أخبار

الملف الإيراني: تقدم في السداسية واعتراضات بشأن العقوبات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الغرب يواجه اعتراضات بشأن نطاق العقوبات
الملف الإيراني: تقدم في السداسية واعتراضات بشأن العقوبات

نيويورك (الامم المتحدة): اكد السفير البريطاني ان سفراء البلدان الستة الكبرى في الامم المتحدة احرزوا الاثنين "تقدما مهما" في مفاوضاتهم حول مشروع قرار جديد لتشديد العقوبات على ايران بسبب انشطتها النووية الحساسة، فيما قال دبلوماسيون إن الدول الغربية التي تريد تشديد العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي على ايران عرضت بعض التنازلات في مسعى للتغلب على اعتراضات الصين وروسيا لكن الرفض سيظل قائما عندما تستأنف المحادثات في وقت لاحق. أما روسيا، فاعلنتأنها أرجأت إلى أجل غير مسمى مشروعاً مشتركاً للطاقة النووية واتهمت طهران بإساءة استغلال حسن نواياها.

تقدم في المحادثات
وقال ايمير جونز باري في تصريح صحافي ادلى به في ختام اجتماع استغرق ساعتين مع نظرائه للبلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا) والمانيا، "لقد احرزنا تقدما".واضاف جونز باري الذي كان يرافقه السفيران الفرنسي جان-مارك دو لا سابليير والالماني توماس ماتوسيك، ان "ثمرة مناقشاتنا سيوضحها هذا المساء خبراؤنا الذين ارسلوا الى عواصمنا وسنعقد اجتماعا جديدا غداً (اليوم الثلاثاء) لنرى كيف سنتابع" المناقشات.

وعقد هذا الاجتماع في اعقاب سلسلة من المناقشات غير الرسمية التي اجريت الاسبوع الماضي. واوضح جونز ان البلدان الستة سيكون في وسعها ان تطلع اليوم الثلاثاء الاعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الامن على التقدم في مناقشاتهم.واعلن الاعضاء الدائمون في مجلس الامن عزمهم على تشديد العقوبات المفروضة على ايران في القرار الاول الرقم 1737 الصادر في كانون الاول/ديسمبر لثني طهران. وتتجاهل ايران هذا القرار وترفض تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم على رغم ضغوط المجموعة الدولية.

التدابير الجديدة
وتتضمن التدابير الجديدة المطروحة منع بعض المسؤولين الايرانيين المشتركين في البرنامج النووي من السفر الى الخارج، وفرض حظر على الاسلحة وقيود تجارية ومالية.واعربت روسيا والصين عن تحفظات الاسبوع الماضي حيال منع السفر والقيود التجارية واقتراح بشمول تجميد الارصدة المالية "مؤسسات يشرف عليها حرس الثورة".وقال السفير الفرنسي "اعتقد اننا بتنا قريبين جدا من التوصل الى اتفاق، وهذا كان افضل اجتماع نعقده منذ بداية المفاوضات".واضاف "ان ما نريده، هو ان يدرك الايرانيون ان لديهم خيارا، وان الباب ما زال مفتوحا. ونأمل في ان يحملهم هذا القرار على التفكير وان يطبقوا ما ننتظره منهم، اي تعليق انشطتهم لتخصيب اليورانيوم واعادة المعالجة".

واعلن ماتوسيك "انه اختبار مشجع جدا ان تحاول البلدان الستة العمل معا بطريقة بناءة". واضاف "لا نريد ان نفرض عقوبات ولا ان نسيء الى ايران، لكننا نريد اعادتها الى طريق (التفاوض) ومساعدتها على الخروج من العزلة التي فرضتها على نفسها بنفسها".

من جهته، اكد السفير الروسي فيتالي تشوركين ان البلدان الستة "قريبة جدا" من التوصل الى اتفاق في ما بينها، موضحا ان "بعض تفاصيل اللحظة الاخيرة ما تزال تحتاج الى تسوية".وقال ان "العناصر الاساسية قد سويت ... لكن الشيطان يكمن في التفاصيل".واكد سفير الصين وانغ غوانغيا ان الغربيين وافقوا على سحب هذه القيود التجارية والمالية. وقال "لقد سحبت".

صورة من أرشيف رويترز لمفاعل بوشهر النووي في جنوب غرب إيران روسيا ترجئ مشروعا مشتركا للطاقة
تزايدت عزلة ايران الناجمة عن طموحاتها النووية يوم الاثنين بعد أن اعلنت روسيا اكبر حليف لها في مجال الطاقة انها ارجأت الى اجل غير مسمى مشروعا مشتركا للطاقة النووية واتهمت طهران بإساءة استغلال حسن نواياها. وتحدت روسيا مخاوف غربية لتزود ايران بالاسلحة وتساعدها في بناء محطة للطاقة النووية في بوشهر وتخفف العقوبات ضد طهران في الامم المتحدة لكنها بدأت تشير الان الى ان صبرها يتراجع تجاه القيادة الايرانية.

وقالت شركة اتوم ستروي اكسبورت المملوكة للدولة والتي تساعد في بناء محطة بوشهر ان تسليم اول دفعة من الوقود النووي لن يتم كما كان مقررا هذا الشهر وان المحطة لن تفتح في موعدها المحدد في سبتمبر أيلول. وقالت الشركة ان التأجيل سببه خلاف على مدفوعات مؤجلة لكن مراقبين في موسكو قالوا ان المشروع معلق فعليا بسبب حساسيات سياسية.

وقالت ايرينا يسيبوفا المتحدثة باسم شركة اتوم ستروي اكسبورت "هذا يعني أن الجدول الزمني تغير ومن ثم فلا يمكن افتتاح المحطة في سبتمبر.. لا نستطيع ببساطة أن نفعل ذلك. واذا لم نستطع افتتاح المحطة في سبتمبر فلن نستطيع تسليم الوقود وفقا للجدول الزمني القديم أيضا."

ويأتي الاعلان عن ذلك في الوقت الذي نقلت فيه وكالات الانباء الروسية عما وصفته بمصدر مطلع في موسكو اتهامه لطهران باستغلال دعم روسيا الدبلوماسي لها وعدم تقديم اي تنازلات في المقابل. ونسب الى المصدر قوه "للاسف الايرانيون يسيئون استغلال علاقاتنا البناءة ولا يفعلون شيئا في المقابل لإقناع زملائنا باتساق سياسات طهران." ولم ترد اي اشارة عن هوية المصدر لكن تصريحاته اوردتها جميع وكالات الانباء الرئيسية في روسيا.وعادة ما يدلي المسؤولون الحكوميون الكبار بتصريحات للوكالات دون ذكر اسمائهم بهدف توجيه رسالة للحكومات الاجنبية. ونقل عن المصدر قوله "نعاني من خسائر تتعلق بالسياسة الخارجية وبشأن صورتنا في حين يتمسكون (الايرانيون) بموقفهم." واضاف "اذا لم يردوا على اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلندعهم يردون بالنيابة عن انفسهم." وتابع "لا يمكنهم الاعتماد للابد على علاقاتنا الطيبة وعليهم ان يفهموا ذلك."

وتملك روسيا مفتاح فرض عقوبات في المستقبل على ايران من قبل الامم المتحدة واستخدمت نفوذها لتخفيف حدة اجراءات سابقة.

الغرب يواجه اعتراضات
وقال الدبلوماسيون ان الدول الغربية تخلت عن اقتراح بفرض حظر اجباري على سفر مجموعة من المسؤولين الايرانيين لكن هناك محاولات لتشديد حظر طوعي على السفر ووفق عليه من قبل. ومع اقتراب موعد استئناف المفاوضات قلل مسؤولون أميركيون من شأن عرض قدمه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بالقاء كلمة أمام مجلس الامن.

وقال توم كيسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية "لست واثقا بشأن جدوى ذلك." ونقل التلفزيون الايراني عن غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة قوله دون الخوض في تفاصيل "يعتزم الرئيس التحدث في اجتماع يحتمل ان يعقده مجلس الامن بشأن برنامج ايران النووي للدفاع عن حق الامة الايرانية في استخدام التكنولوجيا النووية السلمية."

وقال كيسي للصحافيين "القضية هنا ليست توضيح حق ايران المفترض في الحصول على طاقة نووية مدنية بل القضية هنا هي التصدي لبواعث قلق المجتمع الدولي بشأن برنامج ايران النووي وسعيها للحصول على اسلحة نووية."

ويعكف سفراء ألمانيا والدول دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين على صياغة قرار يأملون في طرحه على أعضاء المجلس وعددهم 15 هذا الاسبوع. ولم تتمخض مفاوضات استمرت أسبوعين في نيويورك عن أي قرار بهدف زيادة العقوبات على طهران لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم. وتتهم الولايات المتحدة ايران بمحاولة انتاج أسلحة نووية لكن طهران تقول ان برنامجها لا يهدف الا لتوليد الكهرباء.

وهناك تصور عن مجموعة واسعة من العقوبات التي يمكن فرضها وقال السفراء انه تم التوصل لاتفاق عام بشأن فرض قيود على القروض التي تقدم لحكومة ايران. لكن هناك خلافا بشأن مقترحات لوقف ضمانات التصدير وتوسيع قائمة بأسماء مسؤولين وجماعات وشركات سيتم تجميد أرصدتها مثل الشركات التي يسيطر عليها الحرس الثوري الايراني. وتتفق الدول الست بشكل أو باخر على حظر نقل الاسلحة التقليدية لكن الصين قالت انه يتعين تضييق القائمة بحيث تقتصر على فئات معينة من الاسلحة.

وقال سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الاحد ان المحادثات "تتحرك ببطء الى الامام والى الوراء" وان الاتفاق يتم بشكل تدريجي للغاية. وسيأتي القرار الجديد في أعقاب قرار وافق عليه المجلس في 23 ديسمبر كانون الاول وحظر نقل المواد والتقنية النووية الحساسة الى ايران وجمد أرصدة بعض الافراد والجماعات والشركات الايرانية.

وأوضح أعضاء مجلس الامن أنه اذا أراد أحمدي نجاد التحدث أمام المجلس فان له الحق في ذلك. وبموجب اجراءات المجلس فاذا اعترض أي عضو على الزيارة فسيتعين أن يوافق عليها تسعة أعضاء ولن يكون لاي دولة حق النقض. وقال السفير الصيني لدى الامم المتحدة وانج كوانج "أي عضو له الحق في الحضور الى المجلس. سيكون أمرا شيقا اذا حضر ولا سيما فيما يتعلق بالموافقة على هذا القرار."

ولابد أن تصدر الولايات المتحدة تأشيرة دخول وقال مسؤول أميركي انه لم يقدم طلب بذلك.

وتشتبه الولايات المتحدة في ان ايران تعمل على اكتساب الخبرة النووية لإنتاج قنبلة وتطالب موسكو منذ سنوات بوقف المشروع لكن الكرملين يرفض ذلك. وتنفي ايران انها تسعى للحصول على سلاح نووي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف