أخبار

حشود ضخمة في وسط بيروت في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت، باريس: وصلت قبل ظهر اليوم الاربعاء حشود ضخمة الى الطرق المؤدية الى وسط بيروت وهي تتجه الى ساحة الشهداء للمشاركة في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وسط اجراءات امنية مشددة. وافاد مراسل في المكان ان حشدا بشريا ضخما امتد من منطقة الدورة الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال بيروت حتى ساحة الشهداء في الوسط التجاري للعاصمة حيث سيقام مهرجان خطابي في وقت لاحق.

ووصل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الى المكان وقرأ الفاتحة على ضريح الحريري ومن المتوقع ان يكون من بين خطباء المناسبة مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل. ورفع المشاركون في التجمع الاعلام اللبنانية بشكل اساسي اضافة الى بعض الاعلام الحزبية مثل علمي القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.

وحظر على السيارات والحافلات الاقتراب من الساحة ما اجبر المشاركين على السير كيلومترات عدة للوصول الى ساحة الشهداء. وانتشر الاف الجنود في كافة انحاء العاصمة واقيمت حواجز في عدد من الشوارع لتحديد الطرق التي يتوجب على المشاركين سلوكها ولمنع اي احتكاك خاصة مع انصار المعارضة المعتصمين في وسط العاصمة.

وكان بدأ الاف المشاركين يصلون الى الساحة سيرا على الاقدام مجموعات مجموعات بعد ان فرضت قوى الامن وقف السيارات والحافلات على مسافات لا تقل عن كيلومتر عن مكان التجمع. ويحمل المشاركين الاعلام اللبنانية والحزبية مع لافتات كتب عليها "المحكمة لعيونك" في اشارة الى الاصرار على اقامة المحكمة الدولية و"لبنان بلد لكل اللبنانيين بالتساوي مهما كانت الصعوبات" وهي عبارة لرفيق الحريري. واقيمت منصة للخطباء امام جامع محمد الامين الذي يوجد فيه ضريح رفيق الحريري وجهزت بزجاج واق للرصاص.

وكانت قوى الرابع عشر من اذار عقدت اجتماعا مساء امس واصدرت بيانا "حملت فيه النظام السوري المسؤولية الكاملة" عن عملية التفجير المزدوجة التي وقعت في قرية عين علق شمال شرق بيروت الثلاثاء واستهدفت حافلتين للنقل العام ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 18 اخرين بجروح.

كما اتهم البيان النظام السوري "ليس بالتهويل على لبنان واللبنانيين لافشال احياء ذكرى 14 شباط فحسب بل ايضا بمحاولة "عرقنة" لبنان وتدمير امنه واستقراره تنفيذا لتهديدات هذا النظام باحراقه وبهدف اسقاط المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري".
ودعا البيان "جامعة الدول العربية ومجلس الامن الدولي والمجتمعين الغربي الدولي بتحمل مسؤولياتها لرفع عدوان النظام السوري على لبنان".

وارتفعت حدة التوتر في لبنان قبيل انطلاق تظاهرة اليوم بعد مقتل ثلاثة اشخاص جراء انفجار قنبلتين في حافلتين قرب بلدة بكفيا في المتن في جبل لبنان. اما الرئيس أميل لحود فقد ادان التفجيرين قائلا إنهما "محاولة واضحة لافشال التوصل الى حل سلمي بين اللبنانيين". واضاف "كلما لاحت في الافق امكانية تعزيز الوحدة بين اللبنانيين، يقوم اعداء لبنان بارتكاب جريمة جديدة ضد الابرياء".

ووصف رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري التفجيرين بأنهما "عمل ارهابي جبان" نفذا للتأثير على الاستعدادات لاحياء الذكرى السنوية الثانية لاغتيال والده رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. من جانبه، ندد حسن رحال المتحدث الإعلامي باسم حزب الله بالانفجارين، محذرا من تدخل "قوى خارجية لتعكير صفو لبنان في وقت أوشكت فيه المصالحة الوطنية أن تؤتي ثمارها".
من جهته استغرب وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ "ان يستغل بعض السفراء الاجانب منابر لبنانية لاطلاق مواقف سياسية حامية، بعضها تدخل سافر في الشؤون الداخلية اللبنانية وبعضها الآخر تحريض واقحام للبنان في صراعات دولية وداخلية لا مصلحة للبنان في الدخول اليها".

اضاف "ان التصريح الناري الذي اطلقه سفير الولايات المتحدة في لبنان والذي حرض فيه اطرافا لبنانيين واطلق فيه احكاما وتحليلات متدخلا بذلك في شؤون لبنان الداخلية وبتحقيقات دولية هو امر غير مقبول". وتوجه الى فيلتمان بالقول "الا يعطل ذكرى الرئيس الحريري ويستغلها بسياساته التحريضية وليصفي حسابات دولية انطلاقا من عاصمة لبنان الذي لن يكون منصة لسياسات متعثرة وخائبة ولا ينتج عنها سوى التوتير للوضع في لبنان والمنطقة".
وندد صلوخ "بالحادث الارهابي الذي استهدف منطقة المتن الشمالي" واعتبره "محاولة لزرع الشقاق بين اللبنانيين في لحظة سياسية بدا كأن الامور سائرة نحو الحلحلة والتهدئة".

من جهته حمل النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن على السياسة الأميركية وردّ على السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان متهماً إياه بالتحريض على الفتنة، معتبراً "أن لبنان السيد الحر والمستقل لن يقوم إلا بعد إبعاد الوصاية الأميركية عنه".


وإذ قدم التعازي لأهالي الضحايا الشهداء، سأل: "هل هي مصادفة أن تأتي هذه الجريمة النكراء في اليوم التالي للتصريح المليء بالنفاق الذي أدلى به سفير الولايات المتحدة الأميركية يوم أمس والذي كان واضحاً في اعتماده لغة التحريض والفتنة بين اللبنانيين وكأن هناك امر عمليات لإثارة الفتنة. لقد حاول السفير الأميركي بالأمس أن يبرز بصفة الديبلوماسي الحنون وصاحب القلب الرقيق والعطوف هو وإدارته على لبنان واللبنانيين. لكن يبدو أن سعادته نسي أو تناسى تاريخ لبنان الحديث ودور الإدارات الأميركية المتعاقبة في هذا التاريخ. مَن منا ينسى دين براون ومشروع ترحيل المسيحيين وتقسيم لبنان؟ مَن منا ينسى الاجتياحات الإسرائيلية المتعاقبة في الأعوام 78 و82 و93 و96 و2006 والتغطية الأميركية الواضحة والفاضحة والاستخدام المتكرر للفيتو الأميركي في مجلس الأمن لمنع إدانة إسرائيل وخصوصاً إثر مجزرتي قانا الأولى والثانية؟.

شيراك يشارك في مراسم احياء ذكرى اغتيال الحريري

واعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الاربعاء ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيحضر مراسم احياء الذكرى الثانية لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الاثنين في معهد العالم العربي في باريس. وحدد موعد اقامة هذه المراسم عند الساعة 18:30 (17:30 ت.غ) في 19 شباط/فبراير. وقتل رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 في انفجار ضخم ادى الى مقتل 23 شخصا كحصيلة اجمالية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف