العاهل المغربي يزور الجرحى ويصف الانتحاريين بالأوغاد

الانتحاري الثالث استهدف رجال رجال الأمن
الحظ أنقذ مسؤولا كبيرا والملك يزور الجرحى ويصف الانتحاريين بالأوغاد

أحمد نجيم وأيمن بن التهامي من الدار البيضاء: لم تؤثر الأحداث الإرهابية التي شهدها المغرب أمس الثلاثاءفي حيوية مدينة الدار البيضاء. حركة دائبة وسكان أكثر عزما على مواجهة الإرهاب "لم تفلح مساعي الإرهابيين في زعزعة استقرار المغرب، وأستغرب لوجود هؤلاء المخدرين، فلسنا عراقًا تتقاسمه شيعة وسنة ولا جزائر يتطاحن على الرئاسة الجينرالات" كهذا تكلم شيخ تجاوز الستين سنة وهو يقود سيارة أجرته الحمراء الصغيرة. الشيخ واثق من فشل الانتحاريين "هذا الأمر لم نعشه حتى أيام الاستعمار الفرنسي، فأن يفجر شباب نفسه دون سبب، هؤلاء لن ينجحوا في مس استقرار هذا البلد". مواطن آخر أكثر ثقة في قهر المغرب للإرهاب "استهدفوا رجال الأمن، بعد أن حاربهم المواطنون قبل الشرطة، كما حدث في سيدي مومن ليلة 11 آذار / مارس الأخير، لن يفلحوا في تفرقة المغاربة إلى مدنيين وشرطة وعسكر، فالإرهاب يضرب المغرب كله، ونحن جسم واحد نريده سليما من آفة الإرهاب".

يوم الثلاثاء أو اليوم الأسود الدامي شهد مقتل 5 أشخاص، منهم أربعة انتحاريين ثلاثة فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة ورابع قتلته الشرطة أما الخامس فكان عميد شرطة. وعلمت "إيلاف" أن المستهدفين من العملية الانتحارية الثالثة التي وقعت ليلة أمس الثلاثاء في حي الفرح في الدار البيضاء، كانا مسؤولين أمنيين كبيرين، وهما أحمد عبروق، والي ولاية الأمن في الدار البيضاء والمختار البقالي، محافظ لدى وزارة الداخلية، وأكد مصدر ل"إيلاف" أن الانتحاري حاول أن يقترب من هذين المسؤولين وأن البقالي أنقذه صحافي، كان يتحدث معه فأبعده عن المكان الذي فجر فيه الانتحاري نفسه.

ومن المتوقع أن يزور العاهل المغربي في الساعات القليلة مستشفى بو الوافي حيث يوجد فيه المصابون في حادثة الثلاثاء الأسود. العاهل المغربي بعث قبل الزيارة ثلاث برقيات واحدة إلى عميد الشرطة القتيل والثانية إلى رجل أمن مصاب في الحادث الثالث والثالثة إلى الجرحى المدنيين.

وعبر العاهل المغربي في رسالته الأولى إلى أسرة العميد محمد زندبة، بعد أن أعلن عن تكفله ورعايته لجميع المصابين والضحايا، عن "بالغ التأثر وعميق الأسى عقب تلقي نبأ استشهاد المشمول بعفو الله ورضاه..خلال قيامه بواجبه الوطني والمهني، وهو يلاحق بعض الإرهابيين الأوغاد الذين فجروا أنفسهم في الاعتداء الآثم الذي وقع في حي الفداء"، وتقدم العاهل المغربي "بأحر التعازي وأصدق المواساة وأخلص الدعوات إلى الله العلي القدير أن يتقبل الفقيد العزيز في عداد الشهداء من عباده الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فرحين بما آتاهم ربهم من أجر عظيم في جنات النعيم، سائلا الله عز وجل أن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه".

دول الخليج تقف بجانب المغرب والجزائر

القاعدة تتبنى الهجمات الانتحارية الثلاث في المغرب

وأدان العاهل المغربي ما سماه "العمل الإرهابي الشنيع، الذي يستهدف المس بأمن واستقرار البلاد وسلامة المواطنين، ومقدساتها الإسلامية السمحة وثوابتها الديمقراطية المنافية للإرهاب والعنف".واستحضر جلالته " بكل إكبار الروح البطولية التي جسدها الفقيد الغالي في سبيل أمن الوطن والمواطنين، حيث سيظل خالدا ومضرب المثل في التضحية في ذاكرة جلالته الشريفة، وفي السجل الذهبي للوطنية والمواطنة مشمولا بالتقدير والتنويه والرحمة والرضوان في القيام بالواجب".

كما أثنى على "ما أبانت عنه أسرة الأمن الوطني والإدارة الترابية وكافة رجال السلطة وقوات حفظ الأمن من يقظة دائمة وتعبئة موصولة وتفان واستبسال في التصدي للإرهاب المقيت في التحام مع المواطنين والمواطنات, مما جعل الأمن شأن المجتمع بأكمله".

أما الرسالة الثانية فوجهت إلى رجل الأمن المصاب وأعرب خلالها العاهل المغربي عن "مواساته له ولأسرته حامدا الله على نجاته، داعيا إياه بتعجيل شفائه، مشيدا بروح المواطنة الباسلة التي يتحلى بها المواطنون المغاربة في مواجهة الإرهاب, إيمانا منهم بأن مقاومته والتصدي لمرتكبيه هي قضيتهم جميعا"، كما وجه رسالة ثالثة إلى الجرحى المدنيين. وطلب العاهل المغربي ب"تعجيل شفائهم، مشيدا بروح المواطنة الباسلة التي يتحلى بها المواطنون المغاربة في مواجهة الإرهاب، إيمانا منهم بأن مقاومته والتصدي لمرتكبيه هي قضيتهم جميعا".

أصدر تعليماته لوزير الداخلية قصد الإشراف على تكفل جلالته بعلاج المصابين ورعاية أسرهم. وجدد عزمه على "اجتثات الإرهاب من جذوره بالمقاربة الشمولية التي اعتمدناها".
najim@elaph.com