التجارب النووية الفرنسية كانت جريمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: قال مسؤول جزائري اليوم الثلاثاء إن فرنسا يجب ان تعتذر عن التجارب الذرية التي اجرتها في مستعمرتها السابقة الجزائر والتي تمثل جريمة بشعة اضرت بالبشر والبيئة. وقال ابراهيم عباس رئيس دائرة التراث والتاريخ بوزارة المجاهدين إن فرنسا حجبت المعلومات المتعلقة بمكان النفايات النووية التي دفنتها في الصحراء بعد التجارب التي اجرتها في الجزء الجزائري من الصحراء الكبرى.
وأضاف في ندوة علمية بشأن نتائج التجارب النووية الفرنسية في الجزائر إن "الفرنسيين دفنوا نفايات نووية وهذا جريمة. ولكن الجريمة الاكبر هي عدم السماح لنا بالاطلاع على محفوظات السجلات الفرنسية لتحديد مواقع هذه النفايات النووية." واضاف "استخدام الصحراء الجزائرية كأرض للتجارب النووية الفرنسية كان كارثة بسبب آثارها على البيئة وصحة الانسان. ولهذا ينبغي لفرنسا الاعتراف بمسؤوليتها عن هذه الجريمة."
واجرت فرنسا 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية بين عامي 1960 و1966 ونفذ بعضها بموجب اتفاق مع أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال في عام 1962. وقال عباس الذي ذكر ان الندوة علمية وليس لها شأن بالسياسة "فرنسا ارتكبت جرائم بشعة في الجزائر والتجارب النووية من بينها... ينبغي لفرنسا الاعتراف بهذه الجرائم والاعتذار عنها."
وفي باريس قالت وزارة الخارجية الفرنسية انها قضية تتعلق بوزارة الدفاع. وقالت وزارة الدفاع انها ليس لديها تعليق فوري. وقالت الصحف الجزائرية خلال الأيام الاخيرة ان الغبار المشع الذي تخلف عن بعض التجارب تسبب في امراض على نطاق واسع لم يتم توثيقها قط على نحو مناسب. ودعا الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة فرنسا مرارا الى الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبت اثناء استعمار الجزائر للمساعدة في تحسين العلاقات الثنائية.
وطالب باريس بالاعتراف بدورها في مذبحة راح ضحيتها 45 الف جزائري خرجوا الى الشوارع للمطالبة بالاستقلال عندما كانت اوروبا تحتفل بانتصارها على المانيا النازية في عام 1945. وردت السلطات الفرنسية بالدعوة الى "الاحترام المتبادل" والقول ان كتابة التاريخ امر يخص المؤرخين.وتقول الحكومة الجزائرية إن حرب الاستقلال بين عامي 1954 و1962 كلفت البلاد حياة 1.5 مليون شخص. وقتل ايضا كثير من الفرنسيين.
وفي ندوة يوم الثلاثاء قال محمد شنافي (67 عاما) انه كان ضحية لتجربة فرنسية في رغان في الصحراء.وقال "سمعنا الانفجار الذي بدا كزلزال. ما زلت اعاني من الاشعاع ولا سيما في ظهري وساقاي."وقال علي بوعلالي الذي يناهز السبعين انه شاهد احدى التجارب. وقال لرويترز "الانفجار هز كل شيء. اصيب البعض بالعمى. هناك الكثير من المعوقين بسبب الانفجار. وتأثرت الزراعة ايضا."واضاف "نحن نطالب السلطات الفرنسية بتعويض الضحايا وضمان حقوقهم."