوريا في شخص الشرع يقوم على اجتزاء حديث الشرع في مؤتمر فروع الجبهة الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي. واضاف لكشف أهمية تأريخ كلمة الشرع أعلم جلالتكم أنه وقبل يوم كامل من كلمة الشرع، أي يوم الاثنين أطل علينا صحافي من كبار الصحافيين السعوديين وهو السيد جمال خاشقجي رئيس تحرير جريدة الوطن"، والسوريون يعرفون أن الخاشقجي شغل مناصب مهمة في سفارة السعودية في لندن وفي واشنطن ويعرف السوريون أن الخاشقجي مقرب جدًا من صناع القرار السعودي في حاشية جلالتكم. وتابع الخاشقجي وعلى شاشة المنار وفي برنامج (بين قوسين) اعلن ما مفاده أن (النظام السوري يعطل الاستحقاق الرئاسي في لبنان، ويخلق الأزمة وراء الأزمة في لبنان، كي يؤجل ويماطل في موضوع المحكمة الدولية) ثم يضيف الخاشقجي أن (أزمة النظام السوري مع العرب ومع المملكة هي أزمته في قضية اغتيال الحريري...)

وهكذا، فإن الخاشقجي لمح بقوة لاتهام سوريا بالتورط في اغتيال الحريري، واستنتج من ذلك أن المحكمة والقصاص هي الحل للبنانوللشعب السوري. وأكد شربجي ان الخاشقجي لم يكتف بذلك بل حاول أن ينسف للمذيعة التي تحاوره الفكرة التي طرحتها حول التقارب المتوقع بين سوريا والسعودية خاصة وأن الحديث عن قمة خماسية يدور في الصحافة والإعلام والنسف جاء على لسان الخاشقجي حاملاً وعدًا ووعيدًا وتهديدًا حيث قال (لا ليس هناك قمة خماسية، وليس هناك تقارب مع سوريا، وخلال اليوميين التاليين سترين في أي مأزق سيحشر النظام السوري...)

وقال شربجي" ان الاجتزاء الذي تناول حديث الشرع طال ما قاله عن المملكة السعودية ، وأثناء تحليله لما يشاع عن مشاريع تستهدف وحدة العراق وتهدف لتقسيم العراق قال الشرع "إن العراق أقوى من التقسيم وأن العراقيين يسخرون منا عندما نبالغ بمخاوفنا من التقسيم وأكد أن العرب كلهم والمنطقة برمتها ضد التقسيم وفي تفصيله لذلك أدرج دول المنطقة وموقفها المضاد للتقسيم وذكر أن المملكة السعودية تقف ضد التقسيم على الأقل لأن مناطق النفط ستصبح خارج نفوذ حكمها..... ولأن الحديث تحليل سياسي فإن الشرع كان يفند مخططات التقسيم الصهيونية الأمريكية التي تضع عينها على نفط المنطقة وتبني مشاريع التقسيم بناء على وجود النفط لذلك كان للنفط مكانه في التحليل ولم يكن في سياق التحليل أي إشارة إلى النيل من المملكة لكيان سياسي وكدولة.... ولكن الخاشقجي وفي افتتاحية نشرها في جريدة الوطن وبناء على الاجتزاء اعتبر أن ماقاله الشرع يطال المملكة ، وبناء على هذا الاتهام المبني على الافتراء راح الخاشقجي يبشر سوريا بمصير العراق متهمًا سوريا بشمولية الحكم الطائشة. ( الحكم كله و ليس الشرع فقط) ".

وشدد شربجي "يا جلالة الملك إن الشعب السوري بات يحس أنه مع ورود أي جملة أو عبارة في حديث سياسي، أو في مقال تحليلي يقيم الدنيا في الإعلام السعودي، وكأن ما جرى هو هجوم نووي على المقدسات السعودية... وأضاف نحن نستغرب أن تكون حساسية الإعلام السعودي هشة إلى هذا الحد، واستغرابنا، واستغراب الشعب السوري نابع من قناعة السوريين أن السعودية دولة مركزية وقوية ولا يمكن أن تهتز بسبب جملة أو عبارة يأتي من يحملها مالاً تحتمل".