مخطط إسرائيلي لابتلاع ما تحت الأراضي الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله، عمان: حذر حازم أبو شنب مدير عام مركز الوطن للإعلام والسياسات في فلسطين من انتهاج إسرائيل لاستراتيجية جديدة تقسم الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 إلى طبقات أرضية تتوزع فيها السيادة بين السلطة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية.
وقال أبوشنب: "بدأت تظهر ملامح استراتيجية جديدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي تقسم الأراضي الفلسطينية إلى طبقتين إحداهما فوق الأرض والثانية تحت الأرض، وتحاول السيطرة على الطبقات الواقعة أسفل القشرة الأرضية لتعتبرها تحت السيادة الإسرائيلية".
وبين أبوشنب في تصريح صحافي وصل "إيلاف" نسخة عنه: أن "الحفريات التي تجري تحت أرض المسجد الأقصى المبارك هي العنوان الرئيس للاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة".
موضحاً أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كانت قد فشلت في العام 2000 حين رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي باراك سيطرة فلسطينية كاملة على القدس الشرقية ... واقترح باراك أن تكون السيادة فوق الأرض للفلسطينيين أما تحتها فللإسرائيليين، وهو ما رفضه آنذاك الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
وذكر أبوشنب بالنفق الذي افتتحته إسرائيل في محيط المسجد الأقصى عام 1996 و وُوجهت "بانتفاضة النفق". وقال: "منذ ذاك الوقت، "إضافة إلى نتائج مفاوضات كامب ديفيد، بدأ الإسرائيليون في محاولات فرض واقع جديد من خلال حفر الأنفاق وصناعة تاريخ مزيف لوجود يهودي تحت المسجد الأقصى حتى تفتح مجالا للمساومة على سيادة إسرائيلية تحت المسجد الأقصى بهدف هدمه في النهاية".
ونبه أبو شنب إلى خطط إسرائيلية تهدف إلى الربط بين أحياء يهودية في القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة عبر إنشاء أنفاق تحت أرضية تسمح بمرور سيارات وأشخاص يهود تحت أراضي الضفة الغربية المحتلة. وقال هناك تسريبات صحافية عن بدء العمل في هذه الأنفاق.
وفي المقابل انتقد أبو شنب اللامبالاة الرسمية التي تتسم بها السلطة الوطنية الفلسطينية منذ فترة والتي أدت إلى إهمال ملف القدس وملفات رئيسة أخرى، مؤكداً أن " الخطابين السياسي والإعلامي للسلطة الفلسطينية غابت عنهما قضايا الثوابت الوطنية".
اسرائيل منعت مسؤول أردني من تفقد حفريات الأقصى
من جهة ثانية أكد مسؤول في اللجنة الاردنية لإعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة ان السلطات الاسرائيلية لم تسمح له بتفقد الحفريات التي تقوم بها اسرائيل بالقرب من المسجد الاقصى خلال زيارته القدس الاسبوع الماضي، حسبما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا). ونقلت الوكالة عن المهندس رائف نجم نائب رئيس اللجنة التابعة لوزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية الاردنية قوله ان "سلطات الاحتلال الاسرائيلي رفضت السماح لوفد منظمة المؤتمر الاسلامي التوجه إلى بيت المقدس للاطلاع على واقع الحفريات الاسرائيلية واعمال الهدم التي تجريها حول المسجد الاقصى المبارك بحثا عن اثار اسرائيلية مزعومة".
واضاف نجم لدى عودته الى عمان اليوم بعد زيارة استطلاعية للقدس رافقته فيها سفيرة الاردن في منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) دينا قعوار ان "الاعمال التي تجريها اسرائيل تهدد بناء المسجد الاقصى المبارك وتمثل انتهاكا صارخا للمعاهدات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة". واشار الى ان "تركيا واليونسكو سترسلان وفدين فنيين لبيت المقدس للاطلاع على واقع هذه الانتهاكات وما تشكله من تهديد واضح لبناء المسجد الاقصى المبارك".
وكان نجم قام السبت بزيارة الى القدس في مهمة قال انها "استطلاعية" و"غير رسمية". وقال لوكالة فرانس برس لدى وصوله القدس ان "مهمتنا ليست مهمة رسمية انما هي مهمة استطلاعية لما يجري من حفريات حول الاقصى وبالقرب من باب المغاربة". واضاف "سنحاول ان نصل الى موقع الحفريات للاطلاع عما يجري عن كثب اذا استطعنا الوصول". ودعا نجم الى إشراك "منظمات عالمية مثل اليونسكو وغيرها من منظمات التراث" في التحقيق في هذه الحفريات.
وبدأت اسرائيل في السادس من شباط/فبراير عمليات حفر وتنقيب عن الاثار واستخدمت آليات ثقيلة للحفر في تلة باب المغاربة احد الابواب المؤدية الى المسجد الاقصى. وتقول اسرائيل انها تريد تدعيم جسر يؤدي الى الحرم القدسي بسبب تعرضه لاضرار في 2004. الا ان دائرة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية تؤكد ان هذه الاشغال تهدد اساسات المسجد الاقصى واثارا اسلامية تحت تلة المغاربة.
واعلنت بلدية القدس في الثاني عشر من الشهر الماضي تعليق هذه الاشغال التي اثارت احتجاجا كبيرا لدى الفلسطينيين وفي العالم العربي والاسلامي وادت الى مواجهات ايضا، لكنها واصلت الحفريات.