المغرب: اغتيال يفتح ملف تهريب السلاح من موريتانيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موريتانيا: الهروب الكبير من سجن نواكشوط
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: توصلت القوى الأمنية إلى أن السلاح المستعمل في اغتيال رئيس المعتقل بالسجن المدني بآسفي عبد الكريم أبو السعد جرى ابتياعه من تاجر موريتاني ملف تهريب الأسلحة إلى المغرب عبر الحدود البرية مع الدول المجاورة .وحمل هذا التحول الأجهزة الأمنية على توسيع دائرة التحقيقات لرصد الشبكات التي تقف وراء هذه العمليات، وسد الطريق على الجماعات المتطرفة التي تسعى للحصول على الأسلحة والمتفجرات لتفيذ أعمال تخريبية، سواء داخل المملكة أو خارجها.
وكشفت مصادر أمنية، ل "إيلاف"، أن "شبكات محلية ودولية تنشط على الحدود المغربية لإدخال السلاح إلى المملكة"، محذرة من "وقوعها في أيادي إرهابية"، خاصة بعد ورود تقارير استخباراتية تفيد تسلل إرهابيين مفترضين إلى المملكة بهدف تنفيذ اعتداءات، وذلك بعد تلقيهم تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي غيرت اسمها بناء على استشارة وإذن بن لادن، ليصبح تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
ودفعت هذه التحركات المفاجأة السلطات المغربية إلى رفع التأهب واليقظة في المدن الكبرى والموانئ والمطارات ونقاط العبور إلى درجة المتوسطة لدرء أي خطر إرهابي يتهدد المملكة.وذكر مصدر أمني من مدينة آسفي أن عناصر الشرطة تمكنت، مساء أمس الخميس، من العثور بمقلع للرمال على المسدس من عيار 9 ملم، المستخدم في ارتكاب الجريمة، والذي حصل عليه المتهم من تاجر أسلحة في موريتانيا، وعبر به من المركز الحدودي "بئر غندوز" جنوب المملكة.
وأفاد المصدر ذاته أنه تم حجز المسدس، الذي عمد المشتبه فيه مصطفى سرنان، إلى اخفائه، مؤكدا أن هذا الأخير ذو سوابق عدلية ولا ينتمي إلى أية جماعة، وأنه أقدم على ارتكاب جريمته بدافع الانتقام.وأوضح أن عملية اعتقال الجاني تمت بالمدينة، مشيرا إلى أن مجموعة من المعطيات التي استقيت من مسرح الجريمة استغلت من قبل مصالح الأمن بشكل دقيق وأفادت في الوصول إلى الفاعل.
وكشف المصدر أن الجاني ترك رسالة على قرص مدمج ضمنها تهديدات بالانتقام من رئيس المعقل وعددا من الموظفين بالسجن المدني، مضيفا أن الجسم الشبيه بالشهب الاصطناعية الذي عثر عليه بمكان الجريمة لم يكن محشوا بأية مواد متفجرة وكان الغرض منه التمويه وتضليل المحققين.
وكان الراحل ووري جثمانه الثرى، الأربعاء الماضي، في الدار البيضاء بعد صلاة العصر بحضور محمد بوزوبع وزير العدل على رأس وفد من الوزارة، بالإضافة إلى ممثلي السلطات العمومية بالمدينة.
وانتقل أبو السعد، وهو متزوج ويقطن رفقة أسرته في حي البرنوصي في الدار البيضاء، حديثا من العاصمة الاقتصادية، حيث كان يعمل بسجن عكاشة، إلى السجن المدني بآسفي الذي كان يقطن فيه في منزل بمفرده.يشار إلى أن السكان سمعوا، حوالي التاسعة وأربعين دقيقة من ليلة الاثنين الماضي، دوي انفجار، هرعوا على إثره إلى مصدر الصوت، فوجدوا الراحل عبد الكريم، المزداد سنة 1958، مضرجا في دمائه أمام منزله.
ومباشرة بعد علمها بالحادث، أخطرت إدارة السجن المدني مصالح الأمن، التي انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان، حيث تفقدت مسرح الجريمة، قبل أن تنقل جثة الضحية إلى مستدوع الأموات.