أخبار

لقاء مكة اليوم :عزم على الاتفاق وعواقب وخيمة للفشل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اجتماع بين الملك عبدالله ومشعل وعباس قبيل القمة
لقاء مكة اليوم :عزم على الاتفاق وعواقب وخيمة للفشل


إيلاف -وكالات :يبدأ اليوم في قصر الضيافة الملكي في مكة لقاء ين حركتي فتح وحماس بهدف التوصل إلى وقف الاقتتال وإعلان حكومة الوحدة الوطنية. وأعلن قادة كل من فتح وحماس أن لقاء الفرصة الأخيرة في مكة لا يسمح بالفشل لأن عواقب ذلك وخيمة وسيدفع الجميع ثمنها. وأفاد مصدر دبلوماسي فلسطيني بأن الملك عبد الله وولي عهده الأمير سلطان سيلتقيان عباس ورئيس المكتب السياسي لـحماس خالد مشعل قبل بدء اجتماعاتهما مساء اليوم وبعد ذلك سينتقل الوفدان إلى قصر الضيافة حيث سيتناقشان في أمر حل الخلافات الميدانية وما تبقى من خلافات حول تشكيل حكومة الوحدة. وقبل ساعات من افتتاح القمة قال الرئيسي الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع صحيفة الاخبار اللبنانية ان الفشل في التوصل الى اتفاق يعني حربا اهلية وقال "انني معني بشكل كبير في التوصّل إلى اتفاق شامل مع حركة حماس. أتمنى ألا يفشل الحوار هذه المرة، لأن فشله يعني تفاقم الأوضاع الداخلية واشتعال الحرب الأهلية".وأضاف أبو مازن للصحيفة نفسها" أتمنى ألا يفشل الحوار هذه المرة، لأن فشله يعني تفاقم الأوضاع الداخلية واشتعال الحرب الأهلية، وهذا عار على حماس وفتح أن تسبّبا زيادة الألم والأوجاع للشعب الفلسطيني، فالمستفيد من الاقتتال هو أعداء الشعب وليس فينا رابح واحد".ووصف عباس خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أول من أمس بأنه "خطاب حكيم ومتزن، متمنياً أن يكون نَفسُ مشعل في الخطاب نَفسِه في الحوار.

وأضاف عباس أن "كلمة الفشل ممنوعة، علينا أن نُفرح شعبنا في قطاع غزة بأننا اتفقنا وأننا جميعاً نريد مصلحته ونخاف عليها ونعمل من أجله ومن أجل كل الشعب الفلسطيني أينما وجد ،الكل هنا مطالب بإنجاح الحوار والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الحقيقية بعيداً عن الشعارات الرنانة والهتافاتrdquo;. وطالب الطرفين بوقف التحريض الإعلامي والتزام التهدئة الداخلية المعلنة ldquo;لتجنيب القضية الفلسطينية أكبر خسارة في تاريخها".

وفي حال فشل الحوار فان عباس سيلجأ الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة و اعتبر نبيل عمرو المستشار الاعلامي للرئيس عباس الحوار الوطني في السعودية لقاء الفرصة الاخيرة الممكنة للتوصل الى حكومة وحدة وطنية .واشار الى ان البديل لنجاح لقاء مكة سيكون الذهاب مباشرة الى انتخابات مبكرة , وعندها ستكون حجة رفض اي طرف للانتخابات ضعيفة ومرفوضة.واضاف عمرو " ان لقاء مكة يعتبر لقاء الفرصة الاخيرة التي يتعين على الجميع استغلالها للعودة الى الوطن باتفاق يضع حدا للوضع الفلسطيني المزري خلال العام الماضي ".وتابع نحن ذاهبون الى مكة وفي نيتنا الاتفاق مع اخوتنا في حماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية تملك مؤهل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني واعادة القضية الفلسطينية الى موقعها على الخريطة العالمية انننا نتطلع الى وقف الاشتباكات الجديدة في غزة واراقة الدماء غير المبررة تحت اي سبب او ظرف ".

وكانت الحكومة السعودية، في اجتماعها الأسبوعي أمس قد اكدت أن اللقاء الفلسطيني سيتم "بمنأى عن أي تدخل من أي طرف آخر". وأفاد مصدر دبلوماسي فلسطيني بأن الملك عبد الله وولي عهده الأمير سلطان سيلتقيان عباس ورئيس المكتب السياسي لـحماس خالد مشعل قبل بدء اجتماعاتهما مساء اليوم.وقد رحب وزير الثقافة والاعلام امس خلال اجتماع الحكومة الاسبوعي باستجابة الفلسطينيين للنداء الذي وجهه الملك عبد الله معربا عن امل المجلس بان يكون اللقاء تجسيدا لاستقلالية القرار الفلسطيني وقيام القيادات الفلسطينية بمسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني دون سواه.

