طهران تنفي امداد ميليشيات عراقية بالاسلحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد-فينا: نفت السفارة الايرانية في بغداد بشكل قاطع اليوم اتهامات وجهها مسؤولون اميركيون لطهران بامداد ميليشيات عراقية بالسلاح.وقال دبلوماسي في السفارة الايرانية أن "هذه معلومات خاطئة وغير صحيحة وايران لم تقدم هذه الاسلحة" واضاف ان هذه الاتهامات "شبيهة بتلك التي وجهتها الولايات المتحدة لنظام صدام حسين بامتلاك اسلحة دمار شامل".
وكانت واشنطن اتهمت نظام صدام حسين قبل حرب العراق في 2003 بامتلاك اسحلة دمار شامل وتبين في ما بعد ان هذه الاتهامات خاطئة. وقدم ثلاثة مسؤولين اميركيين، هم عسكريان وعضو في اجهزة الاستخبارات، امس الاحد الى الصحافيين في بغداد صورا وقذائف ايرانية الصنع اكدوا انها دلائل على تدخل ايران في الشؤون الداخلية العراقية. وقال المسؤولون الاميركيون الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم ان قنابل "مدمرة" ايرانية الصنع قتلت 170 من جنود القوات الاميركية وقوات التحالف في العراق منذ حزيران/يونيو 2004.
عرض ايران التفاوض يدعم دعوة البرادعي
على صعيد آخر، قال دبلوماسيون ان عرض ايران التفاوض بشأن برنامجها النووي المثير للجدل يهدف الى تعزيز الدعوة التي وجهها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى "وقف" التصعيد في هذه القضية.وصرح كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني خلال المؤتمر حول الامن في ميونيخ ان ايران مستعدة للعودة الى طاولة المفاوضات، وسط توتر متزايد مع الولايات المتحدة واوروبا حول تخصيب اليورانيوم.
الا ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اكد في طهران ان ايران لن توافق ابدا على طلب الغرب تعليق تخصيب اليورانيوم الذي يسمح بانتاج وقود نووي للمفاعلات النووية المدنية ويستخدم كذلك في صنع قنابل ذرية.
وقال دبلوماسي قريب من الوكالة في فيينا ان "الايرانيين اكدوا باستمرار انهم مستعدون للعودة الى طاولة المفاوضات اذا كان بامكانهم الاحتفاظ باليورانيوم المخصب".
ويؤكد الغرب والولايات المتحدة ان نشاطات ايران لتخصيب اليورانيوم تخفي جهودا لصنع قنبلة ذرية بينما تصر طهران على ان برنامجها لاغراض مدنية.
ورأى دبلوماسي آخر في فيينا ان الايرانيين لن يعلقوا تخصيب اليورانيوم كما تطلب الامم المتحدة "ما لم يكن هناك شكل من اشكال التفاوض".وطلب الدبلوماسيان عدم كشف هويتيهما.
وكان المدير العام للوكالة محمد البرادعي اقترح الشهر الماضي "وقف التصعيد" في المواجهة بعد ان رفضت ايران في كانون الاول/ديسمبر قرارا لمجلس الامن الدولي يفرض عقوبات محدودة لاجبار طهران على وقف تخصيب اليورانيوم.وقال البرادعي ان على ايران في الوقت نفسه ان تعلق تخصيب اليورانيوم وتعلق الامم المتحدة العقوبات.
الا ان هذا الاقتراح غير مقبول من قبل الولايات المتحدة التي تطالب ايران باحترام قرار الامم المتحدة الذي يدعو طهران الى وقف تخصيب اليورانيوم بدون اي شرط قبل كل شىء.وقال دبلوماسي اوروبي في فيينا ان الاوروبيين بقيادة المانيا يقفون في الوسط وهدفهم استخدام اتصالاتهم غير الرسمية مع لاريجاني لدفع ايران الى التقدم "ببعض المقترحات الواقعية والتي يمكن تحقيقها".
وقال لاريجاني بعد لقائه الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الاحد في اول محادثات منذ توقفها في ايلول/سبتمبر الماضي ان "هناك ارادة سياسية لدى الجانبين للتوصل الى حل تفاوضي".واكد دبلوماسي آخر في فيينا ان البرادعي ابقى على بعض الغموض في اقتراحه عمدا "ليترك للاطراف امكانية ان يحددوا ما يريدونه فعلا".
وذكر دبلوماسيون ان الايرانيين مثلا قد يرغبون في تعليق التخصيب حاليا بالامتناع عن وضع مواد في اجهزة الطرد المركزي لكنهم يريدون مواصلة تشغيل الاجهزة فارغة.ورفضت الولايات المتحدة هذا الاقتراح مؤكدة ان الايرانيين يمكن ان يتعلموا تفاصيل عن التخصيب من دوران الاجهزة فارغة او بوضع غاز فيها. وقالت الوكالة في نص غير رسمي سلم الى واشنطن في ايار/مايو الماضي وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان عمليات تخصيب حتى محدودة يمكن ان تساعد ايران في التقدم باتجاه "عملية ناجحة طويلة الامد لتشغيل اجهزة الطرد" تحتاج اليها لانتاج اليورانيوم المخصب.
وقال دبلوماسيون ان هناك مجالا آخر للتفاهم حول ما اذا كانت ايران تستطيع ان تعلق التخصيب لكنها تبقي على التسهيلات مثل منشأة نطنز الكبيرة، على حالها.وتريد الولايات المتحدة ان تفكك ايران هذه التسهيلات بينما لا تصر بعض الدول الاوروبية على ذلك.
ويمكن ان يفرض مجلس الامن الدولي عقوبات اقسى اذا اكد البرادعي في تقريره في نهاية الشهر الجاري ان ايران تواصل تحدي المجلس وخصوصا منذ ان سرعت بناء منشأة تحت الارض في نطنز لليورانيوم المخصب للانتاج الصناعي.