أخبار

لندن: لا تأكيدات ايرانية حول اللقاء مع البحارة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سعي بريطانيلاستصدار "استنكار" أممي
لندن: لا تأكيدات ايرانية حول اللقاء مع البحارة


لندن : اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية اليومان بريطانيا لم تتلق بعد تأكيدا مباشرا من الحكومة الايرانية حول زيارة القنصل البريطاني للبحارة الـ 15 الذين تحتجزهم طهران.واضاف المتحدث "ننتظر مزيدا من التفاصيل من الحكومة الايرانية حول وعدها باستجابة طلبنا زيارة عناصر من البحرية الملكية".وقال "نواصل ممارسة الضغط من اجل الافراج الفوري عنهم".وكان المتحدث يرد على تقارير نقلت عن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قوله ان طهران قبلت طلب بريطانيا لان يلتقي مسؤولون بريطانيون بالبحارة المحتجزين وانه يجري اتخاذ اجراءات لترتيب لقاء.كما اعتبرت بريطانيا العرض الايراني الافراج عن بحار واحد -امرأة- "لا يكفي ودعت ايران من جديد الى الافراج عن البحارة البريطانيين الخمسة عشر" الذين احتجزتهم الجمعة في الخليج.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "بالطبع، الافراج عن شخص، عن جندي واحد وليس عن الجميع، لا يكفي".
واضاف المتحدث ان "جميع البحارة كانوا في المياه الاقليمية العراقية للقيام بواجبهم بناء على قرار لمجلس الامن، وطلب الحكومة العراقية وننتظر الافراج عنهم جميعا"، والسماح فورا للقنصل البريطاني بزيارتهم لتحضير الافراج عنهم.

وتؤكد بريطانيا ان بحارتها الخمسة عشر وبينهم امرأة هي فاي تورني اسروا لدى وجودهم في المياه الاقليمية العراقية بصفتهم عناصر في القوة المتعددة الجنسيات في العراق بناء على قرار مجلس الامن الرقم 1723.اما ايران فتؤكد ان التحقيق يثبت ان عملية الاسر تمت في مياهها الاقليمية.

وكان التلفزيون الايراني قد عرض امس بعض البحارة ومشاة البحرية البريطانيين الخمسة عشر الذين احتجزتهم القوات الايرانية في البحر الاسبوع الماضي وتضمنت لقطات للمرأة الوحيدة بين أفراد الطاقم وهي تقول انهم "انتهكوا" المياه الايرانية.وقالت بريطانيا التي أوقفت في وقت سابق كل الاتصالات الرسمية مع ايران باستثناء تلك المتعلقة بالطاقم المحتجز انها تخشى أنهم ربما أُجبروا على الظهور في التلفزيون. وأصرت على أنهم احتجزوا داخل المياه العراقية.

وقال ديس براون وزير الدفاع البريطاني "غير مقبول بالمرة عرض مواطنينا بهذه الطريقة."

وبعد البث التلفزيوني أبلغ وزير الخارجية الايراني أن على لندن أن تقبل أن بحارتها اعتقلوا في مياه ايرانية مُكررا إعلانا سابقا بأن طهران ستفرج عن المرأة "في أقرب وقت ممكن".وقالت لندن انها ليس لديها ما يؤكد قُرب الإفراج عن أي من البحارة المحتجزين وطالبت بالسماح لمسؤوليها بالاتصال بالمجموعة التي احتجزت في وقت يتصاعد فيه التوتر بين ايران والغرب بسبب برنامج طهران النووي.

وقالت وسائل اعلام بريطانية ان البحارة البريطانية التي ظهرت في اللقطات وهي ترتدي غطاء رأس إسلاميا وتتحدث بهدوء تدعى فاي تيرني وتبلغ من العمر 26 عاما ومتزوجة ولديها طفلة عمرها ثلاث سنوات.وجاء في رسالة قالت السفارة الايرانية في لندن ان تيرني كتبتها الي والديها "أتمنى ألا يمر وقت طويل قبل أن أعود الى الوطن لاستعد لعيد ميلاد (ابنتي) مولي..."

وعرض تلفزيون العالم الايراني الناطق بالعربية تيرني مع العديد من البحارة الآخرين في زي موحد يأكلون من أطباق بلاستيكية في غرفة جيدة الإضاءة. كما عرض مقابلة مع تيرني وهي ترتدي غطاء رأس أسود وتدخن سيجارة وتتحدث عن ظروف احتجازها والمعاملة التي لقوها.وقالت تيرني بصوت خفيض "اعتقلت يوم الجمعة 23 مارس. من الواضح أننا انتهكنا مياههم."

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن بيانات نظام تحديد المواقع العالمي تظهر أن البحارة وجنود مشاة البحرية البريطانيين كانوا داخل المياه العراقية على بعد 1.7 ميل بحري من المياه الايرانية عندما اعتقلتهم زوارق مسلحة ايرانية بالقرب من الممر المائي الذي يفصل بين ايران والعراق.

لكن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قال "الصورة الحقيقية هي ان البحارة البريطانيين اعتقلوا في المياه الاقليمية لايران. يجب ان تقبل حكومة المملكة المتحدة ذلك."

وأبلغت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت البرلمان في وقت سابق أن بريطانيا ستجمد أي تعامل رسمي مع ايران باستثناء الجهود الرامية إلى حل الازمة.وقالت بيكيت في بيان عقب بث اللقطات "أشعر بقلق بالغ بخصوص هذه اللقطات وأي مؤشر على ضغط أو إكراه لجنودنا الذين كانوا يقومون بعملية روتينية وفقا للقانون الدولي."

ومع إجراء الولايات المتحدة تدريبات بحرية في الخليج ساد التوتر المتزايد الأسواق العالمية. وقفزت أسعار النفط خمسة دولارات ليل الثلاثاء الى أكثر من 68 دولارا للبرميل قبل أن تتراجع وتستقر عند حوالى 64 دولارا. وقفزت أسعار الذهب الى أعلى مستوى لها خلال أربعة أسابيع بسبب عمليات شراء الذهب طلبا للأمان المالي قبل أن تتراجع الأسعار.وللمرة الأولى منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وصلت حاملة طائرات أميركية ثانية هي جون سي ستينيس الى الخليج للمشاركة في مناورات بحرية مقررة سلفا.

وقللت الولايات المتحدة وايران من أهمية المناورات البحرية الاميركية. وأصرت واشنطن على أنها لا تصعد التوتر وجاء في أحد عناوين الأنباء على التلفزيون الايراني الرسمي "ايران.. لا سبب يدعونا إلى القلق من مناورات البنتاغون في الخليج الفارسي."وتتزامن الازمة مع قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة صدر مطلع الاسبوع الجاري يقضي بتشديد العقوبات ضد ايران بسبب برنامجها النووي.

سعي بريطاني لقرار أممي


تسعى بريطانيا الى استصدار بيان من مجلس الامن التابع للامم المتحدة اليوم "يستنكر" احتجاز ايران 15 من افراد البحرية البريطانية.وتصر وزارة الدفاع البريطانية على ان بيانات لنظام تحديد المواقع العالمي تظهر ان هؤلاء الجنود كانوا على مسافة 1.7 ميل بحري داخل المياه العراقية عندما احتجزتهم زوارق حربية ايرانية يوم الجمعة قرب الممر المائي الذي يفصل بين ايران والعراق. وتقول طهران ان زوارق الجنود البريطانيين كانت في المياه الاقليمية الايرانية.

ويقول مشروع بيان صاغته بريطانيا ان مجلس الامن المؤلف من 15 دولة "يستنكر استمرار احتجاز حكومة ايران لافراد بحرية المملكة المتحدة الخمسة عشر."ويضيف مشروع البيان الذي يمكن ادخال تعديلات عليه قبل تبنيه ان الزوارق التي كان عليها هؤلاء الجنود "كانت تعمل في المياه العراقية في اطار القوة المتعددة الجنسية في العراق بمقتضى تفويض من مجلس الامن... وبطلب من حكومة العراق."

ويقول المشروع "أعضاء مجلس الامن يؤيدون الدعوات الى الافراج الفوري عن هؤلاء الافراد من القوة المتعددة الجنسية في العراق."ويتعين ان يوافق جميع أعضاء المجلس الخمسة عشر على البيان لكي يتبناه المجلس.

الصحف البريطانية


طغت أخبار عرض مشاة البحرية البريطانية والبحارين المحتجزين في ايران على شاشات التلفزيون الايراني والرسالة التي قيل ان الجندية الوحيدة في المجموعة فاي تيرني كتبتها لعائلتها على أخبار الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم.

ففي صحيفة الغارديان تستعرض أليس تومسون شعور بعض الرجال البريطانيين خاصة ممن شاهدوا محنة تيرني بالذنب لكونها امرأة وأم لطفلة عمرها ثلاث سنوات تخدم في الجبهة بينما من المفروض أن تكون هذه المهام مناطة برجال. وتدحض تومسون هذا الرأي قائلة ان افتقاد الأب هو في فداحة افتقاد الأم بالنسبة إلى الطفل وان هذا الافتراض فيه اجحاف للأمهات والاباء على حد سواء .

