المغرب: تعقب 10 انتحاريين يتمنطقون ب 4 كيلوغرامات من المتفجرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: شنت السلطات الأمنية المغربية، مساء أمس الأربعاء، حملة واسعة بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بحثا عن 10 انتحاريين يتمنطقون بأحزمة ناسفة تحمل حوالي أربع كيلوغرامات من المتفجرات.
وأكدت مصادر أمنية جيدة الاطلاع، ل "إيلاف"، أن "المبحوث عنهم شديدو الخطورة، ويتوزعون على أحياء شعبية تقع في ضواحي المدينة"، دون أن تذكر تفاصيل أخرى حول الموضوع، مشيرة إلى أن اجتماعات لمسؤولين أمنيين كبار عقدت عقب الانفجارات الانتحارية الثلاثة، التي هزت أول أمس الثلاثاء، حي الفرح في الدار البيضاء لتدارس "الخطط والوسائل التي يحتمل أن تلجأ إليها الفرق الأمنية لتفادي تفجير الانتحاريين لأنفسهم، قبل اعتقالهم".
وذهبت المصادر إلى التأكيد على أن جميع السيناريوهات المحتملة تم التطرق إليها والتفصيل فيها، خلال الاجتماع، لتجنب تكرار ما وقع في حي الفرح"، مبرزة أن "تمنطق الإرهابيين بالأحزمة بشكل دائم ولجوءهم إلى تفجير أنفسهم كلما أحسوا برصد تحركاتهم وقرب إلقاء القبض عليهم، يضع رجال الأمن في موقف صعب".
وذكرت أن الأحزمة التي فجرها الانتحاريون في حي الفرح صنعها عبد الفتاح الرايدي، الذي فجر نفسه يوم 11 مارس الماضي بمقهى الانترنيت بحي سيدي مومن في الدار البيضاء، مضيفة أن "عملية التفجير الثانية، التي أدت إلى مقتل مفتش شرطة، كان وراءها أيوب شقيق الرايدي الذي بدأ البحث عنه منذ 11 مارس".
وأبرزت أن والدة الرايدي تعرفت على ما تبقى من جثة ابنها في مركز الطب الشرعي الذي استدعيت إليه مباشرة بعد وقوع التفجير الثاني ونقل الأشلاء إلى المركز المذكور.
وكانت آخر الهجمات الانتحارية، التي عرفتها الدار البيضاء، تستهدف والي أمن الدار البيضاء، أحمد عبروق، والعامل مدير الشؤون العامة في ولاية الأمن في الدار البيضاء، المختار البقالي، وعامل عمالة الفداء درب السلطان.
وأفادت مصادر أمنية، "إيلاف"، أن هذه المجموعة كانت مكلفة "بتنفيذ اعتداءات ضد بواخر أجنبية ترسو في ميناء الدار البيضاء، إلى جانب اغتيال مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى".وكان الانتحاري الرابع خرج في غفلة من الجميع، من الزنقة 44 المطلة على شارع أبي شعيب الدكالي، واندس وسط حشود المواطنين، الذين حجوا لمتابعة عملية المطاردة، في حي الفرح، الواقع في مقاطعة الفداء درب السلطان، متخفيا في عباءة توهم بأنه "أحمق أو معتوه"، قبل أن يتجاوز المتاريس الحديدية التي أقامتها عناصر الشرطة، متوجها نحو المسؤولين المذكورين، غير أن رجل أمن اعترض طريقه، فدفع به إلى تفجير نفسه بعد ترديد عبارة "الله أكبر"، موقعا 32 جريحا، بينهم ثلاثة عناصر شرطة (مصطفىbull; س ويوسفbull; ج، حارسا أمن في آنفا، وشرطي آخر يعمل في مصلحة المرور الفداء برتبة رقيب، إضافة إلى جمالbull; ع، قائد الدائرة الحضرية عمر بن الخطاب).
يشار إلى الانتحاري محمد مانطالا، ويلقب باسم"وردة" كان أول من قضى، وذلك في طريقه إلى المستشفى، إثر إصابته برصاص رجال الأمن، فيما فجر محمد رشيدي نفسه بعد أن أخفق في الإفلات من رجال الأمن الذين حاصروه، في حين فر زميلاه وظل رجال الأمن يحاصرون موقع الحادث منذ الساعات الأولى ليوم أمس.
وحوالى الثالثة والنصف عصرا، ارتمى انتحاري آخر على مفتش الشرطة محمد زندبة وفجر نفسه فأصيب المفتش بجروح بليغة، ولم يمهله القدر فتوفي متأثرا بجروحه أثناء نقله إلى المستشفى، وأصيب أيضا مقدم شرطة، يسمى الغزالي وعميد شرطة يدعى بركات نقلا على وجه السرعة، على متن هليكوبتر، إلى المستشفى العسكري في الرباط .
ولفت المواطنون انتباه رجال الأمن إلى وجود عنصر ظل يتنقل فوق السطوح، غير أن الطريقة العشوائية لبناء السطوح عرقلت عملية المطاردة ما استدعى الاستنجاد بمروحية ظلت تحلق فوق السطوح انطلاقا من السادسة مساء فضلا عن عمليات دهم من قبل فرقة مختصة من رجال الأمن.وأفادت مصادر أمنية أن الإرهابيين محمد مانطالا ومحمد رشيدي، اللذين لقيا مصرعهما صباح أمس من ضمن المبحوث عنهم، في إطار التحقيقات الجارية على أثر العمل الإرهابي، الذي استهدف، في 11 مارس الأخير، مقهى للإنترنت في الدارالبيضاء.
ويرى مراقبون أن "الانتحاريين ينفذون تعليمات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي سبق وأن طلب من الارهابيين بالتنمطق بالأحزمة الناسفة وتفجيرها في حالة افتضاح أمرهم، تفاديا لوقعهم في قبضة الأمن".
وكان وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى أكد، في لقاء مع الصحافة عقد أسابيع بعد حادث مقهى الإنترنيت، أن الأحزمة الناسفة التي كان يتمنطق بها الانتحاريون "تحمل كل واحدة منها ما بين 300 و350 غراما من المتفجرات"، موضحا أن "المواد التي حجزت في الغرفة بسطح منزل في حي مولاي رشيد، قبل أسابيع، كانت تحتوي على مادة سامة"، ما يؤشر على تحول في مخطط الانتحاريين.
وقال المسؤول الحكومي إن "المغرب قد يواجه جيلا جديدا من الإرهابيين.. جيل متطور مقارنة مع منفذي اعتداءات 16 ماي و11 مارس.