الفصائل الفلسطينية .وعزم الاتفاق

من جهته قال السفير الفلسطيني في السعودية جمال الشوبكي "ان الوفود ستصل مساء اليوم من دمشق والقاهرة وعمان وستبدأ جلسات الحوار ليلا". واوضح ان "المملكة العربية السعودية جهزت الامكانيات اللازمة لانجاح الحوار" مشددا انه لم "يتم تحديد سقف زمني للحوار وانه سيتواصل حتى يتم الاتفاق بين الجميع".ويتكون وفد حركة حماس من رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وعضو المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق من الخارج , فيما سيمثل الحكومة رئيس الوزرا ء اسماعيل هنية ووزير الخارجية محمود الزهار .بينما يمثل وفد فتح برئاسة الرئيس محمود عباس مستشاره الاعلامي نبيل عمرو ورئيس كتلة فتح في التشريعي عزام الاحمد وعضو المجلس التشريعي محمد دحلان .وصائب عريقات و سمير المشهرواي و ابوماهر حلس و روحي فتوح .

واكدت حركتا حماس وفتح عشية الاجتماع عزمهما على انجاح الحوار بينما ساد هدوء نسبي في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي بعد اشتباكات عنيفة بين الحركتيين اسفرت عن سقوط 63 قتيلا خلال حوالي اسبوعين. وجاء ذلك بعد اتفاق لوقف اطلاق النار ابرم الاحد بين الحركتين. وسيحاول عباس ومشعل في لقائهما تجاوز الخلافات التي منعت تشكيل حكومة وحدة فلسطينية رغم الحوار الذي استمر اشهرا بين حماس وفتح يوتعثر خصوصا امام مسألتي العلاقات مع اسرائيل وتوزيع الحقائب الحكومية. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الذي سيحضر اللقاء، صرح الاثنين "اننا ذاهبون الى البلد الحرام بارادة صادقة لنتوصل الى اتفاق فلسطيني فلسطيني ينهي حالة الاحتقان والأزمة، ويعزز الوحدة الفلسطينية".

واضاف هنية الذي كان يتحدث في بداية الاجتماع الاسبوعي للحكومة "ليس امامنا خيار الا خيار الاتفاق، اذا خلصت النوايا وصدقت العزيمة وغلبنا المصالح العليا فنحن على يقين اننا سنتفق". وعبر عن امله في ان يعود "من مكة المكرمة الى فلسطين المباركة نحمل الى شعبنا بشائر الوحدة، بشائر الوفاق ".من جهته، عبر رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الاحمد الذي سيشارك بوفد فتح للحوار مع حماس عن امله في "التوصل الى اتفاق على اساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية بغض النظر عن شروط الرباعية الدولية". واضاف "يجب ان نتفق لقطع الطريق على اسرائيل التي تقول انه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام".وتابع "نسعى لحكومة فلسطينية تلتزم بقرارات المجالس الوطنية والاتفاقيات الموقعة وعندها نكون قادرين (...) على فك الحصار الدولي السياسي اولا والاقتصادي واخراج القضية الفلسطينية من حالة الجمود التي تواجهها".

وكانت السلطات الاسرائيلية اعادت على معبر الكرامة مساء امس وفد الحكومة الفلسطينية المتجه الى مكة المكرمة بعد ان منعته من مغادرة الاراضي الفلسطينية للمشاركة في لقاء الحوار الوطني وقال ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء" انه وبعد انتظار دام اكثر من 7 ساعات على المعبر فقد رفضت سلطات الاحتلال السماح للوفد المكون منه شخصيا ووزير المالية سمير ابو عيشة من العبور وطلبت منهم العودة الى حيث اتوا ".


