الصقور تجتمع بينما وولفوفيتز يسقط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن :يتواصل الغموض بشأن مصير رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز بعد تخلي المساهمين والموظفين عنه واتهامه بالمحاباة وذلك رغم الدعم الذي تلقاه من الادارة الاميركية التي عينته على رأس البنك. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان "الرئيس (الاميركي جورج بوش) يثق ببول ولفوفيتز وبعمله" في البنك الدولي.
وبموجب اتفاق غير مكتوب تعين الولايات المتحدة رئيس البنك الدولي في حين تسيطر اوروبا على ادارة صندوق النقد الدولي. وطالب المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية جون ادواردز اليوم باستقالة بول وولفوفيتز الرجل الثاني السابق في وزارة الدفاع واحد مهندسي الحرب على العراق، ليكون اول سياسي اميركي يتخذ هذا الموقف. كما طالب موظفو البنك الدولي الذين ساءهم ما اعتبروه خطأ اخلاقيا، رئيسهم بـ "التصرف بكرامة والاستقالة".
واتهم وولفوفيتز ب"المحاباة" لزيادة راتب صديقته شاها رضا. وكانت شاها رضا مسؤولة الاتصال سابقا في البنك الدولي انتقلت من هذه الهيئة الى وزارة الخارجية الاميركية في ايلول/سبتمبر 2005 بعد ستة اشهر على تعيين ولفوفيتز على رأس المؤسسة المالية الدولية. غير ان البنك استمر في دفع راتب شاها رضا وكشفت وثائق داخلية للبنك الدولي نقلت الى الصحافة انها حصلت على زيادات في الراتب تزيد عن ستين الف دولار ما رفع اجرها السنوي الى اكثر من مئتي الف دولار.
وطالبت عدة منظمات غير حكومية الجمعة ايضا برحيل وولفوفيتز. واعتبرت لجنة الغاء ديون العالم الثالث انه "في الوقت الذي يعرض نفسه على انه داعية لمكافحة الفساد، ضبط وولفوفيتز بالجرم المشهود. ان المخرج الوحيد المقبول هو استقالته الفورية". من جانبها اعتبرت "اوكسفام" انه "في حال قرر مجلس ادارة البنك الدولي انه تم انتهاك القواعد" من قبل وولفوفيتز "فمن الصعب ان يواصل" تولي مهامه.
واعتبرت الخارجية الفرنسية ان على وولفوفيتز "بنفسه" ان يقرر ان كان "بامكانه مواصلة مهامه".
وقال وزير المالية البرازيلي غيدو مانتيغا "يجب ان نرى ما اذا كان بامكان وولفوفيتز الحفاظ على السلطة المعنوية الضرورية للمارسة مسؤولياته". اما وزير المالية الايطالي توماسو باوا-شيوبا فعلق بقوله "نحن نتابع القضية باهتمام. وآمل ان تحل (المشكلة) بسرعة".
ولم يقترح اعضاء مجلس الادارة حتى الان اي "معالجة" للخروج من الوضع الراهن مثلما اقترح وولفوفيتز الخميس حين قدم اعتذارات علنية. ويبدو انه ترك لوولفوفيتز امكانية الانسحاب من تلقاء نفسه مع احتفاظ مجلس الادارة بحقه في القرار النهائي. وقال المجلس في بيان انه "سيتحرك بسرعة لتحديد الاجراءات الواجب اتخاذها".
وعلم من مصدر اوروبي انه من المستبعد ان يجتمع مجلس الادارة مجددا قبل اجتماع محافظي البنك صباح الاحد. وجاءت هذه الازمة في الوقت الذي يعقد فيه وزراء مالية ابرز الدول الممثلة في مجلس ادارة البنك مساء الجمعة في واشنطن اجتماعا لمجموعة السبع. ويسبق هذا الاجتماع دائما اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقررة نهاية هذا الاسبوع في العاصمة الاميركية.
التايمز
على صفحة كاملة اطلقت عليها صحيفة التايمز اسم "فضيحة في الولايات المتحدة" كتب المحرر الاقتصادي غاري دنكان من واشنطن تحت عنوان: "الصقور تجتمع بينما يسقط نسر بوش".
ويعود دنكان في مقاله الى تفاصيل قضية دفع رئيس البنك الدولي بول ولفوفيتز مبالغ طائلة لصديقته التي تعمل في المؤسسة نفسها. ويقول المحرر ان ولفوفيتز يتعرض لضغوط كبيرة للاستقالة من منصبه، مشيرا الى ان "ولفوفيتز الذي يصنف نفسه كحامل للواء مكافحة الفساد قد يجبر على الاستقالة بسبب اساءة استعمال صلاحياته بترقية صديقته شاها رضا وزيادة مرتبها. وما يثير للسخرية هو ان البنك الدولي يعتبر نفسه سلطة اخلاقية تقرض المال للدول النامية بشرط محاربة الفساد".