أخبار

بوتو ورجل العام والسعادة في الصحف البريطانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لندن: في قصة اكتملت لها كل عناصر الاهتمام والاثارة واختلطت فيها السياسي بالديني والعاطفي، استمرت عملية اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانة السابقة وزعيمة المعارضة بنازير بوتو في الهيمنة على اهتمام الصحافة البريطانية في اصداراتها ليوم الاحد.

وقبل نهاية العام بيوم حملت الاعداد الصحفية اطلالة على العام الجديد 2008 ونظرة بانورامية الى 2007 فيما اختارت صنداي تيلغراف الجنرال دافيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق رجل عام 2007.

التناول الصحفي للاغتيال المدوي تطرق الى كل الزوايا والتداعيات الا ان جميع الكتابات اجمعت على ان اغتيال بوتو وضع مستقبل باكستان كبلد في مهب الريح وكما عبرت عنه التايمز " موت الامل لباكستان".

قصة عودة بنظير بوتو الى باكستان من منفاها الاختياري في 18 اكتوبر/ تشرين الاول الماضي امتلئت بالعناصر الدرامية ،حيث ترافق وقتها هدير الجماهير مع وقع الانفجارات وسيل الدماء، في حين جسد مصرعها، الذي جاء بعد نحو شهرين من العودة، ذروة الدراما.

و بخلاف ذلك، فإن الاهتمام الصحفي الكبير يتعدى كونه اهتماما باغتيال مادي وسياسي لزعيمة سياسية فهو يعكس ايضا الاهمية التي كان الغرب يوليها للزعيمة الراحلة، التي كان الكثيرون يعقدون عليها الامل في انقاذ باكستان الحليفة في الحرب على الارهاب من الازمة السياسية الحادة التي شهدتها في الاونة الاخيرة.

كيف ماتت بنازير؟
الجدل المثار حول الكيفية التي توفيت بها بنازير بوتو والخلاف بين رواية الحكومة ورواية عدد من اعضاء حزبها حول اسباب وفاتها كان احد الزوايا التي تطرقت الهيا غالبية الصحف في تغطيتها لعملية الاغيتال.

في هذا الصدد قالت صحيفة الإندبندنت "في تطور درامي يوضح عمق الازمة في باكستان بشأن اغتيال بنظير بوتو عرضت الحكومة الباكستانية يوم امس تشريح جثمانها من اجل انهاء الشكوك التي ثارت حول كيفية موتها".

وقد جاءت هذه الخطوة في اعقاب تشكيك اكثر من طرف من حزبها في الرواية الرسمية التس ساقتها الحكومة حول الكيفية التي قضت بها بوتو والتي اشارت الى ان راسها ارتطم بسقف السيارة نتيجة شدة الانفجار الذي استهدفها.

ويشير مراسل الصحيفة في كراتشي ان هذه الشكوك لها ما يبررها حيث يورد ان الاطباء في المستشفى التي نقلت اليه فور وقوع الحادث قالوا انها اصيبت برصاصتين، الا ان بعضهم قال فيما بعد ان سبب الموت هو اصابتها بشظايا ناتجة من الانفجار.

ويقول المراسل ان راوية الحكومة التي تلت ذلك بما تضمنته من تسجيل مكالمة لاعضاء في القاعدة يراها انصار بوتو محاولة من الحكومة لنفي اي مسؤولية عنها في عملية الاغتيال.

الا ان الصحيفة لا تلمح الى اتهام الحكومة بالاغتيال بقدر ما ترجح ان القاعدة والمتشددين الاسلاميين هم الجهة التي استهدفتها حين تشير الى " بوتو وعدت في حال انتخبت رئيسة للوزراء في باكستان فانها سوف تسمح لقوات الناتو بضرب القاعدة وحلفائها من القبائل في المناطق الحدودية".

وتقول الصحيفة ان هذا جعلها بوضوح هدفا للمتطرفين.

وفي مقال تحليلي للصحفية فرزانا شيخ في نفس الصحيفة تكشف فرزانا عن الاثار المدوية لاغتيال بوتو على الواقع السياسي في باكستان وتحديدا على نظام مشرف الذي ترى انه عليه الاستقالة من اجل انقاذ باكستان.

وتشير الكاتبة الى ان اسم مشرف ارتبط بعملية الاغتيال على اكثر من صعيد من بينها عدم توفير الحماية الكافية لبوتو وتشير الكاتبة الى ان بنازير اوضحت في رسالة كتبتها في اكتوبر الماضي الى الصحفي الأميركي مارك سيجل انها "تعد مشرف مسؤولا"في حال حدوث مكروه لها عقب عودتها الى البلاد.

الابن الوريث
وفيما عبر اكثر من رأي عن ان موت بنازير سيمثل نهاية للدور السياسي الذي لعبته عائلة بوتو في باكستان وذلك باعتبارها الاسطورة التي خلفت والدها اليساسي البارز ذو الفقار علي بوتو الذي اعدم عام 1977 فيما لقي شقيقها مرتضى الذي دخل الحلبة السياسية في ملابسات غامضة في مطلع التسعينييات.

الا ان صنداي تايمز اشارت الى بيلاوال ابن بنازير والبالغ من العمر 19 عاما باعتباره الاكثر تأهيلا لوراثة الارث السياسي للعائلة المنكوبة.

وتقول الصحيفة ان بيلاوال من االمتوقع ان يلعب دورا قياديا في الحملة الانتخابية لحزب الشعب المعارض الذي كانت تقوده والدته وذلك وصولا للنتخابات التي ستعقد في الثامن من يناير/ كانون الثاني المقبل.

رجل العام
وبعيدا عن الاغيتال المدوي اختارت صنداي تليغراف دافيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق، من بين عدد من الشخصيات العامة، رجل عام 2007 لما استطاع ان يحققه من خفض لمعدلات العنف في العراق.

وجاءت تغطية الصحيفة تحت عنوان " رجل استثنائي يحمل رسالة من الامل". وقالت الصحيفة ان بتريوس كان وراء عملية زيادة عدد القوات الأميركية خلال الشهور العشرة الاخيرة والتي نظر اليها باعتبارها المحاولة الاخيرة في التغلب على العنف الدامي في العراق.

وتشير الى " انه استطاع انجاز ما خشي الكثيرون ان يكون مستحيلا".

وتعدد الصحيفة الانجازات فالقتل الطائفي في تراجع والقاعدة في هروب والمليوني عراقي الذين غادروا البلاد بداوا في الرجوع للعراق.

كيف تكون سعيدا
وفي مقال يحمل قدرا من التفاؤل تقول كاتبته الدكتورة سيلسيا دو فيلسيه انها كل عام تقوم باعداد قائمة بالاشياء التي يجب ان تقوم بها لتفشل بعد ذلك في الوفاء بما ارادت الالتزام به.

وتضيف انها قررت شيئا مختلفا هذا العام الا وهو ان تركز على الاشياء الايجابية التي قامت بها وليس العكس.

وتسوق الكاتبة راي عالم النفس مارت سيليجمان والذي يقترح ان نقوم باتخاذ قرارات تأسيسا على الانجازات الايجابية التي تضيف الى قوتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف