أخبار

خبراء نزع الألغام يكثفون عملهم في جنوب لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صور: وسط ملاحقة الأهالي للإسراع في مهمتهم، ينكب خبراء نزع الألغام في جنوب لبنان على العمل يوما بعد يوم لإزالة مئات الآلاف من القنابل العنقودية التي تسمم حياة سكان المنطقة وتحرم المزارعين من العمل في أراضيهم.

ويقول الكولونيل هندريك فان سلويج قائد الكتيبة البلجيكية التي تقوم بمهمة إنسانية في إطار قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "نبدأ بما هو اشد ضرورة أي بالمناطق المأهولة تليها الحقول لنوفر للأهالي إمكانات عيش طبيعي عبر زراعة أرضهم وقطف مواسمهم".

فخلال عدوانه الأخير على لبنان صيف العام 2006 ألقى الجيش الإسرائيلي أعدادا كبيرة من القنابل العنقودية على جنوب لبنان التي لم ينفجر قسم منها ما أدى إلى أن جعل ربع الأراضي الزراعية في هذه المناطق الريفية أراضي غير صالحة حاليا للاستعمال.

وتؤكد داليا فران الناطقة باسم مركز التنسيق لنزع الألغام التابع للأمم المتحدة (ماك) أن المنظمة الدولية تقدر عدد القنابل العنقودية التي لم تنفجر "بنحو مليون قنبلة عنقودية" موزعة على 855 موقعا في مناطق مختلفة من جنوب لبنان.وتشير فران إلى أن "أكثر من مئة ألف" من الألغام والقنابل العنقودية تم حتى الآن التخلص منها بوساطة 63 فريقا من المدنيين والعسكريين يعملون بالتعاون مع مركز التنسيق الدولي.

ومنذ توقف العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في 14 آب/أغسطس 2006، قتل 30 مواطنا وأصيب 187 آخرون بجروح جراء انفجار القنابل العنقودية وذلك رغم حملات التوعية المتكررة للأهالي كما تؤكد الناطقة باسم ماك. ففي 24 كانون الأول/ديسمبر الماضي مثلا فقد الصبي احمد ناجي (15 عاما) قدمه اليسرى خلال توجهه إلى منزل عمه في احد الحقول.

ويجلس احمد على مقعد في منزل عائلته في باتولية، ويقول "كانت القنبلة العنقودية تحت حجر دسته بقدمي فانفجرت". يبتسم بمرارة وهو يشير بيده إلى ميدالية ذهبية سبق له أن نالها خلال مشاركته في إحدى أهم هواياته: سباق الركض. فقبل أسبوعين على الحادثة حضر احمد في المدرسة درس توعية ضد مخاطر القنابل العنقودية. ويقول "بعد هذا الدرس أصبحت أعي بشكل واضح المخاطر. لكني اعتقدت أن هذا الحقل قد تم تنظيفه".

وخلال ستة أشهر أعطيت الأولوية لتنظيف جوانب الطرقات الرئيسة في جنوب لبنان وطرقات المناطق المأهولة. لكن كمائن القنابل العنقودية ما تزال منتشرة في الحقول الزراعية التي يعتاش منها عدد كبير من السكان والتي يشتد خطرها عند بدء كل موسم زراعي.

فمنذ ستة أشهر ينتظر علي ناصر وصول خبراء نزع الألغام. لكن الربيع يقترب ولم يعد أمامه خيار آخر سوى أن يتوجه كل صباح مع أولاده إلى حقله لزرع شتول التبغ التي ستؤمن لعائلته قوتها على مدى عام كامل. ويقول "كيف اطعم عائلتي. لا يمكنني الانتظار. علي أن ازرع شتول التبغ". يرتفع مردود زراعته إلى 10 ملايين ليرة لبنانية (6700 دولار) سنويا. لكن علي لم يقطف في العام الماضي سوى 200 كيلوغرام من أوراق التبغ فقد انطلق العدوان الإسرائيلي في شهر تموز/ يوليو، أي في عز موسم الحصاد.

ويقول الكولونيل فان سلويج محذرا "كلما مر الزمن كلما أصبح العمل اشد صعوبة". ويضيف "تختفي هذه القنابل عن النظر بعد أن تجرف الأمطار التربة الحمراء فتغطي القنابل ثم ينمو فوقها العشب".

بعد عملية تنظيف سطح الأرض تأتي المرحلة الأدق وهي مرحلة التنظيف في العمق.ويقول الضابط البلجيكي "نفتش كل سنتيمتر مربع على عمق نحو 20 سنتيمترا بوساطة كاشفات الألغام والمعادن"، متوقعا أن تنظيف المنطقة يتطلب "ما بين ستة أشهر وعامين".ويضيف "رغم ذلك تبقى المخاطر لأنه من المستحيل أن نتمكن من تنظيف المنطقة بشكل كامل أي بنسبة 100%".

ويلفت الكولونيل فان سلويج إلى أن تفكيك الألغام أسهل من نزع القنابل العنقودية "فالألغام تزرع عمدا في أماكن محددة أما القنابل العنقودية فتنتشر بطريقة عشوائية". لكن الأمم المتحدة لا تزال تطالب إسرائيل عبثا منذ بضعة أشهر بتحديد المواقع التي قصفتها بالقنابل العنقودية. وتقول داليا فران "لو وفرت لنا إسرائيل هذه المعلومات لسهلت عملنا بنسبة كبيرة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف