داودي: لن نفرج عن البحارة البريطانيين قريبا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شيرين عبادي تطالب باجراء استفتاء حول مصير الملف النووي الايراني
داودي: لن نفرج عن البحارة البريطانيين قريبا
يوسف عزيزي-وكالات:فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني اليومين القادمين بانها حساسة بالنسبة للبحارة البريطانيين المحتجزين في ايران قال نائب الرئيس الايراني برويز داودي ان قضية البحارة لن تحل قريبا اذا استمرت بريطانيا باثارة الاجواء.وقال داودي الذي كان يتحدث في مدينة بوشهر ردا على سؤال"هل هناك موعد محدد لحل قضية البحارة البريطانيين المحتجزين". قال: هذا الامر يتبع سلوك بريطانيا حيث اذا اعترفوا بانهم اعتدوا على مياهنا و اذا تعهدوا بعدم تكرار العملية سنشهد تطورا منطقيا الى الامام لكن اذا ارادت بريطانيا ان تواصل اثارة الاجواء لن تحل القضية قريبا.
و حول موضوع اختفاء مواطن امريكي في جزيرة كيش قال داودي ان لاعلم له بالموضوع مؤكدا بانه سيتابع الامر. وقد ذكرت وكالة رويترز أن عنصرا سابقا من الشرطة الفدرالية الامريكية اختفى في لندن تتحدث عن اتصالات جديدة مع طهران جزيرة كيش الايرانية.
واشنطن لم تتلق ردا من طهران
في الاطار ذاته، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الثلاثاء ان بلاده تنتظر ردا من طهران حول طلبها معلومات عن موظف سابق في "اف بي آي" فقد اثره في جنوب ايران منذ اسابيع عدة.وقال "لم نحصل على تأكيد ما اذا كان السويسريون قد سلموا طلبنا للايرانيين ولم نتلق ردا من الايرانيين كذلك".
وارسلت الولايات المتحدة الاثنين طلبا الى الحكومة الايرانية للتحقيق حول هذا الرجل وذلك عبر سفارة سويسرا في طهران التي تتولى رعاية المصالح الاميركية في ايران منذ قطع العلاقات بين واشنطن وطهران قبل 27 عاما.وكشف ماكورماك الثلاثاء ان بلاده طلبت في 12 اذار/مارس بشكل غير رسمي من السلطات السويسرية كي تطلب فتح تحقيق ايراني حول هذا الاميركي الذي لم يكشف النقاب عن هويته.وقال ان الادارة الاميركية قررت بعد عدم حصولها على اي رد، الاتصال مباشرة بالحكومة الايرانية.واضاف "اتصل بنا السويسريون وقالوا لنا انهم لم يعثروا على شيء".
واشار المتحدث الى انه في حالات الرعايا الاميركيين الذين نفقد اثرهم في ايران (حالتان او ثلاث سنويا) تكتفي الولايات المتحدة عادة بطلب غير رسمي من السلطات السويسرية الاستعلام عن الشخص المعني. ولم يستطع ان يوضح ما اذا كانت المرة الاولى التي توجه فيها الولايات المتحدة رسالة الى الايرانيين حول هذا النوع من القضايا.
وكان الاميركي وهو موظف سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) والمتخصص في الجريمة المنظمة في جزيرة كيش (جنوب) وهي منطقة حرة ايرانية عندما فقد اثره في تاريخ لم يحدد.وذكرت صحيفة واشنطن بوست انه كان يعمل على مشروع كتاب ووثائقي لحساب مؤسسة كندية وقد اجرى مقابلات بهذا الخصوص.
مباحثات مع واشنطن
وحول مقايضة البحارة البريطانيين مع الدبلوماسيين الايرانيين المخطوفين من قبل الامريكيين في العراق قال نائب الرئيس الايراني: ان القضيتين منفصلتين بشكل كامل مؤكدا: ان هذه الحكومة (البريطانية) ارتكبت الاخطاء وعليها ان تتقبل المسؤولية؛ حيث يجب حل اي من هذه القضايا في إطارها الخاص.
و حول استعداد وزيرة خارجية الولايات المتحدة الامريكية للتفاوض المباشر مع ايران قال داودي: خطوطنا الحمراء محددة حيث نحن مستعدون للتفاوض دون اية شروط مسبقة وذلك في إطار اتفاقات الوكالة الذرية، لكننا لا نقبل باية شروط مسبقة للمفاوضات وايران ثابتة على مواقفها المعلنة.واضاف: في الموضوع النووي كما اكدنا سابقا فقد طورنا عملية إكمال دورة الوقود النووي وفقا لما اعلنته الحكومة رسميا و نعلن حاليا للمجتمع الدولي و بصورة شفافة اننا سنحتفل يوم 9 من هذا الشهر بالذكرى السنوية لمهرجاننا النووي.
الكويت تنفي القيام بوساطة بين إيران وبريطانيا
على صعيد متصل، نفى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد الصباح قيام الكويت بوساطة بين ايران والمملكة المتحدة بشأن البحارة البريطانيين المحتجزين لدى ايران. وقال وزير الخارجية في تصريح للصحافيين عقب احتفال للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ان "الكويت لا تقوم بوساطة في هذا المجال لأنه لم يطلب منها ذلك لكن من مصلحة الكويت ومصلحة كل دول المنطقة حل هذا الامر في اسرع وقت ممكن خصوصا انه لايوجد حالة عداء بين المملكة المتحدة والجمهورية الاسلامية".
واضاف "انا لا اعرف تفاصيل ما حدث ولكن اعرف ان المنطقة ضيقة ويمكن ان تكون هناك تجاوزات هنا او هناك" متمنيا على "الاخوة في ايران التعامل مع هذا الامر بنوع من سعة الصدر". واشار الى اننا "لسنا في حاجة الى توتر جديد في المنطقة وهذا الكلام نقلته لوزير الخارجية الايراني عندما قابلته في القمة العربية في الرياض وقلت له تتمنى الكويت ان يكون هناك حل سريع للموضوع وألا تتوتر الامور اكثر مما هي عليه".
استفتاء حول الملف النووي
على صعيد آخر، طالبت المحامية الايرانية الحائزة على جائزة نوبل شيرين عبادي الى اجراء استفتاء حول مصير الملف النووي الايراني.وقالت عبادي في مقال نشرته صحيفة "روز" الالكترونية: ان الملف النووي الايراني بدأ يأخذ ابعادا خطيرة، وبما ان مصير هذا الملف سيؤثر مباشرة على الحياة الاقتصادية و الاجتماعية لملايين الايرانين فانه يرتبط بجميع نشطاء حقوق الانسان.
وطرحت عبادي سؤالا حول " ماذا يريد الشعب الايراني من الملف النووي؟" قائلة: فقد كانت هناك ردود دعائية مختلفة على هذا السؤال؛ ردود تستند الى المظاهرات في الشوارع بمناسبات رسمية و الاستطلاع عن الآراء بواسطة الانترنت و امثال ذلك؛ لكن الشيء المعتبر لفهم طلب الايرانيين في هذا الخصوص ليس الاجراءات السياسية والدعائية بل الاجراءت القانونية.فالاقتراح المحدد في هذا المجال هو الاستفتاء؛ اي الاستفتاء الذي يمكن الدفاع عنه قانونيا و ان تكون نتائجه معتبرة عند الرأي العام الداخلي و الخارجي.
واكدت شيرين عبادي ان نتائج الاستفتاء في كلا الحالتين الايجابية و المؤيدة لاستمرار النشاط النووي و السلبية و المعارضة له ستكون لصالح الحكومة الايرانية.و اضافت عبادي: اذا صوت الشعب الايراني في استفتاء شفاف وعادل لصالح استمرار السياسات الرسمية في مجال الملف النووي ستكون النتيجة لصالح الحكومة كاملا حيث سيتعزز موقفها على المستوى الدولي و في مسار مفاوضاتها النووية مع المجتمع الدولي.
واشترطت عبادي عملية الاستفتاء بمنح الفرص المتكافئة و الحرية لاصحاب الاراء المختلفة حول الملف النووي في المنابر العامة كالاذاعة و التلفزيون و الاشراف علي العملية من قبل التيارات المختلفة داخل البلاد.و اكدت شيرين عبادي:اذا كانت نتائج الاستفتاء معارضة للسياسات النووية للحكومة الايرانية الحالية فلايجب ان يستاء المسؤولون من اجراء الاستفتاء لانه اذا عارضت اغلبية الشعب سياسات الحكومة النووية فدون شك انها لن تتقبل تكاليف هذه السياسات ( كالعقوبات المتزايدة و التهديدات العسكرية..الخ) حيث سيؤدي هذا الامر في حال مواجهة المسؤولين مع المجتمع الدولي الى اوضاع غيرمطمئنة و خطيرة للحكومة حيث تضطر الى التراجع من مواقف واهن في حال تشديد الضغوط الدولية. فان اتضاح هذه الحقيقة قبل المواجهة مع المجتمع الدولي سيمكن الحكومة الايرانية ان تعيد النظر في سياساتها النووية دون ان تتهم بالتراجع بسبب"الخوف" من الضغوط الدولية بل من موقف "مشرف" وهو موقف حكومة تستسلم ليس للدول الاخرى بل لطلب شعبها.
وناشدت شيرين عبادي في نهاية مقالها الجميع - من كافة التيارات السياسة و الفكرية - القلقين ازاء مصير البلاد ان يتابعوا فكرة الاستفتاء النووي في العام الايراني الجديد لربما يمكن انقاذ البلاد
"حيث بلغ الملف النووي الايراني اوضاعا حساسة لايمكن اهمالها".