بيلوسي في دمشق: الأسد مستعد لمفاوضات سلام مع اسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اردوغان في حلب وبيلوسي في دمشق
بيلوسي تلتقي محمود عباس في رام الله
دمشق: استقبل الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء في دمشق رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي. وقالت بيلوسي انها سلمت الاسد رسالة من اسرائيل تفيد استعداد الدولة اليهودية لإجراء محادثات سلام. وقالت وهي نائبة ديمقراطية للصحفيين في العاصمة دمشق بعد محادثاتها مع الاسد "اجتماعنا مع الرئيس مكننا من نقل رسالة من رئيس الوزراء (الاسرائيلي ايهود) اولمرت تفيد ان اسرائيل مستعدة لاجراء محادثات سلام. واعلنت بيلوسي ان بشار الاسد ايضا اكد لها استعداده لاجراء مفاوضات سلام مع اسرائيل. وقالت ان سياسة الرئيس جورج بوش في العراق بحثت ايضا خلال لقائها مع الاسد في دمشق "المخاوف" الاميركية بشأن الدعم الذي تقدمه سوريا لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله الشيعي اللبيناني وتسلل المقاتلين الى العراق عبر الحدود السورية.
وكانت بيلوسي التقت وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائب الرئيس فاروق الشرع. وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان "العلاقات السورية الاميركية والمسائل الاقليمية" ستكون على جدول المحادثات بين القيادة السورية ورئيسة مجلس النواب الاميركي. وكانت بيلوسيالتي تواجه انتقادات واسعة منبوش و ادارته قد قالت في بيروت قبل يومين انها "لا تملك اوهاما" ولكنها تعقد آمالا على لقائها بالزعيم السوري الذي تدهورت علاقاته بالولايات المتحدة بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري.وقال مسؤولون سوريون انه يأملون ان تعيد زيارة بيلوسي الى دمشق التوازن للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط والتي تراها سوريا بانها منحازة الى اسرائيل.
من جهته لم يتردد مصدر موثوق في باريس في الاستعانة بعبارات بوش للإجابة على موقف باريس من هذه الزيارة، فهي برأي فرنسا "تعطي إشارات خاطئة لدمشق".وامتنع المتحدث المساعد في وزارة الخارجية دونيس سيمونو عن التعليق على الزيارة، إلا أنه لم يستطع إلا أن يشير إلى موقف الناطق الرسمي في وزارة الخارجية الأميركية "الذي انتقدها".
وقال إن السياسة الفرنسية ليست "مصطفة وراء السياسة الأميركية في ما يتعلق بالموقف من دمشق"، مشدداً على أن العاصمتين تعملان معاً على هذا الموضوع وأن "لديهما مطالب متشابهة" من سوريا "تتمثل في المزيد من التعاون لإعادة الاستقرار إلى المنطقة".
ورغم هذه التصريحات يقول مصدر ديبلوماسي أوروبي إن "باريس متضايقة من زيارة نانسي أكثر من تضايق واشنطن". ويفسر المصدر بـ"أن باريس ستكون بعيدة عن مواقع القرارات الحاسمة خلال فترة الانتخابات وتتخوف من أن يخضع بوش لمطالب لجنة بيكر ـــــ هاميلتون ليستطيع تمرير ميزانية الجيش في الكونغرس".
واستقبلت بيلوسي الديمقراطية ووفدها العالي المستوى بحفاوة في مطار دمشق الدولي حيث كان في انتظارها وزير الخارجية وليد المعلم.وجابت بيلوسي في الجامع الاموي وسوق البزورية التاريخي وزارت قصر العظم الذي كان مقرا للاتراك والفرنسيين. وعندما سؤلت عن رأيها بالاحياء القديمة لدمشق وصفتها بانها "رائعة".
وكانت بيلوسي قد تجاهلت انتقادات البيت الابيض لجولتها ولزيارتها الى دمشق قائلة انها فرصة جيدة لجمع الحقائق وبناء بعض الثقة.وكانت الولايات المتحدة قد سحبت سفيرها من دمشق بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في فبراير شباط عام 2005.وزارت مجموعات من الاعضاء الجمهوريين والديمقراطيين بالكونجرس دمشق واجتمعت مع الاسد في الاشهر القليلة الماضية بعد ان اوصت لجنة دراسة العراق بتكثيف الجهود الدبلوماسية لتشمل سوريا وايران للمساعدة في تهدئة العنف في العراق.
الصحف السورية ترحب
بدورها رحبت الصحف السورية الرسمية بزيارة بيلوسي، معبرة عن امله في استئناف الحوار بين سوريا والولايات المتحدة. وكتبت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا ان زيارة بيلوسي "تعيد قواعد العمل السياسي الى منطقها الصحيح القائم على الحوار والبحث الجدي عن حلول لكل ما يعتري علاقات دمشق بواشنطن من جانب ومناقشة كل قضايا المنطقة من جانب آخر".
واضافت ان "المواقف التي تبنتها بيلوسي ومن ورائها الحزب الديموقراطي في الموضوع العراقي تشكل نقطة التقاء يمكن الاستناد اليها في ايجاد مقاربات منطقية لمعالجة نقاط الخلاف الاخرى او على الاقل اللجوء لمنطق الحوار في تناول كل القضايا الوعرة والصعبة".
واكدت "البعث" ان "الحوار الذي ستبدأه بيلوسي مع القيادة السورية مفيد للجميع رغم نقاط الخلاف العميقة بين وجهة النظر السورية ووجهة الديموقراطيين تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي بشكل عام". وتابعت "ربما هذا بالتحديد ما يشكل دافعا عميقا لاعتماد الحوار والاتصال المباشر بين العاصمتين بعيدا عن منطق التلويح بالتهديدات والعقوبات الذي طالما انتهجته الإدارة الجمهورية الحالية ضد سورية وكثير من دول العالم".
وذكرت بان سوريا "لم تكن هي التي قطعت الحوار مع واشنطن كما انها (...) تؤكد مواقفها المبدئية والثابتة تجاه قضايا المنطقة وتعلن على الدوام استعدادها للحوار والنقاش المثمر الذي يخرج بنتائج مفيدة للجميع". واشارت الصحيفة الى رد الفعل "المتشنج" الذي صدر عن ادارة بوش على زيارة بيلوسي.
ورأت ان اصرار بيلوسي "يؤشر الى امكانية حقيقية لاطلاق حوار واسع وعريض بين واشنطن ودمشق على المستوى النيابي حاليا والحكومي في المستقبل وذلك ليس خدمة لدمشق، كما ادعت الناطقة باسم البيت الابيض، بقدر ما هي خدمة للولايات المتحدة أولا ولدول المنطقة ثانيا ودمشق ربما ثالثا". واكدت الصحيفة "وفق هذا الفهم ترحب دمشق بالضيفة الاميركية آملة بالخروج بأسس جديدة ومشتركة للحوار تبدد مناخات التهديد والعقوبات التي طالما لوحت بها واشنطن ضد سورية التي أعلت دائما منطق الحوار في علاقاتها مع جميع دول العالم وحول مختلف القضايا مهما كانت معقدة".
من جهتها، كتبت صحيفة "تشرين" ان زيارة بيلوسي "على اهميتها لن تكون قادرة على ازالة جميع العقبات التي تعترض سبيل اعادة العلاقات السورية الاميركية الى طبيعتها او تجاوز مرحلة سوء الفهم والتفهم او تبديد السحب السوداء الكثيفة التي تخيم على سماء هذه العلاقات وتحول دون التفاهم والحوار". واضافت "لكن ذلك لا يعني ان الزيارة لن تحقق اي نتائج ايجابية"، مؤكدة ان "سوريا كانت ولا تزال جزءا من الحلول وليس من المشاكل اكان في لبنان ام في العراق ام في العملية السلمية".
واكدت "تشرين" ان بيلوسي "ستجد اننا محاورون جيدون واننا ندرك -- كما تدرك ضيفة سوريا -- ان الحوار +اتوستراد+ بخطين متوازيين ولا يمكن ان يسمى حوارا اذا كان طريقا باتجاه واحد".
بوش: زيارة بيلوسي لسوريا تبعث "اشارات متباينة"
في المقابلقال الرئيس الاميركي جورج بوش امس إن زيارات مسؤولين أميركيين مثل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لسوريا ترسل "اشارات متباينة" ولا تفعل شيئا لتغيير سلوك بلد تتهمه الولايات المتحدة برعاية الارهاب.ووجه البيت الابيض انتقادات على مدى أيام لزيارة بيلوسي لدمشق للقاء الرئيس بشار الاسد يوم الأربعاء قائلا إنها لن تسفر إلا عن منح الزعيم السوري فرصة يستغلها في أغراض دعائية.
وقال بوش للصحفيين في البيت الابيض "أوضحنا بما لا يدع مجالا للبس للمسؤولين الكبار سواء أكانوا جمهوريين أو ديمقراطيين أن الذهاب الى سوريا يبعث باشارات متباينة."وذكرت بيلوسي وهي ديمقراطية من كاليفورنيا خلال زيارتها للبنان يوم الاثنين أنها "لا تملك أوهاما ولكن تعلق أملا عريضا" على لقاء الاسد وأنها تعتزم التركيز على الحرب على الارهاب.كان أعضاء من الكونجرس من كلا الحزبين ومن بينهم ثلاثة جمهورييين قد زاروا دمشق يوم الاحد والتقوا بالاسد بعد أن أوصت لجنة دراسة العراق المعروفة باسم "بيكر هاملتون" العام الماضي ببذل جهود دبلوماسية مكثفة تتضمن مشاركة سوريا.
وقال بوش الذي يخوض معركة سياسية مع الكونجرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بسبب تشريع يتعلق بتمويل الحرب إن اجتماع بيلوسي بالرئيس السوري "سيحمل حكومة الاسد على الاعتقاد بأنها جزء من النسيج العام للمجتمع الدولي."واتهم سوريا برعاية الارهاب وعدم بذل الجهود الكافية للحيلولة دون تسلل المقاتلين الاجانب الى العراق عبر حدودها وعدم بذل جهود تذكر لكبح جماح جماعتي حماس وحزب الله المسلحتين وزعزعة الديمقراطية اللبنانية.
وقال بوش إن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين زاروا الاسد "ولم نر حتى الان أي تطور. بعبارة أخرى.. هو لم يستجب.""ومن ثم فإن موقف هذه الادارة يتمثل في أن الطريقة المثلى للقاء زعيم مثل الاسد أو أناس من سوريا هي أن يكون ذلك في سياق أكبر للعمل على حمل المجتمع الدولي على المساعدة في تغيير سلوكه."
ودافع السناتور الديمقراطي جون كيري الذي التقى بالاسد في ديسمبر كانون الاول الماضي عن زيارة بيلوسي قائلا إن السياسة الخارجية الفعالة كثيرا ما تتطلب اجراء محادثات مع بلدان غير صديقة.وقال كيري الذي خسر في انتخابات الرئاسة الامريكية الماضية أمام بوش في بيان "بالتأكيد ليس هناك ضمانات على أننا نستطيع أن نحول سوريا الى قوة بناءة بدرجة أكبر في المنطقة لكن السياسة الراهنة لا تقدم أي ضمانات أكثر .. لا يمكن أن تظل واشنطن على الهامش. الحوار ليس استسلاما."