مجلس الامن يعرب عن قلقه العميق بشأن البحارة البريطانيين

طهران- نيويورك:طالب مجلس الامن ب "حل سريع لمشكلة"البحارة البريطانيين الخمسة عشر الذين تحتجزهم ايران، معربا عن "قلقه العميق" في بيان ملطف جدا تبناه الخميس.وقال سفير جنوب افريقيا دوميساني كومالي في بيان صحافي ان اعضاء المجلس "يعربون عن قلقهم العميق على اثر اعتقال حرس الثورة الايراني 15 بحارا بريطانيا واستمرار احتجازهم".واضاف انهم "يدعون الحكومة الايرانية الى السماح بزيارة البحارة الخمسة عشر".

وخلص البيان الى القول ان اعضاء المجلس "يؤيدون الدعوات التي صدرت حتى الان بما فيها دعوة الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) الى الاسراع في حل المشكلة الذي يتضمن الافراج" عن هؤلاء البحارة.واستغرق صدور هذا البيان اربع ساعات من المفاوضات.وتعتبر الصيغة النهائية ملطفة جدا بالمقارنة مع الصيغة الاولية التي قدمها البريطانيون الذين كانوا يرغبون في ان يعرب المجلس عن "اسفه" لاستمرار احتجاز البحارة ال 15، وان يقول انهم اسروا بينما كانوا "يقومون بدورية في المياه الاقليمية العراقية بصفتهم عناصر في القوة المتعددة الجنسيات في العراق بناء على قرار مجلس الامن الرقم 1723". وكانت الصيغة الاصلية تريد ايضا الاعراب عن تأييد الدعوات "الى الافراج الفوري عن هؤلاء البحارة".

وذكر الدبلوماسيون ان روسيا كانت المعارض الاول لمختلف الصيغ هذه.وقبيل الاتفاق على الصيغة النهائية، اعلن دبلوماسي الخميس ان روسيا تعارض دعوة مجلس الامن بناء على اقتراح لندن الى الافراج الفوري عن البحارة البريطانيين الخمسة عشر الذين تحتجزهم ايران منذ اسبوع.ونقل دبلوماسي غربي عن السفير الروسي فيتالي تشوركين قوله "لن يكون في وسعنا الموافقة على دعوة الى الافراج الفوري عن البحارة البريطانيين الخمسة عشر".

وذكر عدد من الدبلوماسيين، ان موسكو التي تقتدي بها بلدان اخرى مثل اندونيسيا احيانا، كانت تريد تجنيب مجلس الامن التحول فريقا في ما تعتبره "خلافا ثنائيا" خصوصا على تحديد المكان الذي اسر فيه البحارة في الخليج.وتؤكد لندن ان عملية الاسر حصلت في المياه الاقليمية العراقية، فيما تؤكد ايران انها حصلت في مياهها وتطالب الحكومة البريطانية باعتذار.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد صرح ان ايران "ستنظر بايجابية" في طلب تقدمت به تركيا للافراج عن الجندية البريطانية فاي تورني، حسب ما ذكر التلفزيون الايراني الرسمي اليوم في وقت اعلنت تورني التي اسرها الايرانيون مع 14 عنصرا اخرين من البحارة البريطانيين، ان الوقت قد حان لانسحاب القوات البريطانية من العراق، وذلك في رسالة ثانية نشرتها وكالة الانباء الايرانية.

واوضحت الوكالة ان تورني تساءلت في رسالة موجهة الى البرلمان البريطاني "ألم يحن الوقت كي تغادر قواتنا العراق وتتيح للعراقيين ان يقرروا مصيرهم بانفسهم".
وسألت ايضا لماذا لم يقرر النواب البريطانيون "فتح تحقيق حول حكومة توني بلير" كي يسألوها لماذا "حصل هذا الامر على الرغم من الوعد بعدم تكرار مثل هذا النوع من الحوادث (انتهاك المياه الايرانية)".

الى ذلك صرح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي للتلفزيون الرسمي انه يتوجب على لندن ان تعترف بان بحارتها ال15 انتهكوا المياه الاقليمية الايرانية لكي تساعد على حل الازمة. وقال "يتوجب على المسؤولين البريطانيين ان يقبلوا بان هذا الانتهاك قد حصل وهذا الامر سيساعد على حل القضية". واضاف ان الزيارات القنصلية لا يمكن ان تتم الا بعد الانتهاء من التحقيق. وقال متكي "قدم طلبان للقيام بزيارة قنصيلة. سيتمكنون من الالتقاء بهم بعد نهاية التحقيقات".

و كان رئيس الوزراء البريطاني توني بليرتعهد اليوم "بزيادة الضغوط" على ايران مؤكدا توفر "سلسلة من الاجراءات" ومنددا ببث محطة تلفزة ايرانية صورا للجندية البريطانية فاي تورني المرأة الوحيدة بين البحارة البريطانيين ال15 الذين تحتجزهم ايران منذ الجمعة. وقال بلير في حديث الى شبكة "آي تي في" التلفزيونية البريطانية "ما علينا فعله بطريقة حازمة هو زيادة الضغوط" على ايران.

واضاف "ان المرحلة المقبلة هي اعلان من الامم المتحدة، وهناك سلسلة من الاجراءات يمكننا اتخاذها غير اني اعتقد انه من الافضل ان لا نعلن ذلك وان نوجه اشارة واضحة للايرانيين".واكد "لا يوجد سوى حل واحد وهو الافراج عن جنودنا ال15".

وشدد "ان الامر المهم هو ان نؤكد بوضوح تام للحكومة الايرانية انه لن يتم حل هذه المشكلة باي طريقة غير الافراج غير المشروط عن كافة عناصرنا".واضاف "كلما ادركوا بشكل ابكر انه لا يوجد خيار غير الافراج عنهم، كلما كان افضل".

وندد ببث تلفزيون ايراني شريط فيديو تضمن صورا وكلاما للجندية البريطانية فاي تورني الاربعاء، باعتباره امرا "مخالفا لكافة القوانين والاتفاقيات الدولية".وتابع "اعتقد انه امر سيء تماما، لا بل انه من العار ان يتم التلاعب بالناس بهذه الطريقة".ومضى يقول "نريد ان يتم الافراج عنهم جميعا لانهم كانوا يقومون بعملهم في اطار تفويض من الامم المتحدة. ولا مبرر البتة" لاعتقالهم.

وظهرت تورني في شريط فيديو بثه تلفزيون "العالم" الايراني الناطق باللغة العربية الاربعاء وقد وضعت غطاء على راسها وبدت متوترة تدخن سيجارة بعصبية، وقالت في شريط الفيديو ورسالة الى اسرتها نسبت اليها انها كانت مع رفاقها داخل المياه الاقليمية الايرانية لدى اعتراضهم من جانب الايرانيين.

خبير خرائط

على صعيد متصل، اعربت الامم المتحدة عن استعدادها لتوفير خبير في الخرائط لمساعدة بريطانيا وايران على حل النزاع بينهما. جاء ذلك على لسان نائب المتحدثة باسم السكرتارية العامة فرحان حق في ايجاز صحافي اضاف أثناءه ان الامم المتحدة لم تتلق طلبا بذلك من بريطانيا أو ايران غير انها تعرب عن استعدادها للمساعدة بتوفير مثل هذا الخبير كما فعلت في قضايا سابقة منها قضية مزارع شبعا اللبنانية على سبيل المثال.