الملك عبدالله : كان لابد في لقاء الفصائل من وقف الدم وتشكيل الحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرياض: استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الديوان الملكي بقصر اليمامة مساء اليوم رئيس مجلس هيئة حقوق الإنسان تركي بن خالد السديري وأعضاء الهيئة. وفي بداية الاستقبال ألقى إبراهيم الناصر كلمة أعضاء مجلس الهيئة شكر من خلالها العاهل السعودي على ثقته بأعضاء الهيئة الذين تم تكليفهم بإدارة مجلس هيئة حقوق الإنسان.
ثم وجه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حديثه لرئيس اللجنة وأعضائها معتبراً أن المهمة التي كلفوا بها مهمة صعبة ودقيقة، وأنها أمانة، وقال" الواجب عليكم ـ وأنتم تعلمون بذلك ـ التحري والدقة لأننا الآن في زمن أنتم تعرفونه، والله أعلم به، زمن كثر فيه القيل والقال واختلط فيه الصدق والكذب". ثم أضاف مبيناً " نحن تأتينا أشياء إذا قرأت الكتاب قلت هذا مؤكد مظلوم، وإذا بحثت عنه لم تجد شيئاً، إما أن يكون قد أخذ أرضاً أو أخذ شيئاً آخر".
ثم انتقل الملك عبدالله للحديث حول تفاصيل اتفاق مكة بين الفصائل الفلسطينية، وسرد كيف بدأت القصة بعدما بدأ الاقتتال بين كلا الفصيلين فتح وحماس، وأبيحت الدماء، فقال" انتظرت إخواني العرب أينهم من ذلك وكانت مصر تأخذ معهم وتعطي وكذلك الأردن ولكن عندما وصلت إلى القتل .. قتل الأخ لأخيه في الوقت الذي عدوه أمامه .. العدو يقتله وهو يقتل أخاه .. كيف يمكن أن يحدث ذلك . يومان وأنا استخير الله هل أدعوهم ؟ هل يستجيبون أم لا يستجيبون ؟ أفكر أنا وشعب المملكة العربية السعودية، أنا أستمد قوتي من الله ثم من شعب المملكة العربية السعودية، وأنا فرد منكم. ولكن ولله الحمد استخرت الله وقلت سأدعوهم فإن لبوا الدعوة فذلك ما نريد، وإن لم يلبوها فشعب المملكة العربية السعودية أدى واجبه حتى وإن لم يقبلوا الدعوة".
وافقوا على ذلك وانتم تعرفون في مثل هذه الأحوال أحدهم يشد وأحدهم يريد .. إلى أن هداهم الله، وكلما اشتدت قليلا شاهدوا البيت الحرام وقالوا الحمد لله رب العالمين إن هذا المكان يهون فيه كل شيء .. كل شيء، والأحقاد ليس فيها خير للأولين ولا للآخرين".
وقد حضر الاستقبال الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله من مساعد بن عبدالرحمن، والأمير سعود بن سعد بن عبدالعزيز، والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، ومستشار خادم الحرمين الشريفين عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري.
وفيما يلي نص كلمة العاهل السعودي :
"يا إخوان أشكركم وأتمنى لكم التوفيق مع هذه المهمة الصعبة ولكنها ليست صعبة على الرجال أمثالكم. وما من شك أنها مهمة صعبة ودقيقة وأمانة ، والواجب عليكم - وأنتم أعلم بذلك - التحري والدقة لأننا الآن في زمن أنتم تعرفونه والله أعلم به .. زمن كثر فيه القيل والقال وأختلط فيه الصدق والكذب وأعوذ بالله من هذا ولكنها إرادة الله عز وجل.
وأكرر أن التحري والصدق أهم شيء .. فنحن تأتينا أشياء إذا قرأت الكتاب قلت هذا مؤكد مظلوم. وإذا بحثت عنه لم تجد شيئاً ، إما أن يكون قد أخذ أرضاً أو أخذ شيئاً آخر. وأدعوا الله سبحانه أن يوفقكم.
