بودي الرأي يطالب بإقالة حكومة الظل الكويتية

الكويت - ايلاف: في مقال يحمل الكثير من الجرأة، طالب رئيس تحرير صحيفة "الراي" الكويتية جاسم بودي رئيس الحكومة المكلف الشيخ ناصر المحمد بوضع حد لما اسماه "حكومة الظل" التي تدير بعض الامور في الخفاء بالاتفاق مع قوى المعارضة النيابية احيانا.

ومصطلح "حكومة الظل" يستخدم للمرة الاولى في الكويت كونه لا يدل على حكومة من المعارضة او القوى السياسية بل كما يقول بودي: " المشكلة في الكويت تكمن في وجود حكومة ظل من الموالاة، تحاول ما امكن دفع الامور في الاتجاه الذي تريده لبسط مزيد من السلطة والنفوذ، او تتفق مع قوى المعارضة البرلمانية لعرقلة السياسات الحكومية والتحريض على التصعيد وشل العمل وتشتيت الجهود اذا رفض رئيس الوزراء ما يريده اقطاب هذه "الحكومة".

ولم يوضح بودي من يقصد باقطاب حكومة الظل لكنه بالتأكيد يتحدث عن "مراكز قوى" الى جانب الحكومة تضم اشخاصا من الاسرة الحاكمة ومن خارج الاسرة الحاكمة. ويخاطب بودي الشيخ ناصر المحمد بالقول:" يا سمو الرئيس، لا داعي للعودة الى قضية الدوائر فربما كان سلوك حكومة الظل يومها من اهم المفاجآت التي لم تكن تتوقعها... كانت استغلالا واضحا لقضية اصلاحية من اجل تصفية الحسابات داخل الاسرة وخارجها ولو اقتضى الامر التشجيع على تحريك الشارع ونقل الازمة من المؤسسات الى الساحات.

ولا داعي للعودة الى ظروف الانتخابات والتحالفات التي عقدتها هذه "الحكومة" مع جميع المعارضين للوصول الى نتائج سياسية من القاعدة تسمح بالتغيير على مستوى القيادات الحكومية، ولا داعي للتذكير بأن الحسابات الخاصة بل والشخصية كادت تكسر كل مجاذيف السفينة وتركها في موج متلاطم ظنا من اصحابها بأن خسارة الآخرين ستصبح ارباحا في ارصدتهم السياسية المستقبلية".

وفي اشارة الى اثارة هؤلاء الاقطاب الازمات لتصفية حسابات شخصية ثم التصرف وكأن الامور لا تعنيهم يقول بودي في مقاله الافتتاحي في "الراي" اليوم الذي حمل عنوان : "يا سمو الرئيس هل استقالت حكومة الظل ايضا"؟ان اقطاب "حكومة الظل" طعنوا الاقربين في الظهر، وكان لهم "في كل عرس قرص" كما يقال، حتى اذا تفاقمت الازمة كانوا اول من يتوارى تاركين من كانوا يواجهون ويتصدون مثخنين بالجراح بلا قوة او صلاحية.

وختم بودي:"سمو الرئيس... هناك ضوابط وحدود؟ صحيح. هناك اعراف وتقاليد؟ صحيح ايضا.هناك حسابات تتعلق ببنية الاسرة والحكم والنظام؟ صحيح جدا. ولكن لا يوجد في اي نظام مشابه ما يسمى حكومة ظل موالية، والمطلوب ان تقدم هذه الحكومة استقالتها مع الحكومة الاصلية التي استقالت، او ان يعلن اقطابها صراحة انهم في صفوف المعارضة فيستريحون ويريحون".