دبلوماسيون اوروبيون يسعون الى ايجاد مخرج للازمة الايرانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيينا، موسكو، باريس:ذكر دبلوماسيون ان الدول الاوروبية ستلجأ الى اتصالات غير رسمية مع كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني في مؤتمر حول الامن يعقد في المانيا نهاية الاسبوع الحالي في محاولة لنزع فتيل الازمة حول طموحات ايران النووية. وقال دبلوماسي اوروبي في فيينا حيث مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الهدف هو حمل ايران على "تقديم اقتراحات واقعية يمكن تطبيقها" لاحترام مطالب الامم المتحدة بتعليق تخصيب اليورانيوم.
ووصلت الازمة الى طريق مسدود مع رفض ايران قرار مجلس الامن الدولي الصادر في 23 كانون الاول/ديسمبر الذي فرض عقوبات محدودة لحملها على وقف تخصيب اليورانيوم الذي يستخدم في انتاج الوقود للمفاعلات النووية المدنية وفي انتاج قنابل ذرية كذلك. وعملية التخصيب هي في صلب الاتهامات الاميركية الى ايران باخفاء جهود لتطوير اسلحة نوووية تحت غطاء برنامج مدني لانتاج الكهرباء. وقال دبلوماسي ثان ان سويسرا "تضطلع بدور سري لجعل الامور تتحرك ولايجاد دول تريد التوصل الى ارضية مشتركة مع ايران واستخدام سياسة الجزرة وليس فقط العصا"، في اشارة الى منح ايران امتيازات في حال جمدت تخصيب اليورانيوم.
واوضح دبلوماسيون ان المانيا ستتولى هذه المبادرة خلال المؤتمر حول سياسة الامن الذي يعقد في ميونيخ من الجمعة الى الاحد. لكن بريطانيا وفرنسا شريكتي المانيا في الترويكا الاوروبية التي تفاوضت مع ايران، تتخذان موقيفا اكثر تشددا. فهما تريدان ان تبادر ايران الى وقف تخصيب اليورانيوم على ما افاد الدبلوماسيون. بيد ان رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان قال في مقابلة مع صحيفة "فيننشال تايمز" الثلاثاء ان على الغرب "الجمع بين الحوار والحزم في مقاربتنا (حيال ايران). اعتقد انه يمكن للولايات المتحدة واوروبا القيام بالمزيد في اطار الحوار والاقتراحات".
وقد يفرض مجلس الامن الدولي عقوبات اقسى اذا اشار تقرير يعده المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ويعرضه في وقت لاحق من الشهر الحالي الى ان ايران تستمر في تحدي مجلس الامن خصوصا وان ايران تواصل بناء مصنع تحت الارض في نطنز لتخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي.
وقال الدبلوماسي الاول ان الرسالة في ميوينخ ستكون "واضحة جدا" اذ ان الاوروبيين سيحثون لاريجاني على حمل ايران على "الاتصال مجددا (مع المجتمع الدولي) والا تغرق نفسها اكثر" في هذه القضية.
وعبر لاريجاني الاثنين عن امله في اجراء "محادثات ومفاوضات جيدة" في ميونيخ في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الطالبية (ايسنا). لكن في اشارة الى ان الخروج من الطريق المسدود ليس وشيكا، استبعد اي لقاء مع مسؤولين اميركيين على هامش المؤتمر. وعلى غرار منتدى دافوس الاقتصاددي، يضم مؤتمر ميونيخ قادة دوليين رئيسيين في اجواء تشجع على اتصالات غير رسمية. ويشارك في المؤتمر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الذي قاد مفاوضات الاتحاد مع ايران التي وصلت الى طريق مسدود.
