السباق نحو الدورة الثانية : الفرنسيون بنتخبون غدا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اندريه مهاوج من باريس -وكالات
استطلاع: ساركوزي وروايال الى الدورة الثانية
المرشحون للرئاسة في فرنسا يتهافتون على اصوات المترددين
وقام مرشحو الرئاسة في فرنسا بمسعى نهائي لكسب التأييد امس في اخر ايام حملتهم الانتخابية قبل الجولة الاولى للانتخابات والتي من المتوقع ان يحصل فيها المرشح اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيجولين روايال على اعلى الاصوات.
ولكن مع وجود ملايين الناخبين الذين لم يحسموا امرهم بشكل نهائي فان ايا من المرشحين لا يأخذ شيئا على انه قضية مفروغ منها وذلك بعد اشهر من المعارك السياسية الشرسة التي ركزت على الشخصية بنفس قدر تركيزها على السياسة.
وأظهر آخر استطلاعين للرأي نشرا في وقت متأخر الجمعة قبل بدء تطبيق ان نيكولا ساركوزي سيكون الرئيس القادم لفرنسا.وتوقع استطلاع اجراه معهد بي. في.ايه فوز ساركوزي بنسبة 52 في المئة مقابل 48 في المئة لمنافسته الاشتراكية سيجولين روايال وهو ما يعني تراجع نسبة التأييد للمرشح اليميني بشكل طفيف عن الاستطلاع السابق.ولم يكشف الاستطلاع النهائي الذي اجراه معهد ايبسوس عن حدوث اي تغيير حيث اشار الى ان ساركوزي سيفوز بنسبة 53.5 في المئة مقابل 46.5 لروايال.واظهر استطلاع اجراه مركز سي.اس.ايه في وقت سابق لصحيفة لوباريزيان تساوي كفة ساركوزي وروايال في جولة اعادة في السادس من مايو ايار
وقالت روايال التي تسعى لان تصبح أول سيدة تتولى رئاسة فرنسا "هناك 24 ساعة متبقية سيفكر فيها الفرنسيون مليا. يعرفون انهم سيتوجهون لكتابة صفحة مهمة للغاية في تاريخ فرنسا."
ودخل عند منتصف ليل امس حظر نشر انباء عن الحملة الانتخابية حيز التنفيذ مع بقاء يوم واحد للتفكر قبل ان تفتح مراكز الاقتراع ابوابها غدا.ويخوض الانتخابات 12 مرشحا واذا لم يحصل اي مرشح كما هو متوقع على اغلبية مطلقة يوم 22 ابريل نيسان فسوف يتنافس المرشحان اللذان سيحصلان على اعلى على الاصوات في جولة ثانية في السادس من مايو ايار.
ويتصدر ساركوزي استطلاعات الرأي منذ اشهر غير أن روايال قلصت الفجوة بينها وبينه ويقول محللون انه ما زال بامكان مرشح الوسط فرانسوا بيارو والزعيم اليميني المتشدد جان ماري لوبان ان يسببا مفاجأة.وأصاب لوبان فرنسا بالذهول في عام 2002 عندما أطاح بالمرشح الاشتراكي في ذلك الوقت ليونيل جوسبان ليحتل مكانا في جولة الاعادة ضد الرئيس الحالي جاك شيراك الذي فاز باكتساح.
ويتقاعد شيراك وهو اخر الباقين من جيل سياسي شكله جنرال الحرب العالمية الثانية شارل ديجول بعد 12 عاما قضاها في السلطة أما كل من تتصدر اسماؤهم استطلاعات الرأي الان فهم في الخمسينات من العمر مما يبشر بجيل جديد من الساسة في فرنسا.