وفي الصحيفة نفسها نجد مقالا اخر مرتبط بأزمة المحتجزين بعنوان "أعمال ايران ستزيد من عزلتها". يستعرض المقال سوابق ايرانية في أخذ أسرى أو "رهائن" كما في حال مشاة البحرية الذين احتجزوا في ظرف مشابه في شط العرب عام 2004، وموظفي السفارة الأميركية الذين احتجز قسم منهم لمدة 14 شهرا عام 1979 كما يقول المقال.

ويخلص المقال الى أن الولايات المتحدة لن تطلق سراح المحتجزين الايرانيين مقابل اطلاق سراح جنود مشاة البحرية والبحارة البريطانيين، ولن يؤدي أسر هؤلاء الا الى زيادة عزلة ايران الدولية. وحول الموضوع نفسه كتب تيموثي جارتون اش في صحيفة الجارديان مقالا بعنوان "على أوروبا أن تبدي التضامن في مواجهة الابتزاز الايراني".

يتساءل كاتب المقال ان كان احتجاز البحارة وجنود مشاة البحرية البريطانيين شأنا بريطانيا أم أوروبيا ؟ ويجيب أنه يعتقد أن دول الاتحاد الأوروبي لا بد تراه شأنا بريطانيا أو شأنا "أنجلو-أميركيا" على أحسن تقدير، وبالتالي لا تظهر الاهتمام بالموضوع بالدرجة التي يتوقعها كاتب المقال، على الرغم من احتفال دول الاتحاد الأوروبي قبل أيام بمرور خمسين سنة على تأسيسه، وما يجسده هذا الكيان وما يعكسه من روابط بين الدول الأعضاء.

الاندبندنت

وفي صحيفة الاندبندنت مقال بعنوان "وجهان لايران: صراع بين الدبلوماسيين والمتطرفين للسيطرة على السياسة الخارجية" كتبه أنجوس ماكدوال.

يحلل كاتب المقال التركيبة المعقدة للسلطة في ايران ويحاول استنتاج أي جهات تقف وراء العملية العسكرية التي كان نتيجتها احتجاز 15 من مشاة البحرية والبحارة بينهم امرأة، وما هي دوافع عرض الأسرى على التلفزيون وما هو مغزى عرضهم على شاشة قناة العالمية تحديدا المعروفة بقربها من الحرس الثوري كما يقول كاتب المقال، وكذلك لماذا اختار القائمون على القرار قناة ناطقة بالعربية وليس الفارسية لعرض الأسرى، وما هو سبب التعتيم الاعلامي في وسائل الاعلام المحلية الايرانية على هذا الحدث.

التايمز

ونطالع في زاوية "التعليقات" في صحيفة التايمز مقالا بعنوان :"مرحلة مختلفة: على بريطانيا مواصلة الضغط على ايران" . يرصد المقال مرحلة مختلفة في الرد البريطاني ونقله في أسلوب التعامل مع أزمة المحتجزين البريطانيين في ايران من افتراض "`عودة ايران الى رشدها "في البداية وهذا الافتراض ميز الخطوات الحية لوزارة الخارجية البريطانية حسب الصحيفة، الى التصعيد في لهجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حين صرح أنه سينتهج أسلوبا أكثر حزما في التعامل مع الأزمة.

وتكرر صحيفة التايمز الافتراض الذي أثارته صحف أخرى حول امكانية وجود خلاف بين عناصر مختلفة في السلطة الايرانية على موضوع الأسرى.

وترى الصحيفة في تصريحات وزير الخارجية الايراني دليلا على هذا ، حيث وعد باطلاق سراح المرأة الوحيدة في مجموعة الأسرى، فاي تيرني، ومن جهة أخرى حاول تخفيف لهجة الاتهام الايراني الذي ورد في بداية الأزمة حول كون مشاة البحرية الذين أسروا "ضالعين في عمل عدواني" ضد ايران، بقوله ان أي انتهاك للمياه الايرانية لا بد أنه وقع بطريق الخطأ. وتقارن الصحيفة بين منظر المحتجزين كما عرضوا على شاشات التلفزيون ليلة أمس ومنظر لمحتجزين اخرين من مشاة البحرية أخذوا عام 2004، فتستنتج أن الايرانيين هذه المرة حريصون على اعطاء انطباع بأنهم معنيون بردود الفعل الدولية.

ولكن الصحيفة تشكك، كما فعلت صحف أخرى، بمصداقية ما صرحت به تيرني من حسن المعاملة وكذلك ما ورد في الرسالة التي أرسلتها الى عائلتها من اعتراف بدخول المياه الاقليمية الايرانية، وافترضت أنها تعرضت لضغوط نفسية من اسريها للقيام بذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف