تفاؤل حذر من اميركا وكوريا الشمالية بشأن التوصل لاتفاق نووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بكين: انفرجت قليلا يوم الجمعة احتمالات انهاء طموحات كوريا الشمالية النووية حيث بحث المفاوضون خطة تقضي بأن تعلق بيونغ يانغ الانشطة في منشأة نووية كخطوة أولى لتفكيكها. لكن كوريا الشمالية والولايات المتحدة حذرتا من افتراض أن التوصل الى اتفاق نووي أمر مؤكد كما قالت اليابان إنه من المستبعد التوصل الى اتفاق وشيك ولو على خطوة أولى محدودة.
وقال كريستوفر هيل كبير المفاوضين الاميركيين ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية للصحفيين بعد يوم ثان من المحادثات السداسية في العاصمة الصينية بكين "اعتقد أننا متفاهمون بشأن القضايا الجوهرية." لكنه قال إنه لا تزال هناك نقطتان محل خلاف كما أن نقاط الاتفاق السابقة يمكن أن تتحلل. ولم يحدد هيل نقاط الاختلاف. ومضى يقول "تجربتي في هذا هي أن الاشياء التي تظن أنها أغلقت يوم الجمعة تفتح من جديد يوم السبت."
وأبدى كنيتشيرو ساساي كبير المفاوضين اليابانيين في المفاوضات السداسية ملاحظة أكثر تشاؤما عندما قال للصحفيين "لا أظن أن هناك أي فرصة في هذه المرحلة للتوصل الى اتفاق. لكن كلتا الدولتين تبذل جهودا للتوصل الى اتفاق." وقال مصدر دبلوماسي قريب من المحادثات إن مسودة اتفاق صاغتها الصين تقضي بأن كوريا الشمالية "ستوقف وتغلق وتجمد" منشات نووية في محطة يونجيبون في غضون شهرين في مقابل الحصول على معونات للطاقة ومساعدات اقتصادية.
وفي سبتمبر أيلول 2005 اتفق السفراء المشاركون في المفاوضات السداسية على بيان مشترك يحدد الخطوات المطلوب أن تتخذها بيونغ يانغ لتفكيك برنامجها النووي لضمان حصولها على معونات من الوقود ومساعدات اقتصادية ولكي تحظى كذلك بقبول سياسي من قبل الولايات المتحدة عدوتها منذ فترة طويلة. لكن ذلك الاتفاق وضع على الرف بعد أن اتهمت واشنطن كوريا الشمالية في أواخر عام 2005 بغسل أموال حصلت عليها نتيجة تزييف العملة الاميركية وأنشطة تجارية أخرى غير مشروعة. وأثارت الاجراءات الصارمة المترتبة على ذلك ضد بنك في ماكاو غضب بيونغ يانغ.
وقوة الدفع الجديدة في المفاوضات التي تشارك فيها الكوريتان والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا جاءت بعد اجتماع مفاوضين من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في برلين الشهر الماضي. وساعد ذلك الاجتماع في تهدئة التوترات التي ولدتها أول تجربة نووية لبيونجيانج في أكتوبر تشرين الاول الماضي. وأدت هذه الخطوة الى فرض عقوبات أمريكية.
وأبدى السفراء تفاؤلا بأن تكون كوريا الشمالية مستعدة الان لتقييد طموحاتها النووية بعد ثلاثة أعوام من المفاوضات التي ما تلبث أن تتوقف بعد أن تبدأ.
وقال هيل "اعتقد أنه يمكننا أن نبدي تفاؤلا مشوبا بالحذر لكننا لا نريد احصاء الدجاج قبل أن يفقس البيض" محاكيا تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس يوم الخميس.
وقال كبير مفاوضي كوريا الشمالية كيم كيي جوان ان فريقه "قادر على التوصل الى اتفاق حول بعض النقاط" مع واشنطن. وقال للصحفيين "لا تزال هناك خلافات حول مجموعة من القضايا في المحادثات العامة." وأضاف "لا ينبغي لنا احصاء الدجاج قبل أن يفقس البيض كما قال أحدهم." وتتعرض كوريا الشمالية لضغوط لقبول اتفاق حتى من جانب الصين جارتها الشيوعية وداعمها التقليدي منذ فترة طويلة والتي أثار غضبها سياسة حافة الهاوية النووية التي تتبعها كوريا الشمالية.
ولم يكشف دبلوماسيو بيونغ يانغ الكتومين عن الثمن الذي يتقاضونه للموافقة على اغلاق محطة يونجبيون التي تنتج البلوتونيوم الذي يمكن تنقيته لانتاج أسلحة نووية. لكن صحيفة تصدر في طوكيو قريبة من كوريا الشمالية ألمحت الى أن النظام الذي يشعر بالقلق يريد أيضا أن تثبت واشنطن حسن نواياها.
وقالت صحيفة تشوزن سينبو "موقف كوريا الشمالية هو أنها ستتخذ اجراءات مناسبة اذا كان من الممكن أن تظهر الخطوات الاولى أن تخلي الولايات المتحدة عن سياسة عدائية أمر لا يمكن التراجع عنه."وقال هيل إنه بحث مع كيم اليوم قضايا الطاقة والمساعدات الاقتصادية وكذلك مستقبل خطوات تفكيك البرنامج النووي.
وأضاف هيل أن صانعي السياسة في كوريا الشمالية منقسمون فيما يبدو بشأن مسألة قبول تفكيك البرنامج النووي.واستطرد قائلا إنه بينما يرى كثيرون في الدولة الشيوعية المعزولة أن الاسلحة النووية عائق "الا أنني واحسرتاه لا اعتقد أن هذه رؤية جامعة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية" مستخدما الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.