رسالة الجالية الفلسطينية ورد الملك


تلقى الملك عبدالله امس رسالة من الفسطينين المقيمين في السعودية جاء فيها "لقد سمعنا عن مبادرتكم الكريمة والطيبة والصادقة والمعبرة عن الإحساس الوطني والقومي والإسلامي العميق تجاه شعبكم الفلسطيني وقضيته المقدسة والمركزية وما آلت إليه الأوضاع من صورة مأساوية وقد جاءت هذه المبادرة أصدق تعبير عما يجيش في صدورنا وصدور أبناء أمتنا العربية والإسلامية.ونحن إذ نثمن هذه المبادرة بدعوة الفرقاء لوقف الاقتتال وحقن دماء الأبرياء في هذا الشهر الحرام ودعوتكم أن يكون مكان اللقاء في المسجد الحرام وفي البلد الحرام أرض مكة الطاهرة ندعوا الله أن يكلل جهودكم وجهود المخلصين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بالنجاح .

ونتمنى الخروج من هذا اللقاء بإتفاق ملزم لوقف الاقتتال وإنهاء جميع المظاهر المسلحة التي ترهب أبناء شعبنا وتشل أعمالهم وتقطع أرزاقهم ليس هذا فقط وإنما الاتفاق أيضاً على تشكيل حكومة وحدة وطنية .

إننا يا خادم الحرمين أبناء الجالية الفلسطينية في المملكة العربية السعودية نؤمن بأن الخلافات مهما كبرت فهي لا تجيز الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد والدم الواحد .كما ندعوهم أن يحترموا دماء الشهداء ويتقوا الله في الشعب الفلسطيني وفي أنفسهم حتى لا يلطخوا تاريخ كفاح هذا الشعب الذي يناضل من أجل تحرير القدس والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال وأن لا سبيل للخروج من هذا المنزلق والمنعطف الخطير إلاّ بالوحدة الوطنية التي تضم كافة أطياف الشعب الفلسطيني."

وقد أجابهم الملك عبدالله " تلقينا رسالتكم ويعلم الله أنني قرأتها مراراً ، وتوقفت طويلاً أمام مكامن الحدث المخيف لما آلت إليه الأمور بين الأشقاء في فلسطين الغالية ، فكان تداعي الأحداث على ساحة أرض الشهداء مفجعاً لكل من يحمل في قلبه هموم أمته العربية والإسلامية ، بل ولكل ذي حسٍ إنساني.

أيها الأخوة والأخوات: لقد كنا ونحن نعلن نداءنا في العاشر من محرم ننطلق من إيماننا المطلق بالله ثم باسلامنا وبعروبتنا ، وندرك أيضاً بأن من ينطلق من تلك الثوابت من أشقائنا في فلسطين ، لا بد أن يستجيب لنداء العقل وصوت الحكمة التي نستقيها جميعاً من أحكام شرعنا الحنيف ، ودوافع عروبتنا التي منها أصطفى الله - جل جلاله - نبيه الهادي الكريم ، وأنزل قرآنه الحكيم بلغة قومه العرب الأقحاح. فكان رداء الإسلام العظيم أكرم ما توشحت به عروبتنا وناجزت وافتخرت.واليوم - أيها الأشقاء - وقد لبى الإخوة قادة الشعب الفلسطيني نداء أخيهم عبدالله بن عبدالعزيز ، ونداء الشعب السعودي ، ملبين الدعوة للحوار ، ومحكمين العقل ، ومرتقين به فوق لغة السلاح ، والعنف ، والقتل ، وقطع الأرزاق. وبذلك تكون المملكة قد قامت بما يمليه عليها واجبها العربي والإسلامي والإنساني ، ويبقى أن يقوم الأخوة القادة الفلسطينيون بدورهم التاريخي عبر حوار نزيه حر ، لا يتدخل فيه أحد ينتهي - إن شاء الله - بالنتيجة المشرفة التي نأملها جميعاً.أيها الإخوة الأشقاء :
تعلمون بأننا وإياكم شركاء في المصير الواحد ، ومن هذه حاله لا يمكن له أن ينعزل عن هموم أمته العربية والإسلامية ، ولا أن يقف صامتاً يرقب نسيج الوحدة الوطنية ينزف دماً ، وتتداعى خيوطه واهنة من جراء اقتتال الإخوة في أرضنا الفلسطينية .. وحاشا لله أن نكون كذلك أو نقبل به.لذلك ومن مكاني هذا آمل أن يسمع الإخوة الأشقاء من الفرقاء ما طالبتموهم به حين قلتم في رسالتكم / على جميع الأطراف مهما طال الزمن في التحاور بينهم ، أن لا يخرجوا من الديار المقدسة إلاّ باتفاق ملزم ، وأن يقسموا بالله وعلى كتابه الكريم ، وفي رحاب بيت الله على إيقاف هذا الاقتتال ، وإيقاف شلال الدم الذي لا يخدم غير أعداء الأمة"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف