الجبهة الشعبية قد لا تشارك في الحكومة المقبلة

غزة:استبعد مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم مشاركة الجبهة في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المقبلة اذا ما سارت الامور وفق مبدأ المحاصصة بين حركتي (فتح)و(حماس).

وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن الجبهة الشعبية جميل مجدلاوي "ان ما جرى من اتفاق على الاسس السياسية في كتاب تكليف تشكيل الحكومة الجديدة بين (فتح) و(حماس) يعتبر خروجا عن وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني الذي جرى التوصل اليه بين كافة الفصائل. واضاف "ان الجبهة الشعبية ستدعو إلى مناقشة ما توافقت عليه الحركتان في مكة لجعله يقترب اكثر من وثيقة الوفاق الوطني التي وضعها الاسرى الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية".

ونبه المسؤول في الجبهة في حديثه للاذاعة الفلسطينية الى انه "اذا بقيت الامور على ما توصل اليه الاخوة في الحركتين فسيكون من الصعب علينا المشاركة في هذه الحكومة". واكد مجدلاوي "ان كتاب التكليف الذي سلمه الرئيس عباس لرئيس الوزراء اسماعيل هنية يناقض وثيقة الوفاق الوطني التي تعتبر المرجعية الوطنية سواء في احترام الاتفاقيات او في قرار الالتزام بقرارات القمم العربية".

وانتقد مجدلاوي "الحوار الثنائي بين حركتي (فتح) و(حماس) معتبرا "انه يقوم على التفرد والمحاصصة وتهميش القوى الفلسطينية الاخرى. واوضح "نحن لا نعترض من حيث المبدأ على اي مستوى من مستويات الحوار بين اطياف العمل الفلسطيني لكن اعتراضنا على وصول الحركتين (فتح وحماس) إلى نتائج تعتبرانها نهائية في ما يخص البرنامج السياسي للحكومة الجديدة التي يعلنون انها حكومة وحدة وطنية وهي في الواقع تقوم على المحاصصة واقتسام الوزارات".

واضاف "اننا نعتبر ما توصلنا اليه في اطار الحوار الوطني الفلسطيني الشامل استنادا إلى وثيقة الوفاق الوطني يشكل القاسم المشترك السياسي لمجموع القوى الفلسطينية وما جرى في مدينة مكة يناقض هذا الاجماع".

مشاورات لتشكيل حكومة الوحدة

وقد بدأ رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية اليوم مشاوراته لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي يمنحه القانون الفلسطيني ثلاثة اسابيع لتشكيلها يضاف اليها اسبوعان اخران.

يبدأ اسماعيل هنية رئيس الوزراء المكلف اليوم لقاءاته مع الكتل البرلمانية والشخصيات المستقلة في بداية مشاوراته الرسمية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا لاتفاق مكة المكرمة.وقال مصدر مطلع في مكتب رئيس الوزراء ان المشاورات الرسمية "ستبدأ اليوم السبت بلقاء مع اللجنة المشتركة لحركتي فتح وحماس والكتل البرلمانية لمناقشة المسائل المتعلقة بالمشاركة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وفقا لاتفاق مكة المكرمة".

واضاف ان الحديث سيجري حول الوزارات التي ستشغلها الكتل البرلمانية بما فيها حركة فتح كما سيلتقي ايضا رئيس الوزراء مع عدد من الشخصيات المستقلة والوطنية.واكد فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لفرانس برس ان المشاورات تبدأ مساء اليوم السبت، موضحا ان الحركة تجري مشاورات داخلية على مستوى الداخل والخارج لاختيار مرشحيها للوزارات التسع. واوضح ان الصورة النهائية لاختيار مرشحي الحركة للوزارات جاهزة قريبا لتقديمهم في الوقت المناسب للاخ رئيس الوزراء المكلف".

من جانبه قال ماهر مقداد المتحدث باسم حركة فتح "سنلتقي مع رئيس الوزراء لكن لم يحدد موعدًا لهذا اللقاء الذي سيتركز على تشكيل حكومة الوحدة وإنجاز اسماء الوزراء".واضاف ان فتح تجري مشاورات داخلية بشأن الوزارات التي ستتولاها.

واكد عبد الحكيم عوض المتحدث باسم حركة فتح ان لجنة الشراكة السياسية للحركتين (فتح وحماس) ستجتمع اليوم السبت في غزة لكن "لن تتم تسمية اسماء وزراء اليوم".واضاف عوض "سيتم اختيار قيادات مهنية وفي الوقت نفسه ذات كفاءات عالية لتتولى الوزارات المتفق عليها".

ويمنح اتفاق مكة تسع وزارات لحماس وستا لفتح بينما تسمي حركة حماس ثلاثة وزراء مستقلين وفتح تسمي وزيرين مستقلين .وتم الاتفاق في مكة على ان يشغل النائب المدعوم من حماس زياد ابو عمرو وزيارة الخارجية وان يشغل سلام فياض وزارة المالية، لكن وزير الداخلية لم يتم حسم اسمه ،حيث سلمت حماس للرئيس محمود عباس اسمي اللواء حمودة جروان وناصر مصلح لاختيار احدهما للداخلية.واعلن خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي رفض حركته المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية.

حماس تستنكر قمع الأسرى الفلسطينيين

على صعيد آخر، نددت حركة (حماس) اليوم بعمليات القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونها. وقالت الحركة في بيان لها ان هذه العمليات جاءت بعد اقتحام السلطات الاسرائيلية لسجن بئر السبع جنوب اسرائيل قبل ثلاثة ايام بما في ذلك الاعتداء على الاسرى وهو ما يمثل "جريمة" بكل المعايير.

وحذر البيان السلطات الاسرائيلية من المساس بالاسير يحيى السنوار المعتقل في السجون الاسرائيلية قائلا ان استهدافه يعبر عن نوايا سيئة ومخطط مبيت لايذائه والمساس به جسديا. كما اضاف البيان ان الاستمرار في اقتحام السجون والتعرض للاسرى يكشف مجددا عن حقيقة الوجه البشع والسياسة الاجرامية والممارسات التي تقترفها سلطات الاحتلال وقواتها ضدهم.

وطالب الفصائل السياسية الفلسطينية بالتنسيق لتحرك شعبي ينهي مأساة المعتقلين في سجون الاحتلال.