اقتطاع اراض لبنانية ..وقلق اسرائيلي من عبوات زرعت على الحدود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ايلاف من بيروت -وكالات : في تطور، هو الاول من نوعه منذ نهاية حرب تموز /يوليو وبدء تنفيذ القرار الدولي 1701 وانتشار قوات "يونيفيل" المعززة في جنوب لبنان، أعلن الجيش الاسرائيلي انه عثر على عبوات ناسفة قرب السياج الحدودي بين اسرائيل، معلنا انه يشتبه في أن مقاتلي "حزب الله مسؤولون" زرعوا هذه المتفجرات.وفي المقابل سجلت امس خروقات متعددة من الجانب الاسرائيلي اذ توغلت قوةَ مشاةٍ اسرائيليةً بعمقِ عشرينَ متراً داخلَ الاراضي اللبنانيةِ المحاذيةِ للحدودِ قُبالةَ بلدةِ مروحين ترافقها ثلاثُ سياراتٍ عسكريةٍ اسرائيليةٍ من طرازِ هامفي ولم يسجل اي تدخل لقوات اليونيفل التي قال سكان المنطقة انهم اكتفوا بالمراقبة.
الحرق الثاني تمثل في بلدة عيترون والتي تشهد حاليا تعديل للحدود من قبل القوات الدولية ما ادى الى اقتطاع اراض تابعة لمزارعين لبنانيين منعوا امس من الدخول الى اراضيهم. من جهتها أعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه في بيان لها "انه وأثناء قيام العدو الإسرائيلي بإطلاق النار داخل الاراضي المحتلة، تجاوزت قذيفة نوع "إينرغا" الحدود اللبنانية مسافة 30 متراً وسقطت جنوب بلدة مارون الراس، ولم تتسبب بأية أضرار، والموضوع قيد المتابعة مع الجهات الدولية المختصة. "كما سجل امس تحليق مكثف وعلى علو منخفض للطائرات الحربية الاسرائيلية فوق مدينة بنت جبيل حيث قامت بشن غارات وهمية.
من جهتها نقلت وكالة "رويترز" عن مصار اسرائيلية ان الدوريات الاسرائيلية كانت في ما يبدو هدف العبوات الاربع التي تم اكتشافها وتفجيرها، بمعرفة خبراء الجيش داخل الاراضي الاسرائيلية الواقعة بين منطقة أبيبيم الحدودية وقرية مارون الراس اللبنانية. ونسبت الوكالة الى الجنرال جاي هازوت ضابط العمليات في القيادة الشمالية الاسرائيلية قوله: "نفترض أن الارهابيين من حزب الله فعلوا ذلك... ونفترض أنهم فعلوا ذلك (ليل السبت). لم نر هذه العبوات الناسفة من قبل." وأضاف أن هذه المتفجرات هي الاولى من نوعها التي يعثر عليها الجيش الاسرائيلي في المنطقة منذ حرب الصيف الماضي والتي استمرت 34 يوما.
وأوضحت تقارير إسرائيلية أن العبوات اكتشفت على بعد ستين متراً شمالي السياج الحدودي في جيب يقع في الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن القوة العسكرية عاينت جسماً مشبوهاً بالقرب من السياج، ولدى إطلاق النار باتجاهه حصل انفجار في المكان، وتبيّن لاحقاً أن الأمر يتعلق بأربع عبوات ناسفة مُوِّهت على شكل صخور، زنة الواحدة منها 15 كيلوغراماً، وهي ذات قوة تفجيرية كبيرة ومن النوع الذي يؤدي إلى دائرة تشظٍّ واسعة جداً.وقدر الجيش الإسرائيلي أن تكون العبوات قد زرعت في المكان حديثاً، أي بعد حرب تموز، وأن حزب الله زرعها مستغلاً الضباب والأمطار في الأيام الأخيرة.
ولم تستبعد مصادر عسكرية إسرائيلية أن يكون رعاة ماعز يعملون لمصلحة حزب الله هم من زرع العبوات. كما رجحت أن تكون الغاية من ورائها تنفيذ عملية تستهدف قتل أو خطف جنود في إحدى دوريات الجيش الجوالة على طول الحدود، مقدرة أن إسرائيل لم تكن تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي إذا ما حصل ذلك، واصفة الحدث بأنه مهم ويتطلب الرد عليه بشدة لمنع حصول تدهور آخر.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن ضابط في قيادة المنطقة الشمالية قوله إن "الجيش منتشر بشكل جيد (على الحدود) سواء من حيث القوة البشرية أو الوسائل التكنولوجية"، مستدركاً في معرض شرحه ما حدث بالقول: "لا شك في أن الضباب والجو الماطر ساعدا المخربين على الاقتراب من الحدود وزرع العبوات".
وأضاف الضابط: "نحن لا نستبعد إمكان أن تكون شبكة العبوات التي زرعها مخربو حزب الله تستهدف القيام بعملية خطف. ونحن نأخذ في الحسبان احتمال وجود عبوات إضافية في المنطقة. ويمكن أن يكون حزب الله يهدف إلى تنفيذ عملية كبيرة جداً مثلما حصل عندما خطف الجنديين في 12 تموز الماضي".
وفيما تقدم الجيش الإسرائيلي بشكوى رسمية عن الحادث إلى قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في لبنان، وجه مسؤولون فيه إصبع الاتهام إلى الحكومة اللبنانية "المسؤولة عن البنى التحتية لحزب الله على خط الحدود، التي يُفترض بقواتها تمشيط المنطقة من أجل إجهاض أي تهديد محتمل" للحزب. كما انتقد هؤلاء أداء قوات اليونيفيل، مشيرين إلى أن "بإمكانهم القيام بأكثر مما قاموا به حتى الآن بشأن محاولاتهم إبعاد رجال حزب الله، الذين يتجولون بثياب مدنية على السياج الحدودي".
واحتل اكتشاف العبوات صدارة الحدث الإعلامي في إسرائيل، وانعكس ذلك في الاهتمام البارز الذي أولته إياه وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تناوبت على تغطيته والتعليق عليه وتحليله في مقدمة نشراتها الإخبارية. وأجمع المعلقون على خطورة الأمر، لكونه يمثل انتهاكاً فاضحاً للقرار 1701 ويشير إلى عودة حزب الله إلى الخط الحدودي، وهو ما يعني تقويضاً "لإنجازات الحرب".
وفيما رأى بعض المعلقين في زرع العبوات رسالة من حزب الله إلى قوات الطوارئ على خلفية منعها قرويين لبنانيين من التوجه إلى أراضيهم المحاذية للحدود، مفادها أن الحزب قادر على إفشال مهماتها إن هي أظهرت حرصاً مبالغاً فيه في تنفيذها، رأى آخرون أن ما حصل يندرج ضمن سياق محاولة حزب الله "تسخين" الحدود مع إسرائيل، تمهيداً لعودته إليها. ويرى هؤلاء أن خطوة زرع العبوات هي حلقة في سلسلة نشاطات يقوم بها حزب الله، كزرع أعلامه أخيراً على الحدود، تهدف إلى خلق مناخ للتكيف التدريجي مع فكرة إعادة انتشاره على الخط الحدودي.
ويبدو أن العثور على العبوات كشف عن نقاش داخلي في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في دور قوات اليونيفيل وجدوى انتشارها، الذي اعتبر أحد إنجازات الحرب، في جنوب لبنان. ونقل المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن ضابط رفيع المستوى في جيش الاحتلال قوله إن وجود قوات الطوارئ في جنوب لبنان قد يسهم في حماية الحدود الإسرائيلية مع لبنان، إلا أنه، في المقابل، يشكل عقبة أمام الجيش الإسرائيلي إذا قرر المبادرة إلى رد فعل عسكري ضد المقاومة، لأنه يفرض قيوداً من الحذر على تحرك القوات خشية تعرض اليونيفيل لإصابات عن طريق الخطأ.
وفيما تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مخاوف انتابت سكان مستوطنة أفيفيم من إمكان عودة حزب الله للانتشار على الحدود، عمد جيش الاحتلال إلى إصدار تعليمات يشدد فيها على تفعيل أوامر كانت قد أعطيت بعد الحرب للقوات المنتشرة على خط الحدود تقضي بإطلاق النار على أية حركة مشبوهة في الجانب اللبناني، وتفوّض إلى أي ضابط إعطاء أمر فتح النار. كما أعطيت توجيهات للمزارعين من سكان المستوطنات الحدودية بتوخي الحذر والتبليغ عن أي تحرك مشبوه.