شيراك يعزف عن تجديد ولايته وعن دعم أي مرشح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس: لم يكن قرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك بعدم الترشح لولاية ثالثة مفاجئا بعدما راجت معلومات عن هذا الاحتمال منذ منتصف الاسبوع موعد اعلان قصر الاليزيه عن نية شيراك بتوجيه كلمة متلفزة الى الفرنسيين ولكن ما كان ينتظره الفرنسيون ولم يقله شيراك هو من سيدعم من المرشحين لخلافته .
وللتبسيط يمكننا ان نسال عما اذا كان سيدعم وزير الداخلية نيوكولا ساركوزي بشكل لا لبس فيه ام سيكتفي بالصمت. ولكن شيراك الذي يغادر الرئاسة من دون ان يغادر الحياة العامة لانه وعد بان يخدم فرنسا بطريقة اخرى بعد انتهاء سياسته ترك لمواطنيه رسالة هي بمثابة الوصية لخليفته ولا شك ان شيراك سيعطي صوته للمرشح الذي يعد باحترام هذه الوصية وهي من اربع نقاط:
1 نبذ التطرف والتمييز ومعادات السامية،
2 الافتخار بالارث الفرنسي وعدم الخوف من مواجهة العالم والعمل على اعلاء شان النموذج الفرنسي،
3 الايمان باوروبا ومواصلة العمل من اجلها،
4 الدفاع عن الحوار والاحترام بين االحضارات.
شيراك الذي دخل السياسة في ظل الجنرال شارل ديغول وفشل ثلاث مرات في الفوز بالانتخابات الرئاسية قبل ان يدخل الى قصر الاليزيه للمرة الاولى عام 1995 ليجدد الاقامة فيه عام 2005. راس حكومتين واحدة في عهد فاليري جيسكار ديستان وانتهت باستقالة بعد خلاف واخرى في عهد فرنسوا ميتران وفتحت باب حكومات التعايش التي تكررت مع ميتران وادوار بالادور ومع شيراك وليونيل جوسبان .
كلمة شيراك المتلفزة كانت ايضا بمثابة جردة لتلميع صورة ولايتيه الرئاسيتين اذ عبرعن فخره واعتزازه وعن فخر الفرنسيين بالعمل الذي تم انجازه وبترسيخ مبادئ الجمهورية وخفض البطالة وتثبيت الامن والاستقرار وتحسين نظام التقاعد ودعم موقع فرنسا في المجتمع الدولي مدافعا عن السلام في العالم وعن البيئة .
طبعا هناك من ينكرعلى شيراك أي انجاز خلال اثني عشر عاما ولكنه من دون شك كان حاضرا في القضايا الدولية الكبرى .فهو من عارض علنا وبصلابة الحرب على العراق وهو من طالب بدور الشريك لاوروبا الى جانب الولايات المتحدة في عملية السلام واطلق فكرة عقد مؤتمر سلام وهو من اقنع الرئيس الاميركي بتغيير سياسته في لبنان ووقف وراء القرار 1559 وهو ايضا صديق افريقيا ومن اقترح اقتطاع يورو واحد من كل بطاقة سفر لتمويل صندوق محاربة الامراض .
كل الذين قاربوه يؤكدون انه انساني وصاحب احساس مرهف ومثقف جدا وهو خبير في الحضارات الاسيوية خصوصا الصينية ولكن شيراك تعرض من اصدقائه لخيانات كثيرة ابرزهم ادوار بالادور "صديق السنوات الثلاثين " كما كان يسميه والذي تشرح ضده في عام 1995 وايده في ذلك سياسي شاب يدعى نيكولا ساركوزي ...