أخبار خاصة

العصيان المدني ... ماذا يعني؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سيف ترفعه المعارضة في وجه الأكثرية اللبنانية
العصيان المدني ... ماذا يعني؟

إيلي الحاج من بيروت : لم يتوصل "حزب الله" وحلفاؤه إلى قرار نهائي بإعلان "العصيان المدني"، مفضلين انتظار الإتصالات الجارية بالواسطة بين المملكة العربية السعودية والقيادة السورية ، علّها تتوصل إلى حل لعقدة موقف دمشق من تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ، مما يجنب هؤلاء الأطراف اللبنانيين مشقة الإقدام على قفزة في المجهول لهم ولخصومهم في الأكثرية النيابية والحكومية وللبلاد بأسرها.

ل

المحكمة الدولية تشغل خطوط نيويورك- الرياض- دمشق

المعارضة السورية تنفي علاقتها بواشنطن

طائف جديد للبنان؟

وليامز يبحث مخاوف إسرائيل والقضاء يكشف عن تجسس ضد حزب الله

كن الأحزاب المعارضة تبقي إحتمال الدعوة الى العصيان المدني ضد الحكومة والأكثرية الداعمة لها، احتجاجا على ما تعتبره استخفافا بمطالبها، سيفا مصلتاً تلوح باستعماله في حال لم تسفر الاتصالات السياسية الجارية خارج لبنان عن نتائج ملموسة. وفي حين تقول مصادر سياسية ان سبب التريث في اللجوء الى العصيان المدني يعود الى جملة من الاعتبارات أبرزها ضرورة الانتظار الى حين عودة رئيس مجلس النواب وحركة "أمل " نبيه بري المتواري في الخارج عن الأنظار بعد مشاركته في مؤتمر برلماني عقد في روما منذ ثلاثة أيام ، وذلك لمعرفة مدى استعداده لتوفير الغطاء السياسي للخطوة التصعيدية، علماً أنه كان أول من حذر من نية اللجوء اليها.

والواضح أن ثمة غلبة في أوساط "حزب الله" وحلفائه لأصحاب الرأي الذي يعوّل على نجاح الرسائل المتبادلة والايجابية بين المملكة السعودية وسورية بعد توجيه الدعوة الى الرئيس بشار الاسد لحضور القمة ورده الفوري بتأكيد مشاركته فيها، وما استتبع ذلك من اقتصار الدعوة في لبنان على رئيس الجمهورية إميل لحود لترؤس الوفد اللبناني .

أما قوى ١٤ آذار/ مارس فترد تردد "حزب الله" ومن يجاريه في الدعوة إلى العصيان بأن هؤلاء لا يملكون المعطيات الموضوعية لانجاح هذه الخطوة التصعيدية . بالتالي سيخفق العصيان المدني، كما أخفقت التحركات الأخرى لأن التوازنات الشعبية والسياسية المحلية والعربية والدولية لا تتيح لأي عملية انقلابية النجاح. ويقول أقطاب في هذه القوى: "كما تصدينا لكل المحاولات الانقلابية السابقة سنتصدى للعصيان المدني"، ويضيفون أن هذا التصعيد لا يمكن ان يتحقق ويصبح فاعلا لأن ليس للوزير سليمان فرنجية، أحد أبرز المحرضين عليه، مدير عام واحد في ادارات الدولة يستطيع ان يمون عليه، كذلك ليس للجنرال ميشال عون أي تأثير في الادارات وكذلك حزب الله، وبالتالي لا يتجاوز هذا النوع من التصعيد التهديد اللفظي، ولن يبدل في المعادلة السياسية".

ويضيف هؤلاء ان" العصيان سيكشف المعارضة ويعريها، فيظهر ان غياب الموظفين المحسوبين عليها لن يؤثر في أداء الدولة، لأن معظم هؤلاء الموظفين المحسوبين على فريق معيّن غير فاعلين في الإدارات، وبالتالي يشكلون وجها من أوجه الإهدار الكبير في الدولة. كما ان المناطق التي ينتمي اليها جمهور المعارضة خارجة عن الدولة بنسبة عالية ،فهو أصلاً في الأحوال الطبيعية في حال عصيان. واذا لم يسدد أفراد هذا الجمهور الضرائب ومستحقات الدولة عليهم بقرار العصيان المدني فلن تتأثر الخزينة كثيرا. في المقابل سيظهر ان الموظفين الذين لا يؤيدون المعارضة قادرون على القيام بوظائفهم وتسيير أمور المواطنين، وسينقلب السحر على الساحر".

ويلاحظ أصحاب هذا الرأي أن "قوى 8 آذار / مارس المتحالفة مع سورية تعبت كثيرا في ساحتي الاعتصام الذي مضى عليه اليوم 90 يوماً ولا نتيجة ، وحيث لا تستطيع التقدم ولا التراجع و تجد نفسها مقيّدة. وقد استعملت التظاهرات حول المقرات الوزارية وثبت لها عقم المحاولة، فانتقلت الى الاضراب العام لتكتشف ان المواجهة السنية- الشيعية ستحتدم في الشوارع والزواريب، في حين لم يتمكن "التيار العوني" من مواجهة حزبي "القوات اللبنانية" والكتائب وبقية قوى 14 آذار / مارس في الشارع.

رغم ذلك يبدو الجنرال عون، الذي انتقل من الواجهة السياسية إلى الجهة الخلفية منها لأسباب شتى، أكثر المتحمسين للتصعيد من أجل الضغط على الأكثرية، لكنه يواجه مشكلة في الترويج للعصيان المدني بسبب عدم وجود اندفاع بين أنصاره للسير فيه لما سينجم عنه من ردود فعل سلبية وارتدادات سلبية واقتصادية، ولميل متزايد وواضح بينهم إلى الخروج من المعادلة التي وجدوا أنفسهم محشورين فيها، خصوصاً في ظل ما يتردد عن معارضة البطريركية المارونية بقوة اللجوء إلى خطوة كهذه وإدراك أنصار عون أن أي موقف علني يصدر عن البطريرك الماروني نصرالله صفير في هذا الاتجاه سيكون له تأثير أكيد وكبير ، إن لم يكن حاسماً في اتجاهات الرأي العاملدى المسيحيين في لبنان.

ولن يتفرد "حزب الله"بالطبع في اتخاذ قرار العصيان من دون التفاهم عليه مع حليفيه بري وعون، والأقرب إلى المنطق أن استمرار مسؤولين في هذا الحزب في التلويح بالعصيان يأتي في اطار الضغط لجر الأكثرية الى تقديم تنازلات أساسية للتوصل الى حل لإنهاء الأزمة. وواضح ان "حزب الله" يأخذ في الاعتبار التداعيات المترتبة على العصيان وتحديدا كلفتها السياسية وحجم تأثيرها السلبي في نشر أجواء الاحتقان المذهبي ، خصوصا بين السنُّة والشيعة، رغم ان أطرافا غير أساسيين في المعارضة يعتبرون ان العصيان لن يحدث انقساما مذهبيا ويعللون رأيهم بأن فريقا كبيرا من اللبنانيين سيمتنعون عن تسديد الفواتير حتى لو لم يكونوا معارضين، وبالتالي سينتهي الأمر الى تعميم حال من الشلل في المؤسسات الرسمية. ويرى هؤلاء ان مناصري الأكثرية سيتجاوبون مع الدعوات الى عدم تسديد الفواتير ليس من باب مؤازرة تحرك المعارضة ولكن من باب "المساواة" لجمهورها على قاعدة رفض ان يكون صيف وشتاء تحت سقف واحد.

وتقول اوساط المعارضة ان التقديرات الأولية تشير الى ان نسبة الموظفين المؤيدين ل"حزب الله" وحلفائه في القطاع العام تقارب ال ٦٠ في المئة، مما يوفر خيارات واسعة لهؤلاء كي يواجهوا الأكثرية من داخل مؤسسات الدولة. وبالفعل بدأت لجان منبثقة من قوى 8 آذار/ مارس مسحاً لتوزع الموظفين الموالين لها في الادارات من أجل تبيان نقاط القوة والضعف لديها ، وتحديد المفاصل التي يمكن أن تدفق سريان الدم في شرايين الحكومة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف