مجموعة دولية تستبعد الإسلاميين في الصومال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في اجتماع في القاهرة شاركت فيه مساعدة رايس
مجموعة دولية تستبعد الإسلاميين في الصومال
نبيل شرف الدين من القاهرة: خلص ممثلو مجموعة الاتصال الدولية المعنية بشؤون الصومال إلى الدعوة إلى مصالحة شاملة هناك، كما حثوا القوات الإثيوبية على الانسحاب في أسرع وقت ممكن على أن يتم إحلال قوات الاتحاد الأفريقي محلها، غير أنهم أكدوا أيضاً استبعاد ميليشيات المحاكم الإسلامية من هذه المصالحة، إلا بشكل فردي، وليس تفاوضاً مع الكيان الذي كان يهيمن على الأوضاع في الصومال قبل التدخل الإثيوبي.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب اختتام اجتماع المجموعة الدولية عقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، أكد ممثلو تلك المجموعة أهمية تدريب قوات الأمن الصومالية، وطالبوا الدول الأفريقية بالمشاركة في قوات حفظ السلام هناك بأسرع وقت ممكن كما حثوا المجتمع الدولي على الالتزام بالمشاركة بتمويل هذه القوات وتدريبها.
واشنطن والصومال
من جانبها قالت السيدة غينادي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية "إن الاجتماع ناقش مسألة استبعاد الأفراد المنتمين إلى المحاكم الإسلامية من المصالحة الوطنية "، موضحة أن هناك سبلا عديدة لأن يكون الإسلاميون أو الميليشيات جزءا من عملية المصالحة ولكن بشكل فردي. وأضافت أن المناقشات ركزت على الأسس التي سيقوم عليها مؤتمر المصالحة الوطنية، إذ قام وزير خارجية الحكومة الانتقالية الصومالية بإطلاع مجموعة الاتصال على تصورهم لشكل مؤتمر المصالحة الوطنية، الذي سيعتمد على مشاركة ممثلي العشائر والجماعات والدوائر الدينية، والمجتمع المدني ورجال الأعمال، ومجموعات السيدات.
وأوضحت فريزر أنه بانتهاء فترة الحكومة الانتقالية وإجراء الانتخابات في عام 2009 فإن هذه المجموعات يمكن أن تكون ممثلة وفقا لاتجاهاتها السياسية سواء كانوا إسلاميين أو اشتراكيين أو غيرهم، وأن هذه الصيغة مقبولة بالنسبة إلى الإدارة الأميركية وأن هذا التمثيل يعكس فئات المجتمع الصومالي لأن أفراد العشائر قد اختاروهم، وليسوا منصبين من قبل جهة خارج هذا المجتمع"، على حد تعبيرها.
وعما إذا كان تعامل واشنطن مع الأزمة الصومالية يجري بطريقة خاطئة، قالت فريزر "لا يوجد خطأ لأن التعامل مع الأزمة يتم بصورة شاملة، وهناك اهتمام بتقديم الدعم الإنساني للشعب الصومالي حتى قبل وجود المحاكم الإسلامية وقبل دخول القوات الإثيوبية الصومال".
ومضت فريزر قائلة "إننا سنستمر في دعم الصومال"، مؤكدة أن بلادها تدعم الحكومة الانتقالية التي اعترفت بها الأمم المتحدة، كما تدعم الاتجاه السياسي لها، وتشجع هذه الحكومة لتصبح أكثر تمثيلا للمجتمع الصومالي. وأشارت فريزر إلى أن الولايات المتحدة أعلنت في كانون الثاني / يناير الماضي عن توفير اعتمادات مالية لمساعدة الحكومة الانتقالية ودعم قدراتها، كما تتعاون بصورة وثيقة مع دول المنطقة لدرء المخاطر نتيجة الوضع في الصومال كتجارة السلاح والمخدرات، وكافة التهديدات التي يمكن أن تنجم عن بيئة تنقصها مقومات الدولة العصرية.
الصومال والعراق
وحول وجود أوجه شبه بين الوضع في الصومال والوضع في العراق وأفغانستان .. قالت المسؤولة الأميركية "إن الصوماليين والحكومة الصومالية الانتقالية هم الذين دعوا القوات الإثيوبية للدخول وليس المجتمع الدولي، فيما دعت المحاكم الإسلامية مقاتلين من جميع أنحاء العالم للجهاد".
وأضافت الدبلوماسية الأميركية "أن الوضع في العراق مختلف تماما ، لما يجري في الصومال ، فهناك جهود تبذل لمحاولة استعادة السلام في الصومال، ومجموعة الاتصال التي تمثل أغلب مناطق العالم مهتمة بالقضية"، لافتة إلى محاولات للتحاور مع المحاكم الإسلامية عبر الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والإيغاد، مشيرة إلى مفاوضات الخرطوم بين المحاكم الإسلامية والحكومة الصومالية الانتقالية قبل التدخل الإثيوبي.
ودعت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية إلى التركيز على ما يمكن أن يفعله المجتمع الدولي لدعم الحوار والمصالحة في الصومال، وقالت "إن بعض عناصر المحاكم الإسلامية أيدت الحوار وبعضها لم تؤيده، والبعض الآخر سعى إلى التصعيد العسكري ضد الحكومة الانتقالية، ولذلك يجب علينا التركيز على الوضع في الصومال بدلا منالإشارة إلى مناطق أخرى في العالم الوضع فيها مختلف"
الغرب والجامعة
وحول شكل التعاون بين واشنطن والحكومة الصومالية في مكافحة الإرهاب .. قالت المسؤولة الأميركية "إن أبرز مظاهر التعاون في الوقت الحالي هو تبادل المعلومات، إننا نحاول تشجيع المنطقة بشكل عام على نبذ العنف ، والتعاون من أجل درء من مخاطر المتشددين والإرهابيين ، ودعت في هذا الصدد دول المنطقة للتعاون ومشاركة المعلومات والاستراتيجيات وغيرها للتصدي لهذه المخاطر ".
من جانبه، اعتبر ريموند جونسون وزير الدولة للشؤون الخارجية النروجي إنه من الصعب وضع موعد محدد لانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال وحلول القوات الأفريقية محلها، مشيرا إلى أن هذه العملية تتعلق بمساهمة دول الاتحاد الأفريقي في قوات حفظ السلام في الصومال ، وعملية تمويلها. وقال جونسون عقب اجتماع للمجموعة عقد في مقر جامعة الدول العربية إن مجموعة الاتصال أعربت عن أملها في مشاركة عدد مناسب من دول الاتحاد الأفريقي في قوات حفظ السلام في الصومال، كما أكدت الحاجة الماسة إلى المساندة المالية والتقنية لقوات الاتحاد لتسهيل مغادرة القوات الاثيوبية في أسرع وقت.
وحول وجود مخاوف لدى بعض الدول الأفريقية من إرسال قواتها للصومال وكيف يمكن لمجموعة الاتصال طمأنة هذه الدول على قواتها ومدى ثقة مجموعة الاتصال بأن هذه القوات لن تكون مستهدفة.. قال سالم الخصيبي ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية للصومال إنه من الصعب تحديد ذلك في هذه المرحلة ولكن يجب أن يكون هذا الأمر حاضرا في ذهننا، مشيرا إلى أن عمليات حفظ السلام يمكن أن تواجه ترحيب البعض ومعارضة البعض الآخر، إلا أنه استدرك قائلاً "إننا نتوقع أن ينصاع كل من في الصومال لقواعد القانون الدولي، ولن نقبل حدوث مكروه لقوات حفظ السلام في الصومال".