46 دولة اتفقت على حظر القنابل العنقودية ولبنانيات يكشفن عنها جنوباً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اوسلو، صور (لبنان): اتفقت 46 من اصل 49 دولة تشارك في المؤتمر الدولي حول القنابل العنقودية في اوسلو اليوم الجمعة على التوصل الى حظر هذه الاسلحة بحلول 2008، على ما افاد مشاركون في المؤتمر.وفي تصريح قال ريموند جوهانسن وزير الدولة النروجي للشؤون الخارجية ان "46 من اصل 49 دولة اتفقت على هذا الاعلان. انه تقدم مهم جدا ونحن راضون جدا عنه".
وكانت الحكومة النروجية بادرت الى عقد هذا المؤتمر الدولي، معتبرة ان المؤتمر الاخير الذي عقدته الامم المتحدة حول معاهدة الاسلحة التقليدية في جنيف بتشرين الثاني/نوفبمر 2006، كان فاشلا.
جنوبيات يكشفن عن القنابل العنقودية
وعلى صعيد الحقل الأبرز الذي استخدم فيه هذا النوع من القنابل باشرت سبع فتيات جنوبيات في بلدة المعلية جنوب صور (80 كلم جنوب بيروت) العمل على كشف القنابل العنقودية التي القتها اسرائيل في جنوب لبنان خلال حرب الصيف الماضي بينها وبين حزب الله، بعد ان تلقين تدريبا مكثفا في مجال نزع الالغام. وكان تم اختيارهن من اصل ثلاثين فتاة تقدمن للعمل في مجال نزع الالغام، واخضعت الفتيات السبع لدورات تدريبية مكثفة مع الهيئة السويدية للاغاثة التي تعمل في مجال نزع الالغام في جنوب لبنان.
رحيل كوراني (35 عاما) من بلدة ياطر تركت عملها في قسم التمريض في مستشفى حيرام في صور والتحقت بالفريق السويدي براتب شهري يبلغ 700 دولار اميركي.وقالت وهي تستعد لوضع القناع الواقي فوق حجابها الاسود "لم اقرر العمل بهذه المهنة بسبب المال. هدفي هو مساعدة اهلي في الجنوب الذين يموتون يوميا ومنهم من يفقد ساقه او يده".واضافت "شاهدت الكثير منهم ياتون الى المستشفى ومعظمهم من الاطفال والمزارعين".
هناء كرياني (24 سنة) من بلدة برج رحال في قضاء صور تقول "تابعنا دورات مكثفة عن الالغام والقنابل العنقودية وكيفية الدخول الى حقول الالغام بعد ان نفتح طرقات اليها".واضافت "انه عمل خطير جدا ولكن من الطبيعي ان ننظف ارضنا من القنابل، وانا مدركة لخطورة هذا العمل الا ان الله يحمينا".وتابعت "بعد الحرب التي عشناها في الجنوب طار الخوف من عقولنا وقلوبنا واصبحنا شعبا لا يخاف من الموت".
اما زينب مهنا (20 عاما) وهي الاصغر سنا في الفريق النسائي لنزع الالغام فتقول "انها مهنة جميلة ان ننقذ الاطفال والمزارعين من الموت عبر ابطال هذه القنابل".وتابعت "عندما اتزوج ساخبر اولادي عن هذه المغامرة التي اقوم بها".
وقال الخبير السويدي في المتفجرات بير بيرجن الذي كان يقف قرب الفتيات يراقبهن وهن يعملن داخل حقل مليء بالقنابل العنقودية، انهن "احصين ثلاثة حقول الغام وقنابل عنقودية في هذا البستان".واوضح "هناك فريقان لبنانيان يتألفان من 14 كاشف الغام احدهما فريق نسائي من سبعة افراد".واكد ان فريق الفتيات يبدأ "عملية الكشف النظري لتحديد امكنة تلك القنابل بواسطة معدات حديثة"، مضيفا انه "يجري كشفها بعد ان تزال من حولها الاعشاب والاشجار والاتربة ليأتي عندها دورنا لتفجيرها في اخر النهار".
واكد غوران مانسون مدير مشروع الهيئة السويدية للاغاثة في جنوب لبنان ان "النساء جزء من الشعب اللبناني والفكرة هي ان نشرك المراة اللبنانية بهذه الاعمال، لقد عملنا في العراق واريتريا وموريتانيا واليوم في لبنان".واضاف "نطبق ما تقوله الامم المتحدة اي المساواة الكاملة بين المراة والرجل ونحن لا نفرق بين الجنسين وما نفعله هو اختيار الافضل".
وكانت داليا فران المتحدثة باسم مكتب نزع الالغام الذي يقوم بتنسيق عمل نزع الالغام بين كل الهيئات التي تعمل في هذا المجال في جنوب لبنان اعلنت منتصف الشهر الجاري انه "تم تحديد 841 موقعا ملوثا بالقنابل العنقودية تغطي مساحة تصل الى 34 مليون متر مربع لم يتم تنظيف سوى 10% منها حتى الان".واضافت انه منذ انتهاء الحرب في جنوب لبنان في آب/اغسطس الماضي جرى نزع عشرة الاف قنبلة عنقودية.واوضحت ان عدد الاشخاص الذين قتلوا من مدنيين وعاملين في نزع الالغام منذ انتهاء الحرب الاخيرة بلغ ثلاثين شخصا في حين بلغ عدد الجرحى 186.
وكانت اسرائيل القت خلال حرب الصيف الماضي مئات الاف القنابل العنقودية التي لم ينفجر قسم كبير منها ما يؤدي الى سقوط الكثير من الضحايا.