طهران تنفذ الإعدام بأربعة أهوازيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن: نفذت السلطات الايرانية اليوم الاربعاء حكم الإعدام بأربعة اشخاص من أبناء اقليم الأهواز الجنوبي الغربي في سجن كارون شنقا وهم ريسان السواري و قاسم سلامات وعبد الرضا سنواتي وماجد آل بوغبيش وذلك استمرارا للإعدامات السابقة على خلفية التفجيرات التي شهدتها مدينة الأهواز عام 2005.
وتعتقد أوساط المعارضة الأهوازية بأن التسريع في تنفيذ الإعدامات بين الفينة والأخرى يأتي على ضوء الضغوطات التي تتعرض لها الحكومة الايرانية فتحاول إخافة المناطق الحساسة التي تقطنها الشعوب غير الفارسية في ايران وخاصة إقليم الأهواز الذي تقطنه أغلبية عربية قوامها خمسة ملايين نسمة .
وقال حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الذي يدعو الى تطبيق الفدرالية القومية لكافة الشعوب غير الحاكمة والتي تشكل 65% من سكان ايران وهو تحالف مع احزاب اخرى من خلال مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية إن التركيبة السكانية لاقليم الأهواز تتعرض هذه الأيام لتغييرات هائلة حيث تقدم السلطات الايرانية على بناء المزيد من المستوطنات لجلب المستوطنين غير العرب وخاصة من القومية البختيارية وتقول بعض التقارير من المتوقع ان يتم ضخ حوالى مليوني بختياري الى المنطقة وذلك طبقا لخطة يدعمها أحد مندوبي الأهواز في البرلمان باسم زنكنة وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي اللذان ينتميان إلى هذه القومية التي تجاور العرب في اقليم جهار محل بختياري .
وأدان حزب التضامن في بيان الى "إيلاف" بشدة هذه الإجراءات ودعا منظمات حقوق الانسان الدولية والعربية والايرانية الى التنديد بالإعدامات وايقاف الإجراءات التعسفية التي يتعرض لها الشعب العربي الأهوازي والحد من مصادرة الأراضي و بناء المستوطنات والكف عن معاداة العرب في اقليم الأهواز .
وكانت مجموعة كبيرة من المؤسسات الدولية قد أدانت الحاكمات لعدم مطابقتها مع المعايير الدولية للقضاء حيث لم يسمح للمحامين الالتقاء بالمتهمين الا سويعات قبل المحاكمة بعدما كان المتهمون يقبعون في الزنزانات الانفرادية لمدة عام وتعرضوا لمختلف اشكال التعذيب حسب مصادر منظمة حقوق الانسان الأهوازية.
ونفذت هذه الاعدامات على الرغم من مناشدة المؤسسات الدولية الحكومة الإيرانية إلغاء الأحكام الصادرة بحق هؤلاء الأبرياء من نشطاء الحقوق العربية في الأقليم وعلى الرغم من احتجاج منظمات حقوق الانسان الدولية والمحلية على سير المحاكمات السرية المتمثلة في عدم اتصال المتهمين بالمحامين طوال فترة الاعتقال التي استمرت حوالى سنة واعتقال المحامين بتهمة تهديد الأمن القومي نتيجة لمطالبتهم باجراء محاكمة عادلة للمتهمين .
واشار الحزب الى ان النظام الايراني الذي يدعي الاسلام حرمة شهر محرم الحرام يستخدم أبناء الشعب العربي الأهوازي كبش فداء لعرض عضلاته في هذا الوقت بالتحديد حيث يتعرض إلى ضغوط دولية ليثبت من خلال الإعدامات قوته وتماسكه الداخلي ولنشر الرعب بين أبناء الشعب العربي الأهوازي ويبعث من خلال هذا الأسلوب اللا انساني واللاأخلاقي رسالة تهديد الى أبناء سائر الشعوب الذين يشكلون 60% من سكان ايران .
وتأتي هذه الموجة من الإعدامات في أعقاب موجة أخرى تم تنفيذها في الرابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي ما أثار احتجاج المؤسسات الأنسانية الدولية خاصة وأن الضحايا لم يتمتعوا بحقوقهم القانونية في الحضور أمام محكمة مدنية ترعى المعايير الدولية في هذا المجال بل لم تتطابق المحاكمات حتى مع المعايير الايرانية والتي لم ترتق الى المستويات المعمول بها في العالم .
ودعا الحزب بعد استنكاره لهذه الإعدامات الجماعية ضد أبناء الشعب العربي الأهوازي المجتمع الدولي الى منح القضايا الانسانية قدرًا من الاهتمام الذي يوليه للملف النووي ويضع حدا لسياسة البطش والتنكيل ضد الشعب العربي الأهوازي وسائر الشعوب المضطهدة في ايران .