أما الأخوة في فلسطين فسأعلمكم يا أخوان بالقصة كلها من أولها إلى أخرها .. وأنتم تعلمون أن المملكة العربية السعودية هي مع الشعب الفلسطيني من بداية حدوث النكبة إلى الآن . وفي المدة الأخيرة حدث ما يحز في النفس بين الإخوة الفلسطينيين .
وانتظرت إخواني العرب أينهم من ذلك وكانت مصر تأخذ معهم وتعطي وكذلك الأردن ولكن عندما وصلت إلى القتل .. قتل الأخ لأخيه في الوقت الذي عدوه أمامه .. العدو يقتله وهو يقتل أخاه.. كيف يمكن أن يحدث ذلك . يومان وأنا استخير الله هل أدعوهم ؟ هل يستجيبون أم لا يستجيبون ؟ أفكر أنا وشعب المملكة العربية السعودية . أنا أستمد قوتي من الله ثم من شعب المملكة العربية السعودية , وأنا فرد منكم . ولكن ولله الحمد استخرت الله وقلت سأدعوهم فإن لبوا الدعوة فذلك ما نريد . وإن لم يلبوها فشعب المملكة العربية السعودية أدى واجبه حتى وإن لم يقبلوا الدعوة .
ولكن والحمد لله لبوا الدعوة ووصلوا إلينا واستقبلتهم حيث استقبلت أولا أبو مازن وجماعته ثم استقبلت خالد مشعل وجماعته .. تفاهمنا ولله الحمد ولم أجد منهم إلا كل خير .. لم أجد منهم ما كنت أسمعه ولكنني سمعت منهم الشكر والدعاء ويقولون إن هذا الواجب علينا وعليكم أنتم في المملكة العربية السعودية، وقد دعيتمونا ولله الحمد عند بيت الله الحرام خدمة لديننا ووطننا وأنفسنا . فقلت الحمد لله رب العالمين . ومشينا في هذا الأمر شيئا فشيئا ولم نجد منهم إلا كل خير ونيتهم إن شاء الله صالحة . نحن لم نشترط عليهم شيئا ولكن كان لابد من شيئين اثنين أولهما إيقاف إطلاق النار بين الأخوة وثانيهما تشكيل حكومة يرضونها كلهم وتمشي أمور الدولة وهذا ما نريده أما الباقي فهم أدرى به.
وافقوا على ذلك وانتم تعرفون في مثل هذه الأحوال أحدهم يشد وأحدهم يريد .. إلى أن هداهم الله . وكلما اشتدت قليلا شاهدوا البيت الحرام وقالوا الحمد لله رب العالمين إن هذا المكان يهون فيه كل شيء .. كل شيء . والأحقاد ليس فيها خير للأولين ولا للآخرين.
لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
فالحقد ما جاء في إنسان إلاّ خرّبه .. والحمد لله زال عنهم الحقد بعد أن كان بعضهم يحلل دم بعض وتوقفت مع الأخوة الفلسطينيين عند هذا التمادي وقلت هذه ليس لكم فيه حق لا يحلل الدماء ولا يحرمها إلاّ الرب عز وجل أما البشر فلا، لا يمكن ذلك. وقد تفهموا ولله الحمد وهم رجال فيهم كلهم خير إن شاء الله ونيتهم إن شاء الله صالحة لكن الذين من تحتهم أو الذين حولهم هداهم الله.
والحمد لله انتهينا بخير ولله الحمد وعاهدوا ربهم أمام البيت الحرام شرفه الله وراحوا ولله الحمد أخوة بعد أن كانوا يحللون دماء بعض وقد تسامحوا وليس في خواطرهم شيء، وهذا الذي تريدونه والذي يريده كل مسلم. وأدعوا الله أن يوفقهم.هذا ما تحقق وعدوهم شرس حاقد ولكن الله سبحانه وتعالى كريم وسينصفنا منه. وشكراً لكم يا إخوان".