وفيما لا تزال ذكريات أعمال الشغب في الضواحي الفقيرة عام 2005 حاضرة في الاذهان حظيت قضايا توفير فرص العمل والجريمة والهجرة بالاهتمام الاكبر خلال الحملة الانتخابية.وكان هناك ما يذكر باحتمال وقوع مزيد من الاضطرابات بعد تقارير عن تعرض طاقم تصويرتلفزيوني للهجوم والسرقة خلال عمله بأحد المناطق التي شهدت أعمال عنف في باريس عام 2005.
وتقول الشرطة انه لم تصدر اوامر باتخاذ احتياطات خاصة ليوم الانتخابات اكثر من الاجراءات الامنية المعتادة في مراكز الاقتراع. لكن المسؤولين قد يحظرون شراء البنزين في جراكن وهو اجراء فرض خلال اعمال الشغب عام 2005 اذا تم اجازته.
وكان الظهور الاخير للمرشحين امس على قدر كبير من الرمزية حيث زار ساركوزي مزرعة للثيران في الجنوب على متن حصان بينما تجولت روايال في شارع تجاري في باريس بينما زار مرشح الوسط فرانسوا بايرو نصبا تذكاريا للحرب العالمية الاولى في فيردون.وقال ساركوزي للصحفيين في منطقة كامارج الخلابة "احببت الحملة الانتخابية بشدة وخضتها بقوة."
واضاف "الحملة الرئاسية تتطلب بكل وضوح المزيد من الجهد لكنني لا اشعر بالاجهاد."وركزت المعركة الانتخابية بشكل كبير على السمات الشخصية خلال الشهر المنصرم لا سيما شخصية ساركوزي الذي وصف بانه قوة خطيرة مثيرة للانقسامات.
وحاول ساركوزي وهو متشدد فيما يخص فرض القانون والنظام والمؤيد للسوق الحرة بالمعايير الفرنسية رسم صورة اخف حدة له وذلك بالاشادة بشخصيات مثل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج والبابا يوحنا بولس الثاني.لكن هجمات خصومة الحقت به الضرر.وقال لصحيفة لو باريزيان اليومية "انني مغطى بالندبات."
وقدمت روايال وهي اقتصادية يسارية تربطها علاقات قوية بالقيم الاشتراكية التقليدية نفسها على انها قوة قادرة على علاج فرنسا المنقسمة.لكنها واجهت حملة صعبة وتعرضت لتشكيك متواصل في كفاءتها وقدرتها عقب سلسلة من الزلات والاخطاء في السياسة الخارجية.
ومنحت أربعة أستطلاعات للرأي نشرت الخميس ساركوزي تأييدا يتراوح بين 27 و29 في المئة وروايال بين 22.5 و25 في المئة وبايرو بين 15 و20 في المئة ولوبان بين 13 و15.5 في المئة.
وفي المواجهة النهائية المحتملة يتوقع حصول ساركوزي على ما بين 50 و53 في المئة وروايال على ما بين 47 و50 في المئة. وجاءت نسبة ساركوزي هذه أقل بنقطة أو نقطتين من نتائج استطلاع اخر نشر الاسبوع الماضي.
وعلى خط مواز برز عامل جديد في انتخابات هذه السنة هو اصوات الفرنسيين من اصل مهاجر خصوصا من اصل مغاربي مسلم والذين اقبلوا بكثافة على تسجيل انفسهم على اللوائح الانتخابية بعد احداث الضواحي في خريف عام 2005 فزاد عدد الناخبين الاجمالي حوالى سبعة ونصف بالمئة اي بمعدل مليون ونصف ناخب .ويبدو ان المسلمين يتجهون للتصويت بكثرة لبايرو وقد تجلى ذلك من مواقف بعض قياداتهم مثل فؤاد علوي نائب رئيس اتحاد المنظمات المسلمة في فرنسا عندما انتقد ساركوزي ورويال من دون ان يعطي المسلمين توجيهات محددة للتصويت .
عامل اخر في هذه الانتخابات هو اصوات الفرنسيين المقيمين في الخارج والذين تبقى اصواتهم مشتتة