كوسوفو تتجه نحو الاستقلال وبلغراد تحاول منعها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كوسوفو بين حق تقرير المصير وحق السيادة بلغراد: اعتبرت صحف بلغراد وبريشتينا اليوم ان اقليم كوسوفو يتجه نحو الاستقلال، غداة عرض وسيط الامم المتحدة مارتي اهتيساري خطته للوضع الجديد في الاقليم الصربي الذي تسكنه غالبية من الالبان. وعنونت صحيفة "بوليتيكا" النافذة صفحتها الاولى "الاستقلال كامن في تفاصيل" خطة اهتيساري لوضع كوسوفو. وبالرغم من الغموض المخيم على بعض نقاط اقتراحات الوسيط الدولي، الا ان معظم الصحف رأت فيها خطوة اولى نحو استقلال الاقليم عن صربيا.
وعنونت صحيفة بليك "صربيا ترفض خطة اهتيساري" في اشارة الى ردود فعل القادة الصرب الذين طعنوا في الخطة معتبرين انها مدخل الى استقلال "غير مقبول" على حد تعبير الرئيس الصربي بوريس تاديتش. وتابعت الصحيفة "ما تنص عليه الوثيقة المعروضة في الواقع هو استقلال كوسوفو".
وعنونت صحيفة "كورير" "وداعا كوسوفو". الا ان صحيفة "فيشيرني نوفوستي" قالت ان الخطة لا تذكر "الاستقلال ولا السيادة" مذكرة بالمشاورات الجديدة التي من المقرر اجراؤها. واكدت صحيفة "برس" في عنوانها "لن نتخلى" عن كوسوفو.
وفي بريشتينا عنونت صحيفتا "اكسبرس" و"لايم" "تهانينا" و"حظا سعيدا". ونشرت جميع الصحف الصادرة بالالبانية نص خطة اهتيساري في صفحاتها الداخلية. ورأت صحيفة "كوها ديتوري" ان كوسوفو "حصل على رزمة استقلال لا تتضمن كلمة استقلال". وتابعت "لا يمكن لفقرات (الخطة) ان تحول دون نشوب نزاع بين الالبان والصرب. لذلك من المهم ان تمسك الاسرة الدولية بالفرامل حتى يتحقق تدريجيا الاستقلال المرجو منذ فترة طويلة".
بلغراد
في المقابل بدا القادة الصرب يبحثون سريعا عن استراتيجية جديدة لتاخير استقلال كوسوفو الذي بات قادة الاقليم وسكانه يعتبرون انه ات لا محالة. وبالرغم من غياب كلمة "استقلال" من الخطة التي عرضها وسيط الامم المتحدة مارتي اهتيساري امس الجمعة على بلغراد وبريشتينا، الا ان القادة الصرب والالبان يجمعون على ان اقتراحاته ستقود حكما الى انفصال الاقليم عن صربيا.
ورفضت بلغراد استقلال كوسوفو معتبرة انه "غير مقبول" وهي تواجه الان مهمة صعبة تقضي بمنع انشقاق الاقليم الذي يعتبر مهدها الثقافي والذي تديره الامم المتحدة منذ العام 1999.
وبما ان صربيا لم تشكل بعد برلمانا وحكومة جديدين اثر الانتخابات التشريعية التي جرت في 21 كانون الثاني/يناير، دعا الرئيس بوريس تاديتش قادة جميع الاحزاب التي ستمثل في البرلمان المقبل الى اجتماع الاثنين لمناقشة خطة اهتيساري. وقال تاديتش ان هذا الاجتماع سيتيح "الاتفاق على الاجراءات الواجب اعتمادها للدفاع عن مصالح الجمهورية الصربية في ما يتعلق بمستقبل وضع كوسوفو". كما سيقرر الاجتماع ما اذا كانت بلغراد ستواصل المفاوضات التي يأمل اهتيساري في استئنافها في 13 شباط/فبراير في فيينا.
من جهتهم، اعلن قادة كوسوفو عزمهم على المشاركة في اجتماع فيينا، وهم واثقون من ان خطة الوسيط الدولي ستقودهم الى الاستقلال. غير انهم يعتبرون ان الاولوية تقضي باقناع سكان الاقليم بان الاستقلال الذي يطالبون به تاخر فحسب. وقال رئيس وزراء كوسوفو اغيم تشيكو "ان مستقبل كوسوفو بات اكثر وضوحا من خلال هذه الخطة. وهي تصف كوسوفو على انه بلد مستقل ذو سيادة".
ورأى فيتون سوروي العضو في فريق مفاوضي الاقليم انه "يعود الان الى كوسوفو والاسرة الدولية ان تعطي (خطة اهتيساري) اسمها الحقيقي في الاشهر المقبلة". وتنص خطة اهتيساري على امتلاك كوسوفو كل رموز الدولة الرئيسية من دستور ونشيد وطني وعلم، مع بقائه لفترة غير محددة تحت وصاية بعثة دولية بقيادة الاتحاد الاوروبي.
غير ان الخطة تلزم كوسوفو بضمان حكم ذاتي واسع النطاق للصرب الذين اختاروا البقاء فيه بعد انتهاء النزاع بين القوات الصربية والانفصاليين الالبان في 1998-1999، وعددهم يقارب مئة الف ما يمثل 5% من السكان. ورأى المحلل دوسان يانيتش ان بلغراد لا تملك "هامش مناورة كبيرا"، مشيرا الى ان "اهتيساري لعب ورقة الاستقلال في حين ان الظروف غير مؤاتية تماما لهذا الحل" في اشارة الى معارضة روسيا التي هددت بنقض اي حل تعتبره بلغراد غير مقبول.
وقال يانيتش "يمكن لبلغراد تقديم ملاحظاتها وربما بدء محادثات حول مواضيع غير مدرجة في الخطة". واضاف مشددا "يجدر ببلغراد الشروع في شكل من اشكال التعاون مع البان كوسوفو ومنظمة حلف شمال الاطلسي وواشنطن وبروكسل وروسيا بدل التشبث بموقفها".
من جهته اعتبر رجل القانون فوين ديميتريفيتش ان السلطات الصربية ستكون خطئة اذا "سعت للحفاظ على ما فقده (الرئيس اليوغوسلافي السابق) سلوبودان ميلوشيفيتش عام 1999". وتابع "اننا ندفع اليوم فاتورة ميلوشيفيتش" موضحا ان خطة اهتيساري "تصف عمليا الوضع الحالي في الاقليم".
ورأى المحلل ميلان نيكوليتش في تصريحات لصحيفة "غلاس يافنوستي" ان على المسؤولين السياسيين في بلغراد ان يسرعوا في تشكيل حكومة جديدة. وقال "على الحكومة ان تفاوض وتسعى للحصول على اقصى ما يمكن في كوسوفو. والنقطة الرئيسية ستكون معرفة ما اذا كنا سنتخلى عن كوسوفو بتعويضات او بدونها".