وقال الدبلوماسي الاوروبي "لا اتوقع اختراقات من الاجتماع (مع لاريجاني). لكن امل ان يكون فرصة لجس النبض لا اكثر". وقال دبلوماسي اخر طلب كما الاخرين عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المسألة ان الاساس يبقى بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين ان تبادر ايران الى تعليق تخصيب اليورانيوم. وفي حال تحققت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تعليق تخصيب اليورانيوم سيعمد مجلس الامن عندها على تعليق عقوباته، كما ينص قراره بوضوح. وقال مارك فيتزباتريك الخبير في شؤون عدم انتشار الاسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن ان ايران "ستحاول ايجاد طريقة للافلات من عقوبات اضافية".
واضاف ان "لاريجاني قد يعرض مجددا تعليقا قصيرا اراد اقتراحه في محادثات ايلول/سبتمبر مع سولانا لكنه واجه معارضة من المتشددين في طهران". واكد فيتزباتريك ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "في موقع دفاعي في طهران لذا قد يكون امام لاريجاني هامش مناورة اكبر. لكن ما سيعرضه قد يكون اقل مما ينص عليه قرار مجلس الامن بشأن تعليق (التخصيب) يمكن التحقق منه".
ايران وروسيا تدعوان الى حل سلمي
وقد دعا كل من علي اكبر ولايتي موفد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثناء لقاء جمعهما في موسكو الخميس للبحث في الملف النووي الايراني، الى ضرورة التوصل الى حل سلمي لهذه الازمة. وقال لافروف "نريد التركيز على التوصل الى حل تفاوضي بشان البرنامج النووي"، حسبما نقلت عنه وكالة "انترفاكس" للانباء في مستهل محادثاته مع ولايتي.
وقال لافروف "انني اكيد من انه يمكن التوصل الى حل استنادا الى القانون الدولي من خلال الارادة الطيبة". وقال ولايتي الذي سيلتقي ايضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسكرتير مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف بعد ظهر اليوم الخميس ان ايران ترحب بخطة مقترحة من بوتين، دون توضيح عن اي مبادرة يتحدث.
ونقلت "انترفاكس" عن ولايتي قوله "نعتقد ان الخطوة التي يقوم بها الرئيس الروسي تجاه ايران هي جديرة بالاهتمام وحكيمة ونعتبرها ايجابية جدا وبناءة". واضاف انه قدم جوابا رسميا عن الرسالة التي بعثها بوتين مع ايفانوف اثناء زيارته لطهران في كانون الثاني/يناير. وقال "ان الخطوات التي تتبعها روسيا تحظى بدعم ايران"، بحسب الوكالة.
فرنسا تحذر ايران
وحذر بدوره وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اليوم الخميس ايران من توقع "منطق العقوبات" ضدها في حال اصرت طهران على موقفها الرافض التعاون مع الامم المتحدة بشأن برنامجها النووي. وقال الوزير لاذاعة فرنسا الدولية "فليعلم الايرانيون انه اما ان يتعاونوا او ان يتوقعوا اعتماد منطق العقوبات" ضدهم، مذكرا بان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سينشر تقريره الجديد حول ايران في 21 من الجاري.
وكان القرار الدولي 1737 الصادر ضد ايران في 23 كانون الاول(ديسمبر) فرض عقوبات محددة على ايران بسبب رفضها تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم. وامهل المجلس الجمهورية الاسلامية ستين يوما للامتثال لهذا المطلب تحت طائلة اتخاذ اجراءات جديدة بحقها. واضاف الوزير الفرنسي ان "ايران لا ترغب في العزلة الاقتصادية المفروضة عليها"، مشيرا الى انه "للمرة الاولى منذ زمن طويل يجري نقاش في ايران" حول العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الاسرة الدولية على طهران.
وردا على سؤال حول ضربات اميركية محتملة ضد مواقع نووية ايرانية، قال دوست بلازي ان "الطرق الدبلوماسية هي الحل الوحيد" لتسوية مشكلة الملف النووي الايراني. واضاف ان "اي لجؤ الى القوة يعني الفشل" في تسوية هذا الملف.