لا نية لأميركا للافراج عن الايرانيين المحتجزين في العراق

واشنطن:اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اليوم الخميس ان الولايات المتحدة لا تنوي اطلاق سراح الايرانيين الخمسة المحتجزين في العراق.وقال غيتس في مؤتمر صحافي "لا نميل حاليا الى اخلاء سبيلهم".وكانت القوات الاميركية اعتقلت الايرانيين الذين تؤكد طهران انهم دبلوماسيون في 11 كانون الثاني/يناير في اربيل، على بعد 350 كلم شمالي بغداد.

وقال وزير الدفاع الاميركي ان الولايات المتحدة لا تنوي السماح بلقاء المحتجزين الايرانيين مع ممثلين عن القنصلية الايرانية. وقال "لا اعتقد ان الاتصال القنصلي مطروح. المسالة في معرفة ان كان يمكن توفير شكل اخر من الاتصال".وقال قائد الجيوش الاميركية الجنرال بيتر بيس ان "الصليب الاحمر يمكنه الوصول" الى المحتجزين الايرانيين الخمسة.

وحرصت الادارة الاميركية على عدم الربط بين افراج ايران عن الجنود البحارة البريطانيين الخمسة عشر والايرانيين الخمسة واكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كيسي الاربعاء انه لا توجد علاقة بين المسألتين.وجاء تعليقه تعقيبا على نبأ اوردته وكالة الانباء الايرانية بان ايران حصلت على موافقة على قيام دبلوماسي ايراني بلقائهم. وقال المتحدث العسكري الاميركي في بغداد الجنرال وليام كالدويل ان طلب الزيارة لا يزال قيد الدرس.

وترفض الحكومة الاميركية منذ ثلاثة اشهر الافصاح عن وضع المحتجزين الذين تقول انهم مواطنون ايرانيون وليسوا دبلوماسيين.وتؤكد ايران انهم دبلوماسيون وان المبنى الذي هاجمته القوات الاميركية في اربيل واعتقلتهم فيه هو قنصلية، بينما تقول السلطات الاميركية ان المعتقلين الخمسة متورطون في شبكات لتامين المتفجرات المستخدمة في العمليات ضد القوات الاميركية في العراق.

وتتهم واشنطن ايران بتزويد الشيعة المتشددين في العراق بالسلاح والذخيرة والدعم اللوجستي من اجل زعزعة امن البلاد.وفي حديث لصحيفة نيويورك تايمز نشر الخميس، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه وان لم يكن الايرانيون الخمسة دبلوماسيين فانهم كانوا يتصرفون بصفتهم وسطاء بين العراق وايران.

وقال زيباري "لم تكن العملية سرية. كانوا معروفين بالنسبة لنا. كان الامن في المحافظة يتابعهم وكانوا يتحركون بموافقة حكومة كردستان وكانت الحكومة العراقية مطلعة على ذلك. كنا نعمل على تحويل مكتب الاتصال الى قنصلية. كانوا سيحصلون حينها على الحصانة الدبلوماسية".

تشيني: الانسحاب من العراق يشجع ايران

على صعيد آخر، اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اليوم الخميس انانسحابا من العراق في 2008 بناء على اقتراح خصومه الديموقراطيين يشجع ايران ويصيب بالاحباط كلا من باكستان وافغانستان.وقال تشيني في مقابلة اذاعية "اعتقد ان عددا كبيرا من الديموقراطيين منهم نانسي بيلوسي (رئيسة مجلس النواب) يعارضون بشدة الحرب في العراق وهم مستعدون لحزم الامتعة والعودة الى الوطن مهزومين". واضاف "لا يقتصر الامر فقط على العراق، بل يشمل جهودنا في الحرب على الارهاب ... هذا يؤثر على ما يحصل في ايران، في وقت نحاول منعهم من تطوير قنبلة نووية".

كما اعتبر تشيني "تستطيع ان تتخيل مدى الارتياح الذي سيشعر به الايرانيون اذا ما رأوننا ننسحب من العراق البلد المجاور لهم". واكد ان انسحابا من العراق من شأنه ان يصيب بالاحباط ايضا الرئيسين الباكستاني برويز مشرف والافغاني حميد كرزاي. وقال "لدينا مشرف في باكستان وكرزاي في افغانستان وهما يعرضان حياتهما للخطر يوميا لمساعدتنا في مواجهة الارهابيين في هذا الجزء من العالم". واضاف "اذا ما رأوننا ننسحب من العراق فسيفقدون ثقتهم بقدرتنا على القيام بمهمتنا على ما يرام".

وقد انتقد الرئيس الاميركي جورج بوش مرة جديدة الاربعاء خصومه الديموقراطيين ومشروعهم الرامي بأن يفرضوا عليه موعدا للانسحاب من العراق، مؤكدا ان ذلك استراتيجية "خطرة" من شأنها تشجيع العدو.