أخبار

شيراك: متابعة البناء الاوروبي امر حيوي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

باريس:اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في خطابه المتلفز الذي القاه مساء اليوم واعلن فيه انه لن يترشح الى ولاية رئاسية جديدة، ان "متابعة البناء الاوروبي امر حيوي". وفي اشارة الى رفض الدستور الاوروبي في ايار/مايو 2005، قال شيراك "خلال الاستفتاء، عبرتم عن شكوككم وهواجسكم وتوقعاتكم".واضاف ان "متابعة البناء الاوروبي امر حيوي. والقوميات التي اساءت كثيرا الى قارتنا يمكنها الانبعاث في اي وقت. ولسنا وحدنا من سيواجه التقلبات الاقتصادية في العالم".

وقال ان "على فرنسا المطالبة باوروبا قوية. باوروبا سياسية. وباوروبا تضمن نموذجنا الاجتماعي. مستقبلنا في خطر. فلنحمل دائما هذه المثالية وهذه الارادة".ربما لاني لم افعل ما كان يتعين علي القيام به" لتجنيب اوروبا هذه الضربة.

و باعلانه عن عدمترشحه لولاية ثالثة، يطوي شيراك صفحة من الحياة السياسية إستمرت 40 عامًا، بينها 12 عامًا في الرئاسة.وقال شيراك في خطاب متلفز: "في نهاية الولاية التي منحتموني إياها، حان الوقت بالنسبة إلي أن أخدمكم في طريقة أخرى، لن أطلب أصواتكم لولاية جديدة". داعيًا الفرنسيين إلى عدم التحالف مع التطرف أو رفض الآخر.وأضاف في خطابه الذي ألقاه من قصر الأليزيه أن كل شيء في روح فرنسا يرفض التطرف، مؤكدًا أنه يحب بلاده بشدة.

وكان هذا الإعلان متوقعًا وخصوصًا وأن استطلاعات الرأي قد أظهرت أن أكثر من 75 في المئة من الفرنسيين لا يرغبون في ترشحه مجددًا.وتنتهي ولاية شيراك منتصف ليل يوم 16 أيار (مايو).ويأتي قراره هذا فيما يشتد السباق الرئاسي بين ثلاثة مرشحين: وزير الداخلية نيكولا ساركوزي باسم حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (اليمين الحاكم)، الاشتراكية سيغولين روايال والوسطي فرنسوا بايرو الذي حقق إختراقًا غير متوقع في الإستطلاعات.
ويجسد هؤلاء المرشحون الثلاثة جيلاً جديدًا يخلف "سنوات شيراك" الزعيم الذي إستمر نشاطه لفترة طويلة شهدت إنتصارات ونكسات وسنوات عجاف.

ولد شيراك عام 1932 وتولى أول منصب حكومي وهو في الخامسة والثلاثين في عهد الجنرال ديغول.تولى مرتين رئاسة الوزراء كما كان رئيسًا لبلدية باريس طوال 18 عامًا وهزم في الإنتخابات الرئاسية عامي 1981 و1988.وفي آخر المطاف تمكن من دخول قصر الإليزيه عام 1995، خلفًا للإشتراكي فرانسوا ميتران قبل إعادة إنتخابه عام 2002 بنسبة 82% من الأصوات متغلبًا على زعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبن.

وتتأرجح حصيلة عهد شيراك بين إنجازات وإخفاقات في حقبة طغى فيها على الفرنسيين الشعور بالإحباط والخوف من العولمة ومن إفقار الطبقات المتوسطة وريبة شديدة حيال النخب.وعلى الصعيد الخارجي حقق شيراك أكبر إنتصاراته بمعارضة الحرب الأميركية على العراق عام 2003.

وكتب المؤرخ ميشال وينوك أن جاك شيراك عمر في السلطة لكنه كان رجل الفترات القصيرة، إنتصر في معارك إنتخابية لكنه خسر الأهم وهو أن يتحول إلى بانٍ للمستقبل.أحب فيه الفرنسيون شخصيته الودودة وحيويته التي تأثرت إلى حد ما بإصابته بمشكلة في أوعية الدماغ عام 2005. وشكل شغفه بالنخاعات والبيرة وولعه بالريف جزءًا من شخصيته المحبوبة.إنتقد خصومه مواقفه المتقلبة حتى أن رئيس الوزراء السابق ريمون بار وصفه بأنه فارس الإنتهازية.

فقد تحول من مناصر للتيار العمالي على الطريقة الفرنسية خلال السبعينات إلى الليبرالية على طريقة رونالد ريغان قبل أن يعد عام 1995 بردم الهوة الإجتماعية لينسى العديد من وعوده بعد ذلك. وتخلل ولايته الأخيرة تراجع النفوذ الفرنسي في أوروبا ورفض المصادقة على الدستور الأوروبي في إستفتاء عام 2005.لكن الجميع يشهد لـ "رجل السياسة القوي" بمواقفه القوية مثل رفضه اليمين المتطرف وكفاحه ضد معاداة السامية.وتنسب حاليًا إلى رئيس الدولة الرغبة في إنشاء مؤسسة للدفاع عن البيئة والتضامن مع الدول الفقيرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف